النظام التركي يغلق مضيقي البوسفور والدردنيل أمام حركة السفن الحربية

وجد النظام التركي في الأزمة الأوكرانية منفذا لبناء جسور التواصل مع شركائه الغربيين، بينما يكابد في الوقت ذاته للحفاظ على علاقات متوازنة مع روسيا وأوكرانيا.

وشكل الهجوم الروسي على أوكرانيا فرصة لتركيا لتسجيل نقاطا دبلوماسية في خضم مسار متعثر للمصالحة مع الولايات المتحدة ومع الشركاء الأوروبيين بعد سنوات من التوتر على خلفية خلافات على أكثر من ملف وأكثر من قضية.

وبعد أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، أن بلاده تدعم سيادة أوكرانيا على أراضيها الموحدة كاملة، كشفت الحكومة التركية أنها أخطرت روسيا رسميا بقرارها منع عبور السفن الحربية الروسية مضيقي البوسفور والدردنيل.

فقد أكد وزير خارجية النظام التركي مولود تشاوش أوغلو، مساء الإثنين، أن بلاده ستمنع السفن الحربية لـ”الدول المشاطئة وغير المشاطئة للبحر الأسود” من عبور مضيقي البوسفور والدردنيل.

وقال أوغلو للصحافيين، إن بلاده أخطرت جميع الدول المشاطئة وغير المشاطئة للبحر الأسود بألا ترسل سفنها الحربية لتمر عبر مضائقها.

وأضاف أن أنقرة ملتزمة بما تنص عليه “اتفاقية مونترو” التي تمنحها حق التحكّم بعبور هذين المضيقين.

جاء ذلك على وقع استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث أضاف أردوغان أن بلاده متمسكة باستخدام صلاحياتها بموجب اتفاقية مونترو فيما يتعلق بحركة السفن في المضائق بشكل يمنع من تصعيد الأزمة.

وتابع أن أنقرة ستواصل دون انقطاع مبادراتها الدبلوماسية متعددة الأبعاد من أجل ضمان السلام والاستقرار بين روسيا وأوكرانيا.

وجاء القرار التركي استجابة لطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي جدد، السبت الماضي، دعوة بلاده لتركيا بإغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل أمام السفن الحربية الروسية.

وأبلغ أردوغان نظيره الأوكراني زيلينسكي، السبت، بأن أنقرة تبذل جهودا من أجل التوصل إلى هدنة في أقرب وقت، عقب العملية العسكرية التي بدأتها روسيا في أوكرانيا في وقت سابق هذا الأسبوع.

اتفاقية مونترو

والأحد الماضي، أعلن وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو لقناة محلية، أن بلاده ستنفذ بشفافية جميع بنود اتفاقية مونترو الخاصة بالمضائق البحرية التي يعود تاريخ توقيعها إلى عام 1936 في سويسرا.

ووفقا لبنود هذه الاتفاقية، تسمح أنقرة للسفن والبواخر الحربية التابعة للدول غير الساحلية في البحر الأسود أثناء وقت السلم أن تمر بحرية عبر مضائقها (مضيقي البوسفور والدردنيل المؤديين إلى البحر الأسود)، لكن لا يمكن للسفن الحربية التابعة للدول غير الشاطئية البقاء في البحر الأسود لأكثر من 21 يوماً.

وبإمكان أنقرة أيضاً منع السفن والبواخر المدنية والتجارية من المرور في مضائقها إذا كانت طرفاً متحارباً، لكنها في أوقات السلم تسمح بمرور تلك السفن والبواخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى