النواب الليبي يطالب بالتحقيق في قضية اختطاف “أبو عجيلة مسعود”

ومحاكمة المتورطين في تسليمه للولايات المتحدة بتهمة الخيانة العظمى

طالب مجلس النواب الليبي بفتح تحقيق في قضية اختطاف “أبو عجيلة مسعود” أحد المشتبه بهم في تفجير طائرة “لوكربي”، ومحاكمة كل المتورطين في تسليمه للولايات المتحدة الأميركية بتهمة الخيانة العظمى.

جاء ذلك في خطاب وجهه المجلس، اليوم الاثنين، إلى مكتب النائب العام، أكد فيه رفضه القاطع لكل المحاولات الجارية لإعادة فتح قضية “لوكربي” التي تمت تسويتها نهائيا مع الحكومة الأميركية بموجب اتفاق رسمي، ترتب عنه عدم المسؤولية الجنائية للدولة الليبية وتعويض المتضررين من الحادثة تعويضا ماديا.

وشدد مجلس النواب على معارضته لإعادة فتح الملف من جديد لأسباب سياسية ولابتزاز الدولة الليبية بهدف الاستيلاء على أموالها المجمدة، مطالبا بمحاكمة كل من يتورط من الليبيين في إعادة الملف إلى الواجهة بتهمة الخيانة العظمى، وملاحقة المتورطين في القبض على المواطن الليبي أبو عجيلة مسعود المريمي وتسليمه إلى جهات أجنبية.

وجاء تحرّك مجلس النواب بعد يوم واحد من إعلان القضاء الأسكتلندي عن تواجد أبو عجيلة مسعود المريمي في الولايات المتحدة الأميركية، تمهيدا لمحاكمته، وذلك بعد شهر من إعلان اختفائه واختطافه داخل العاصمة الليبية طرابلس على يد مجموعة مسلّحة في خبر فاجأ الليبيين.

مسؤولية حكومة الدبيبة

وكان عائلة أبو عجيلة قد حمّلت المسؤولية القانونية والأخلاقية لحكومة الدبيبة منتهية الولاية من أفعال وممارسات غير مشروعة، في حال تسليم أبو عجيلة لأي دولة أجنبية.

واستهجنت عائلة أبو عجيلة مسعود ما وصفته بحالة الصمت الرهيبة من السلطات الليبية إزاء اختطاف مسلحين لأبو عجيلة من منزله في منطقة أبو سليم في طرابلس.

وقالت العائلة في بيان، إن أبو عجيلة مسعود جرى اختطافه من المنزل واقتياده إلى جهة غير معلومة في الواحدة والنصف بعد منتصف الليل الموافق لـ 2022/11/16، بعد أن اقتحمت المنزل مجموعة من المسلحين الذين كانوا يستقلون سيارتين تويوتا مسلحتين، ويرتدون ملابس مدنية.

يذكر أن أبو عجيلة، وهو مسؤول بجهاز المخابرات في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، تمت إدانته بتهم لها علاقة بالحادث المميت الذي راح ضحيته 270 شخصا من بينهم 190 أميركيا خلال رحلة طيران بين لندن ونيويورك، ووجهت إليه نهاية عام 2020 تهم في الولايات المتحدة بـ”ضلوعه في التخطيط وتصنيع القنبلة” التي أسقطت الطائرة فوق منطقة “لوكربي” وبارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب، وطلبت من السلطات الليبية تسليمه تمهيدا لمحاكمته.

ومحاكمته في الولايات المتحدة الأميركية تثير مخاوف داخل ليبيا من إعادة إحياء ملف “لوكربي”، الملف الذي كلف الدولة خسائر مالية كبيرة فترة حكم معمر القذافي لتعويض عائلات الضحايا (2.7 مليار دولار)، وقلقا من احتمالية المطالبة بتعويضات مالية جديدة، مما قد يشكل ضغطا إضافيا على الدولة الليبية التي تعيش أزمة سياسية حادة وحالة من عدم الاستقرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى