الولايات المتحدة: مسيرات ضخمة للمطالبة بتشديد الرقابة على حيازة السلاح





شارك مئات الآلاف من الأمريكيين السبت في مسيرات ضخمة وتاريخية للمطالبة بتشديد الرقابة على حيازة الأسلحة في البلاد. وقاد المسيرة طلبة تحت شعار “لنمض سوية من أجل حياتنا” وقدرت شبكة “إن بي سي” عدد المشاركين بـ800 ألف، فيما شارك نحو 175 ألف متظاهر في مسيرات نيويورك بحسب رئيس البلدية. وجاء الحراك الشبابي بعد حادثة إطلاق نار وقعت في إحدى مدارس فلوريدا الثانوية الشهر الماضي ذهب ضحيتها 17 شخصا.

نزل مئات آلاف الأمريكيين الغاضبين من تكرار عمليات إطلاق النار في مدارسهم، السبت إلى الشارع في مظاهرة تاريخية للاحتجاج على انتشار الأسلحة النارية.

ورغم برودة الطقس، تجمع مئات الآلاف في واشنطن في أكبر مسيرة في الولايات المتحدة تطالب بتعديل قوانين حيازة السلاح منذ نحو جيل. وقدر المنظمون لشبكة “إن بي سي” عدد المشاركين بـ800 ألف، بينما قارب عددهم 175 ألفا في شوارع نيويورك، بحسب رئيس بلدية المدينة بيل دي بلازيو.

مسيرات شبابية ضخمة ووعي سياسي لافت

وقال الطالب في مدرسة مارجوري ستونمان دوغلاس الثانوية، حيث قتل 14 طالبا وثلاثة بالغين عندما أطلق طالب سابق يبلغ من العمر 19 عاما النار عليهم الشهر الماضي، للحشود الذين تكدسوا في شوارع العاصمة “دافعوا عنا أو انتبهوا فالناخبون قادمون”.

وقال ديفيد هوغ وهو طالب آخر من المدرسة ذاتها “سنحول ذلك إلى مسألة تتعلق بالتصويت. سننقل هذه القضية إلى كل انتخابات وولاية ومدينة”.

وأضاف “سنغير العالم وبإمكاننا القيام بذلك.”

وتم تنظيم أكثر من800  احتجاج مماثل في مدن أمريكية أخرى تتصدرها الشبيبة في كل مكان. فلقد خرجت تظاهرات ضخمة أيضا في أتلانتا وبوسطن وشيكاغو وسينسيناتي ودالاس وهيوستن ولوس أنجلس وميامي ومنيابولس وناشفيل وسياتل ومدن أخرى.

ويعد هذا الحدث الوطني رد فعل عفويا على مجزرة 14شباط/فبراير في إحدى المدارس الثانوية في فلوريدا ذهب ضحيتها 17 شخصا.

وقد صدمت تلك المأساة الأمريكيين وأثارت غضب عدد كبير منهم.

ويؤجج غضبهم تقاعس المشرعين والسلطات العامة التي تتحفظ عن التحرك ضد ناشونال ريفا أسوسييشن” اللوبي الواسع النفوذ للأسلحة.

ويعتبر ملايين الأمريكيين إمكانية اقتناء سلاح ناري حقا دستوريا أساسيا على غرار حرية التعبير.

حركة الطلبة الناجين!

إلا أن المجزرة التي ارتكبها طالب مختل في مدينة باركلاند، أدت إلى توحيد تلامذة ثانويات يعرفون عن أنفسهم بأنهم ناجون”. وهم حاضرون منذ خمسة أسابيع في كل وسائل الإعلام.

وتصدر خمسة منهم غلاف مجلة تايمهذا الأسبوع .وحملت قوتهم عددا كبيرا من المشاهير على دعمهم.وقد قدم كل من جورج كلوني وأوبرا وينفري وستيفن سبيلبرغ500  ألف دولار لدعم تحرك “لنمض سوية من أجل حياتنا.

وقارن الممثل بيل موراي هذه المظاهرة بأخرى نظمت في الستينيات ضد حرب فيتنام.

وقال كارلوس رودريغيز، أحد الناجين من ثانوية باركلاند إن هذه المظاهرة ما كانت لتحصل لولا إطلاق النار في مدرستي، لذلك ستكون لحظة صعبة. لكني أشعر بالفخر لأن أكون أحد هؤلاء التلامذة الذين أطلقوا هذا التحرك.

وقامت التلميذة ألايا إيستموند بالرحلة أيضا حتى واشنطن تكريما لرفاقها الذين قتلوا أو أصيبوا. وقالت خسرت اثنين من أصدقاء صفي وأصيب ستة آخرون“.وقد أنقذت حياة هذه الفتاة (17 عاما) لدى احتمائها خلف جثة أحد رفاقها.

وبإصرار أكدت هذه التلميذة من الضروري أن نتحرك .يجب ألا يتكرر حصول ذلك. مضى حتى الآن36  يوما ولم يحصل شيء .يجب أن نسارع إلى التحرك.وهذه المسيرة ليست سوى بداية. سنناضل حتى يحصل التغيير.

ويقاسمها هذا الإصرار مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الذين دعوا عبر رسائلهم التي لا تحصى إلى منع البنادق الهجومية والحد من الحصول على الأسلحة.

دعم من الرئيس السابق أوباما

وألقى الرئيس السابق باراك أوباما أيضا بثقله وراء تلامذة باركلاند.وكتب ساهمتم في صحوة الأمة”.

وتسفر الأسلحة عن مقتل أكثر من30 ألف شخص سنويا في الولايات المتحدة حيث يوصف طلاب المدارس أحيانا بـجيل إطلاق النار الجماعي” أو جيل كولومباين، تيمنا باسم مدرسة ثانوية في كولورادو قتل فيها تلميذان12 من رفاق صفهما وأستاذا في .1999

فقد عاش هؤلاء التلامذة كامل حياتهم المدرسية مع هذا التهديد الدائم والفريد في الولايات المتحدة.

وسنة بعد سنة، أصيبوا بالإحباط لأن نوابهم لم يستمعوا إلى مطالبهم، ولأن رئيسهم دونالد ترامب اقترح أخيرا تسليح معلميهم.

وردا على أسئلة اعتبر السناتور الديمقراطي كريس مورفي المؤيد للتدابير ضد الأسلحة منذ مجزرة2012  في مدرسة ساندي هوك بولايته كونكتيكوت، أن على الشبان ألا يبنوا أوهاما تتعلق بإمكانية حصول إصلاح تشريعي كبير.

وأضاف آمل في أن يدركوا أنهم جزء من حركة اجتماعية طويلة الأمد، ولن يحصلوا على العدالة في كونغرس يسيطر عليه الجمهوريون.

حفيدة مارتن لوثر كينغ

وشكل طلاب مدرسة ستونمان دوغلاس قوة الدفع الرئيسية التي حركت المسيرات حيث ألحوا بشكل متواصل على النواب الأميركيين أن يسنوا تشريعا يحظر البنادق الهجومية ويوسع التدقيق بتاريخ المشترين وهوياتهم لتشمل جميع عمليات شراء الأسلحة النارية.

وفي سعيهم لتحويل حراكهم للسيطرة على حيازة الأسلحة إلى قوة سياسية نافذة، نشر منظمو المسيرات رابطا على موقعهم الإلكتروني لحث أنصارهم على التسجيل للانتخابات.

وخلال المسيرة، تحدثت حفيدة مارتن لوثر كينغ جونيور البالغة من العمر تسعة أعوام من نفس الموقع الذي ألقى فيه جدها خطابه الشهير الذي أطلق عليه “عندي حلم” ودعا فيه إلى انهاء العنصرية في الولايات المتحدة في آب/اغسطس 1963.

وقالت يولندا رينيه كينغ للحشود “كان لدى جدي حلم بأن لا يتم الحكم على أطفاله الأربعة بالنظر إلى لون بشرتهم بل إلى شخصياتهم”.

وأضافت “أنا عندي حلم بأن كفى تعني كفى (…) ويجب أن يكون هذا العالم خاليا من الأسلحة النارية — نقطة انتهى”.

ومنذ عملية إطلاق النار في باركلاند، لم تدخل ولاية فلوريدا والكونغرس إلا تعديلات متواضعة على قوانين حيازة الأسلحة فيما قوبل اقتراح ترامب بتسليح الاساتذة برفض واسع.

ورغم أن عملية إطلاق النار التي وقعت في فلوريدا هي التي أطلقت الحراك، إلا أنه ما لبث ان توسع ليتناول مشكلة العنف الناجم عن استخدام الأسلحة النارية بشكل عام في بلد يشهد أكثر من 30 ألف حالة وفاة كل عام سببها الأسلحة النارية.

ومعظم هذه الوفيات ليست ناجمة عن عمليات إطلاق نار كبيرة بل جرائم قتل وحالات انتحار.

وكان ترامب في فلوريدا عندما خرجت المسيرة في واشنطن لكن البيت الأبيض أصدر بيانا قال فيه “نحيي الأميركيين الشبان الكثر والشجعان الذين يمارسون حقوقهم الواردة في المادة الأولى (من الدستور الأميركي) اليوم”.

وأكد أن “إبقاء أطفالنا سالمين يشكل أولوية قصوى بالنسبة للرئيس”.

 


Related Articles

Back to top button