انتفاضة الجامعات الأميركية الداعمة للفلسطينيين مستمرة

الشرطة الأمريكية تستخدم العنف والقمع لمحاولة فضّ الاحتجاجات

رغم استخدام الشرطة العنف ضد المحتجين واعتقال المئات من المتضامنين، استمرت انتفاضة الجامعات الأميركية الداعمة للفلسطينيين والمنددة بجرائم الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، والتى خلفت حتى الآن أكثر من 34 ألف شهيدا.

وقالت صحيفة «الغارديان» إن ما لا يقل عن 40 معسكرًا احتجاجيًا مؤيدًا لفلسطين قد نشأ في الجامعات الأميركية على غرار ما حدث في جامعة كولومبيا في وقت سابق من هذا الشهر.

ويطالب المحتجون بوقف إطلاق النار في غزة وتعليق مؤسساتهم العمل مع الشركات التي لها علاقات بإسرائيل، وتم اعتقال مئات الطلاب والمتظاهرين، وكانت هناك بعض الاشتباكات العنيفة مع الشرطة.

واعتقلت الشرطة الأمريكية ما لا يقل عن 100 طالب آخر خلال ليلة الجمعة، معظمهم في كلية إيمرسون في بوسطن، بينما تم احتجاز 24 طالبًا في جامعة ولاية أوهايو.

وأفادت شبكة (CNN) باعتقال الشرطة لحوالي 40 من حوالي 100 شخص أقاموا معسكرًا مؤيدًا للفلسطينيين في حرم أوراريا الجامعي في دنفر الأميركية أمس الجمعة.

وأوضح بيان من إدارة الجامعات أن مسؤولي الحرم الجامعي وإدارة التعليم وجهوا الطلاب إلى تفكيك المخيم ومغادرته، وبعد «عدم امتثال المتظاهرين بعد العديد من الطلبات الكتابية والشفوية، تدخلت سلطات إنفاذ القانون في حوالي الساعة 12:30 ظهرًا يوم الجمعة لإزالة المخيمات».

وفي جامعة كولومبيا، فشل اقتراح بمجلس الجامعة بتوجيه اللوم إلى رئيسة الجامعة، مينوش شفيق، لكن القرار الذي يدعو إلى إجراء تحقيق تم تمريره بأغلبية 62 صوتًا مقابل 14 يوم الجمعة.

إدارة شفيق قوضت الحرية الأكاديمية

وخضعت شفيق للتدقيق منذ صدور قرار الأسبوع الماضي باستدعاء شرطة نيويورك إلى الحرم الجامعي والسماح لها بتفكيك أحد المخيمات، مما أدى إلى اعتقال أكثر من 100 طالب متظاهر.

وبعد اجتماع استمر ساعتين الجمعة، وافق مجلس الجامعة على قرار مفاده أن إدارة شفيق قوضت الحرية الأكاديمية وتجاهلت الخصوصية وحقوق الإجراءات القانونية الواجبة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس من خلال استدعاء الشرطة وإغلاق الاحتجاج.

ولم يذكر المجلس، المؤلف في معظمه من أعضاء هيئة التدريس وغيرهم من الموظفين بالإضافة إلى عدد قليل من الطلاب، اسم شفيق في قراره.

وفي جامعة إيموري في أتلانتا بجورجيا، استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين، وأدى ذلك التصعيد يوم الخميس إلى اعتقال رئيسة قسم الفلسفة، نويل مكافي.

تُظهر اللقطات الدرامية قوات إنفاذ القانون وهي تنشر أسلحة الصعق الكهربائي والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين في جامعة إيموري في أتلانتا، جورجيا.

وقالت الجامعة إن الشرطة اعتقلت 28 شخصا في الحرم الجامعي، بعد أن بدأ المتظاهرون في نصب خيمة في محاولة لمحاكاة المتظاهرون في جامعة كولومبيا وأماكن أخرى.

وأظهر مقطع فيديو أن الضباط استخدموا مرة واحدة على الأقل مسدس الصعق الكهربائي على متظاهر كان مقيد اليدين على الأرض.

الشرطة تشتبك مع المتظاهرين

وفي كولومبوس بولاية أوهايو، أظهرت مقاطع فيديو شرطة الولاية وهي تشتبك مع المتظاهرين المتجمعين في الحرم الجامعي مساء الخميس، وقال المتحدث باسم الجامعة بنجامين جونسون، إن الشرطة أمرت المتظاهرين بالإخلاء، وتم القبض على أولئك الذين رفضوا المغادرة ووجهت إليهم تهم التعدي الجنائي، مستشهدا بالقواعد التي تحظر إقامة الفعاليات الليلية.

وكانت منظمة «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» بجامعة ولاية أوهايو، قد حذرت المتظاهرين من خطر الاعتقال الخميس في مظاهرة جمعت مئات الطلاب.

وذكرت صحيفة «ذا لانترن» التي يديرها الطلاب في الجامعة، أنه تم اعتقال حوالي 30 متظاهرًا خلال الليل.

وفي الوقت نفسه، أخلت الشرطة بالقوة مخيماً في كلية إيمرسون في بوسطن، واعتقلت الشرطة 108 أشخاص، وفقاً لصحيفة «بيركلي بيكون» الطلابية. وأظهرت مقاطع فيديو الشرطة وهي تضرب المتظاهرين وتسحب الطلاب إلى الأرض.

فيما أفادت وكالة أسوشيتد برس، بأن طلاب جامعة كولومبيا، الذين ألهموا المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة، أكدوا أنهم وصلوا إلى طريق مسدود مع الإدارة، ويعتزمون مواصلة اعتصامهم حتى تلبية مطالبهم.

وتزيد التوترات الضغط على مسؤولي الجامعات الذين يسعون جاهدين لحل الاحتجاجات مع اقتراب احتفالات التخرج في مايو/آيار.

قطع العلاقات المالية مع إسرائيل

مع ارتفاع عدد ضحايا العدوان على غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية، يطالب المتظاهرون في الجامعات الأميركية بقطع العلاقات المالية مع إسرائيل وسحب استثماراتها من الشركات التي يقولون إنها تغذي الصراع.

وفي جامعة ولاية أريزونا، نصب المتظاهرون الخيام، بما في ذلك بعض التي فككت الشرطة، وتم تقييد يدي شخص واحد على الأقل واقتياده للاحتجاز يوم الجمعة.

وحذرت جامعة إلينوي من العواقب، بما في ذلك الاعتقالات والإيقاف المؤقت، على المحتجين داخل الحرم الجامعي، الذين بدأوا تظاهرهم صباح الجمعة.

وقالت الجامعة في بيان لها إن الشرطة حاولت مرافقة الموظفين إلى المنطقة لإزالة المخيم لكن المتظاهرين منعوهم من الدخول، وقد دفع ذلك الضباط إلى اتخاذ قرار «بتهدئة الوضع» والتراجع «للتقليل من خطر إصابة أنفسهم أو المتظاهرين»، وفقا لـ(CNN).

وتابعتت: «لقد تصاعد هذا الوضع إلى ما هو أبعد من التعبير السلمي عن الرأي.. أولئك الذين لا يمتثلون لأوامرنا بالمغادرة سيكونون عرضة لعواقب، بما في ذلك الاعتقال، عند انتهاك القوانين الجنائية، وإمكانية الإيقاف المؤقت الفوري للطلاب»، بحسب البيان.

وأشارت CNN إلى أن مديري الكليات يواجهون ضغوطا متزايدة من المشرعين لكبح جماح الاحتجاجات.

العفو الدولية تدين قمع الاحتجاجات

من جانبها، دانت منظمة العفو الدولية، الخميس، قمع الاحتجاجات الطلابية الأمريكية التي اتسعت رقعتها ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدة أن الحق في الاحتجاج مهم جداً للتحدث بحرية عما يحدث في القطاع.

وقالت المنظمة في تدوينة على منصة إكس وتابعتها “خليك ويانة”. : إن “إدارات الجامعات الأمريكية واجهت الاحتجاجات الداعمة لحقوق الفلسطينيين بعرقلتها وقمعها بدلاً من السماح لطلابها بممارسة حقهم بالاحتجاج وحمايته”.

وأضافت: إن “الجامعات بذلت جهوداً لقمع هذا الحق، وطلبت مساندة السلطات واعتقال المحتجين، وأوقفت الطلاب المشاركين في المظاهرات السلمية عن الدراسة”، مؤكدة أن الحق في الاحتجاج مهم للتحدث بحرية عما يحدث الآن في غزة، وخاصة مع استمرار الإدارة الأمريكية بإمداد قوات الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة.

واعتبرت المنظمة أن “الإدارة الأمريكية متواطئة بشكل متزايد في الفظائع التي ترتكب ضد الفلسطينيين كل يوم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى