بالأسماء… موقع أمريكي ينشر قائمة بمهندسي الحرب على العراق

نشر الكاتب جون شوارز مقالا بعنوان “مهندسو الحرب على العراق.. أين هم الآن؟”، تحدث فيه عن 11 أمريكيا في مقدمتهم الرئيس السابق جورج دبليو بوش باعتبارهم مسؤولين عن غزو العراق قبل عقدين.
وأضاف: “إذا بدأنا بزعيم العصابة التي قادت الحرب، وهو الرئيس جورج دبليو بوش، فهو إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكبر مجرمين في القرن الحادي والعشرين. وفي عالم أفضل، كانا سيشتركان في زنزانة بهيجة. وفي عالمنا هذا، فبوش منشغل في ابتلاع كميات كبيرة من المال، لقاء محاضراته التي يتلقى على كل ساعة منها 100.000 دولار”.

أكبر كذبة عن العراق

الرجل الثاني، هو ديك تشيني، نائب الرئيس الذي أطلق خلال التحضيرات للحرب، أكبر كذبة عن العراق. وفي خطاب ألقاه في آب/أغسطس 2002، وزعم أن صهر الرئيس صدام، حسين كامل الذي انشق في عام 1995 كشف عن خطط صدام لتصنيع الأسلحة النووية مرة ثانية. وفي الواقع أكد كامل أن العراق ليست لديه أسلحة غير تقليدية ومن أي نوع. ولم يكن هذا سرا، فقد تحدث كامل علنا في لقاء مع شبكة سي أن أن، وكلامه متوفر برابط على الإنترنت.

ومنذ مغادرته البيت الأبيض، قضى تشيني وقته في الصيد، وصادق على ترشيح دونالد ترامب للرئاسة عام 2016 ولم يعاقب على جرائم التعذيب. ومع أنه عاش على قلب اصطناعي خارجي كان يضخ الدم لشرايينه، إلا أنه في صحة جيدة.

وفي حالة دونالد رامسفيلد، فقد تساءل في ليلة 9/11 والبنتاغون لا يزال محترقا إن كانت الولايات المتحدة تستطيع ضرب العراق الآن.

وتوفي رامسفيلد في 2021 ولكنه قضى وقتا ممتعا في بيته الصيفي في خليج تشيزابيك في ميرلاند. وأطلق على مزرعة رامسفيلد اسم “بيت البؤس” حسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فقد كان يملكه مرة رجل عرف بسمعته السيئة واسمه إدوارد كوفي، كانت مهمته معاقبة العبيد الذين يعملون لدى مزارعين آخرين.

وهناك مقاربة تاريخية بين مالك البيت القديم ورمسفيلد، ويمكن للواحد أن يتخيل زيارة كوفي وزير الدفاع السابق، ويثمن جهوده في تعذيب الآخرين.

باول يكذب في مجلس الأمن

وهناك كولن باول، وزير الخارجية في حينه الذي قدم كلمة مرتبة أمام مجلس الأمن، وكان يعرف أنه يمارس عملية كذب. وقالت المعلقة في صحيفة واشنطن بوست ماري ماكغوري؛ إن كلامه أقنعها مع أنه كان من الصعب إقناعها مثل فرنسا. ولم تكن ماكغوري تعرف أن باول متخصص بالكذب، وأنه صعد في سلك العسكرية بالكذب حول مجزرة ماي لاي في فيتنام، ثم كذبه حول فضيحة إيران- كونترا.

ومات باول عام 2012 ولكنه قضى حياته ما بعد السياسة ثريا، وظل يجيب على من يسأله حول خطابه في الأمم المتحدة أنه تعرض للتضليل من أفراد لم يسمهم.

وأدى جون بولتون، مساعد وزير الخارجية في حينه دورا مركزيا في قرار بوش وأكاذيب إدارته بشأن أسلحة الدمار الشامل. فقد أجبر خوسيه بستاني، رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على الاستقالة. وكانت جريمة بستاني أنه أراد تنظيم عملية تفتيش، والتأكد من امتلاك العراق الأسلحة الكيماوية. وكان بولتون يخشى من فضح المنظمة الكذبة، وأن العراق ليس لديه أسلحة غير تقليدية.

وكوفئ على جهوده بتسميته مستشارا للأمن القومي لترامب. وعانى من بعض الضغوط، وبخاصة أن ترامب لم يكن يفرق بينه وبين وزير خارجيته ويناديه أحيانا “مايك بولتون”.

عصابة حرب العراق

وقال الكاتب: “في عصابة حرب العراق، لا بد من ذكر كوندوليزا رايس، مستشارة الأمن القومي التي شرحت في كانون الثاني/يناير 2003، سبب غزو أمريكا للعراق، لكن التوضيع اتسم بالغموض”.

وقرر معهد هوفر المرموق في جامعة ستانفورد تعيينها مديرة له؛ لأنها الشخص الذي أرادها لكي تشغل المنصب، ونظرا “لالتزامها بمبادئ المعهد ومهمته الأساسية في ضمان الأمن والازدهار والحرية”، ويعلق الكاتب ساخرا أن مئات الألاف من العراقيين لم يكونوا حاضرين للتعليق على هذا البيان.

و”من بين المتهمين بجريمة حرب العراق، ديفيد فرام، كاتب خطابات بوش في البيت الأبيض. وهو الشخص المسؤول عن اختراع مصطلح محور الشر الذي ضم العراق وكوريا الشمالية وإيران، وذكره بوش في خطاب حالة الاتحاد عام 2002. وكان وضع العراق وإيران في المحور مثيرا للدهشة؛ نظرا للعداء الأبدي بينهما، لكن فرام لم يلتفت لهذه الحساسية”.

وبعد تركه البيت الأبيض، شارك فرام في كتاب بعنوان “نهاية الشر: كيف ننتصر في حرب ضد الإرهاب”، ولم نستمع لنصيحته، فالشر لا يزال بيننا. وقال في كتابه: “هناك أدلة كثيرة عن برامج واسعة كيماوية وبيولوجية يملكها صدام حسين”.

ومنحته مجلة “ذي أتلانتك” مكافأة على جهوده بتعيينه واحدا من كتابها، وكتب في المجلة مقالة بمناسبة عشرين عاما على الحرب، بأن العراق كان يملك ترسانة القنابل والرؤوس الكيماوية”.

“مجرمي الحرب” من الصحافيين

وقال الكاتب؛ إن من بين “مجرمي الحرب” من الصحفيين، ديفيد بروكس في “ديلي ستاندرد” صوت اليمين في حينه، الذي كتب  مقالا بعنوان “انهيار قصور الأحلام”، وهو كما يقول الكاتب من أكثر الأشياء حماقة كتبت أبدا باللغة الإنكليزية، وقال فيه؛ إن معارضي الحرب على العراق “لم يكونوا قادرين بما فيه الكفاية على فصل عواطفهم من مواقفهم السياسية لكي يروا العالم كما هو”. واكتشفت صحيفة “نيويورك تايمز” هذه الموهبة وعينته لاحقا كاتب رأي لديها.

وكان جيفري غولدبيرغ، كاتبا في مجلة “نيويوركر” وكان من أكثر الدعاة المؤثرين للحرب على العراق. واستخدمت كتاباته في سجلات الكونغرس في أثناء النقاش حول تشريع الحرب على العراق في خريف عام 2002. وهو في نيويوركر كتب: “لا مجال للجدال أن العراق سيحصل على السلاح النووي لو ظل بدون رقابة”، وأن “الجميع يعرفون أن لديه مخزونا من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية”.

وناقش غولدبيرغ في تشرين الأول/أكتوبر 2002 قائلا: “تحضر الإدارة اليوم لشن ما يراه الكثيرون، وبدون شك عدوانا، ضيق النظر وبدون مبرر. لكنني خلال السنوات الخمس الماضية، اعتقدت أن الغزو القادم للعراق، سيكون فعلا ذا أثر أخلاقي عميق”. وأصبح غولدبيرغ محررا لمجلة “ذي أتلانتك”.

الأسلحة غير المشروعة

كما تحدث الكاتب عن جوديث ميلر التي كتبت مقالات في صحيفة “نيويورك تايمز”، والتي “تعد الأكثر سذاجة ومدعاة على الضحك. وحذرت فيها من الأثر الفظيع لأسلحة الدمار الشامل العراقية. وكان من أكثر المقالات سذاجة، ما قالت إن عالما عراقيا أكد لها أن الأسلحة غير المشروعة ظلت تستخدم حتى ليلة الحرب”.

ولم يقم المقال على مقابلة مع العالم هذا “في الوقت الذي لم تستطع هذه المراسلة مقابلة العالم ولكن سمح لها برؤيته عن بعد”. وبعد ذلك خرجت لتقول عبر التلفاز؛ إنهم عثروا على الدليل القاطع. ولم تعاني ميلر مثل البقية من عواقب أكاذيبها، فقد استقالت من الصحيفة، بل وطردت نظرا لمحاكمة مسؤول في إدارة بوش اسمه سكوتر ليبي، وليس لما كتبته حول أسلحة الدمار الشامل. وهي لم تخسر، فقد عملت في شبكة فوكس نيوز، ثم أصبحت عضوا في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي.

وأشار الكاتب في ختام مقاله لجو بايدن، فقد كان وقت الحرب سيناتورا من ديلاوار ومسؤولا عن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وعقد جلسات اجتماع لدعم الحرب، وأصبح من أكثر الأصوات الديمقراطية دعما للغزو، وهو اليوم الرئيس الأمريكي. وهناك الآلاف الذين لا يزالون يترفعون في مناصبهم واستفادوا من الحرب.

وجاءت القائمة التي أوردها الكاتب للمسؤولين الأمريكيين الذين كانوا وراء غزو العراق كالتالي:
قائمة الكذابين
1- جورج دبليو بوش
وصف الكاتب الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش المنشغل في الوقت الحالي بإلقاء المحاضرات بأنه من “أكبر مجرمي الحرب” في القرن الحادي والعشرين.
وقال إن بوش يجني من هذه المحاضرات ما لا يقل عن 100 ألف دولار مقابل كل ساعة عن الأفكار التي يطرحها.
يقضي بوش معظم وقته في الرسم والاستمتاع بصداقاته مع عائلتي الرئيسين السابقين بيل كلينتون وباراك أوباما، وتهريب الحلوى لميشيل أوباما في المناسبات الرسمية، وفقا للمقال.
2- ديك تشيني
اتهم الكاتب ديك تشيني الذي كان يتولى منصب نائب الرئيس بوش بإطلاق واحدة من أكبر الأكاذيب بشأن العراق خلال فترة التحضير لشن الحرب.
ففي خطاب ألقاه في أغسطس/ آب 2002، زعم تشيني أن حسين كامل، صهر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ذكر بعد انشقاقه عن صدام أن العراق كان يحاول صنع أسلحة نووية، في حين أن كامل قد صرح لشبكة “سي إن إن” بأن بغداد لا تملك أي نوع من أنواع الأسلحة غير التقليدية.
ويقضي تشيني وقته حاليا في الصيد، وانشغل بتأييد دونالد ترامب لمنصب رئيس الولايات المتحدة عام 2016. وظل يعيش لفترة من الزمن بقلب ميكانيكي خارجي لضخ الدم عبر عروقه بشكل مستمر.
3- دونالد رامسفيلد
في ظهيرة يوم 11 سبتمبر/ أيلول 2001، تساءل وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بشغف عن إمكانية شن بلاده هجوما على العراق.
وكان رامسفيلد يقضي جزءا من إجازته في منزله الصيفي بخليج تشيسابيك في ولاية ميريلاند، حتى وافته المنية في عام 2021.

4- كولن باول

قدم باول عرضا في عام 2003 في مقر الأمم المتحدة ذكر فيه “أنه كان يعلم تماما أنه يكذب”.
ظل يتمتع بثروته الهائلة بعد اعتزاله السياسة، حتى وافته المنية في عام 2021.
5- جون بولتون
اتخذ جون بولتون، الذي كان يعمل كوكيل لوزارة الخارجية آنذاك، قرارا بطرد جوزيه بستاني رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، خوفا من أن تكتشف المنظمة أن العراق لا يمتلك أصلا أسلحة دمار شامل.
في عهد دونالد ترامب كوفئ جون بولتون بتعيينه مستشارا للأمن القومي.
6- كوندوليزا رايس
بررت مستشارة الأمن القومي رايس غزو العراق بقولها: “لا نريد أن يكون الدليل الدامغ مجرد سحابة” ما تلبث أن تنقشع.
عينتها مؤسسة “هوفر” في جامعة ستانفورد مديرة لمركزها العالمي للأعمال والاقتصاد.
7- ديفيد فروم
تولى فروم كتابة الخطابات في البيت الأبيض في عهد الرئيس بوش، واشتهر بعبارة “محور الشر” كناية عن العراق وإيران وكوريا الشمالية.
وبعد مغادرة منصبه في البيت الأبيض، ساهم فروم في كتابة كتاب بعنوان “نهاية الشر: كيف تكسب الحرب على الإرهاب”.

8- جيفري غولدبيرغ

على الرغم من أنه لم يكن يشغل أي منصب في الحكومة الأمريكية إلا أنه كان أحد أكثر المؤيدين لغزو العراق خلال فترة عمله كاتبا في مجلة “ذا نيويورك” .
وأضيفت كتاباته في سجل الكونغرس خلال المداولات المتعلقة بمنح الحكومة تفويضا باستخدام القوة العسكرية في عام 2002.
حاليا يتولى غولدبيرغ رئاسة تحرير مجلة “ذي أتلانتيك”.
9- جو بايدن
دعا بايدن عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ من خلال جلسات استماع في الفترة التي سبقت الحرب، إلى غزو العراق.
حاليا يواصل بايدن دوره في السياسة الأمريكية بحكم منصبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.
10- ديفيد بروكس
كان الصحفي بروكس من أبرز مؤيدي غزو العراق، واتهم من يعارضون الحرب بالعجز عن “تحقيق انفصال عاطفي كاف لرؤية العالم كما هو بالفعل”.
11- جوديث ميلر
كانت من أبرز الإعلاميين الداعين لغزو العراق إذ أسهمت بمجموعة مقالات تحدثت فيها عن خطر أسلحة الدمار الشامل التي ادعت أنها متوفرة في العراق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى