بايدن لم يضغط على الرياض لزيادة انتاج النفط

بيان سعودي أمريكي مشترك للتعاون الاستراتيجي الاقتصادي والاستثماري بين البلدين

أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يضغط على الرياض لزيادة إنتاجها من النفط، مؤكدا حرص بلاده “على الحفاظ على الاستقرار في الأسواق”.

وفي مقابلة أجرتها معه قناة CNN، قال الجبير عند سؤاله عما إذا كان بايدن قد طلب من السعودية زيادة إنتاج النفط على أمل أن يخفض ذلك سعر الوقود في الولايات المتحدة: “ليس بهذا التحديد، لأن السيد الرئيس يعرف أن قضية الطاقة تتعلق بالعرض والطلب. إنها قضية توازن الأسواق. السعودية ملتزمة بضمان الاستقرار في أسواق النفط. حكومة الولايات المتحدة على علم بذلك”.

وتابع: “مسألة الزيادات في أسعار الوقود التي رأيناها مؤخرا هي في الحقيقة بسبب العوامل الجغرافية السياسية والنفسية أكثر من أنها متعلقة بالطلب والعرض الأساسي. مشكلة الوقود في الولايات المتحدة هي نتيجة نقص القدرة على التكرير أكثر من نقص النفط الخام”.

أما فيما يخص استعداد السعودية لزيادة إنتاجها من النفط، قال الجبير: “لقد أوضحت السعودية خلال العقود الماضية أنها تسعى لضمان استقرار السوق وأنها تبحث في أساسيات العرض والطلب وأنها تعمل ضمن أوبك والآن داخل أوبك بلس لضمان تزويد الأسواق بالنفط الخام بشكل كاف”.

وأضاف “لقد زادت السعودية من إنتاجها النفطي خلال العام الماضي بشكل كبير وفقا لمتطلبات السوق وهذا وضع يتم تقييمه باستمرار من قبل وزارة الطاقة لدينا والخبراء في هذا المجال لتحديد ما إذا كان الأمر يستلزم المزيد من النفط أم لا”.

بايدن لا يضغط علينا

وأكد الجبير أن “الرئيس (بايدن) لا يضغط علينا في هذه القضية، ويدرك أن السعودية حريصة على الحفاظ على الاستقرار في الأسواق، الرئيس لم يأت إلى هنا للضغط على السعودية. جاء الرئيس إلى هنا لعقد اجتماع مع أحد أهم حلفاء أمريكا في العالم وفي المنطقة. نحن نواجه تحديات مشتركة نحتاج إلى العمل معا من أجل التغلب عليها”.

وأفادت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية نقلا عن مصادر مطلعة بأن بايدن، الذي عقد أمس الجمعة محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وسيشارك في اجتماع مع قادة خليجيين وعرب اليوم السبت، سيغادر الشرق الأوسط من دون إعلان فوري عن زيادة في إمدادات النفط.

وقبيل زيارته إلى المنطقة، ذكر بايدن أن السلطات السعودية تعمل مع الإدارة الأمريكية لزيادة إمدادات النفط إلى السوق العالمية وخفض أسعار النفط.

وأكد أشخاص مطلعون على الأمر إن بايدن سيغادر الشرق الأوسط هذا الأسبوع بدون إعلانات عن زيادة المعروض النفطي قبل اجتماع مقرر للمنتجين الشهر المقبل.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن رحلة السعودية ستسفر عن تفاهم بشأن الإمدادات.

وذكرت الوكالة أنه سيتم الإعلان عن القرار كما هو مقرر في اجتماع “أوبك+” القادم.

وبايدن الذي تولى منصبه وتعهد بتحويل أكبر مصدر للنفط في العالم إلى بلد “منبوذ” بسبب مقتل جمال خاشقجي، قال إنه قرر القيام بالرحلة لتعزيز المصالح الأمريكية ومحاولة كبح أسعار البنزين المرتفعة، والتي أضرت به سياسيا قبل انتخابات التجديد النصفي.

بيان سعودي أمريكي مشترك

وفي بيان سعودي أمريكي مشترك، نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس”، نوه الطرفان بأهمية تعاونهما الاستراتيجي الاقتصادي والاستثماري، مجددين التزامهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية.

ورحبت الولايات المتحدة بالتزام المملكة العربية السعودية بدعم توازن أسواق النفط العالمية من أجل تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وفقا لوكالة الأنباء السعودية.

واتفق الطرفان على التشاور بانتظام بشأن أسواق الطاقة العالمية على المديين القصير والطويل، وكذلك العمل معا كشركاء استراتيجيين في مبادرات المناخ وانتقال الطاقة، وفقا لـ”واس”.
وذكر بيان البيت الأبيض، أن المملكة العربية السعودية ملتزمة بدعم توازن سوق النفط العالمية من أجل النمو الاقتصادي المستدام. ورحبت الولايات المتحدة بزيادة مستويات الإنتاج بنسبة 50 بالمئة من الكهرباء عما كان مقررا في يوليو/تموز وأغسطس/آب. هذه الخطوات والخطوات الإضافية التي نتوقعها خلال الأسابيع المقبلة ساعدت وستساعد على استقرار الأسواق بشكل كبير”.

ولا يزال جميع أعضاء “أوبك +” بما في ذلك المملكة العربية السعودية، مقيدين بحدود إنتاج النفط المتفق عليها في بداية جائحة Covid-19 في أبريل 2020، علما أن زيادة الإنتاج إلى ما بعد الحصص الحالية يتطلب اتفاقا بالإجماع.

ومن المقرر أن تجتمع “أوبك +” في الثالث من أغسطس لمناقشة سياسة الإنتاج لشهر سبتمبر وما بعده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى