بايدن يبرر لناخبيه دوافع زيارته الشرق أوسطية

هدفه "إعادة توجيه العلاقات" مع السعودية وليس قطعها

شدد الرئيس الأميركي جو بايدن، في مقال نشره بصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، على أن رحلته إلى الشرق الأوسط تهدف إلى بدء “فصل جديد واعد من الانخراط الأميركي”، في وقت حيوي بالنسبة للمنطقة، معرباً عن ثقته في أنها ستدفع قدماً “مصالح أميركية مهمة”.

ذلك في معرض دفاعه عن زيارته الشرق أوسطية مع جمهور ناخبيه، والتي تشمل لقاء قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، في السعودية، ضمن زيارته الأولى إلى المنطقة بين 13 و16 يوليو الجاري.

وأكد بايدن على أن “الأميركيين سيستفيدون بطرق عدة من شرق أوسط أكثر أماناً واندماجاً”، نظراً لوجود الممرات المائية الضرورية لحركة التجارة، وموارد الطاقة الضرورية لتخفيف تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.

إعادة توجيه العلاقات مع السعودية

وبيّن الرئيس الأميركي أن هدفه “إعادة توجيه العلاقات” مع السعودية و”ليس قطعها مع دولة كانت شريكاً استراتيجياً لمدة 80 عاماً”.

وشدد على أن المملكة “ساعدت في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، ودعمت الهدنة في اليمن بشكل كامل، وتعمل الآن مع خبرائي للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع دول أخرى منتجة للنفط أعضاء في أوبك”.

الاتفاق النووي مع إيران

وفي ما يتعلق بإيران، لفت بايدن إلى أن إيران باتت “معزولة حتى تعود إلى الاتفاق النووي”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لم تعد معزولة على الساحة العالمية كما كانت خلال فترة الرئيس السابق دونالد ترمب، وفق تعبيره، مبرراً ذلك بانضمام “أكثر من 30 دولة إلينا في إدانة قلة التعاون الإيراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في ما يتعلق بأنشطتها النووية”.

وتابع أن إدارته ستواصل “زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على إيران حتى تصبح مستعدة للعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015، كما سأظل أنا على استعداد للقيام بذلك”.

 500 مليون دولار للفلسطيين و4 مليار لإسرائيل

ولفت بايدن، في المقال، إلى أن الإدارة الأميركية ساعدت في إنهاء الحرب في غزة في 11 يوماً، وعملت مع إسرائيل ومصر وقطر والأردن للحفاظ على السلام، وأعادت بناء العلاقات مع الفلسطينيين، مبيّنا أن إدارته أعادت “ما يقرب من 500 مليون دولار لدعم الفلسطينيين، مع تمرير أكبر حزمة دعم لإسرائيل – أكثر من 4 مليارات دولار – في التاريخ. وفي هذا الأسبوع، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي (يائير لبيد) مع رئيس السلطة الفلسطينية (محمود عباس) لأول مرة منذ 5 سنوات”.

اليمن

وفي الشأن اليمني، قال بايدن إنه عيّن مبعوثاً للسلام في اليمن، وانخرط “مع قادة في المنطقة، من بينهم ملك السعودية لوضع أسس لهدنة”.

وأضاف أنه “بعد عام من دبلوماسيتنا المستمرة، أقرت الهدنة الآن، وباتت المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة تصل إلى المدن والبلدات التي كانت تحت الحصار. ونتيجة لذلك، كانت الأشهر القليلة الماضية في اليمن هي الأكثر سلماً في السنوات السبع الأخيرة”.

ولفت الرئيس الأميركي إلى أن “آرائي حول حقوق الإنسان واضحة وطويلة الأمد، والحريات الأساسية دائماً ما تكون على جدول الأعمال عندما أسافر إلى الخارج، كما ستكون خلال هذه الرحلة، تماماً كما ستكون في إسرائيل والضفة الغربية”.

شراكة استراتيجية مع السعودية

ولم يغفل الرئيس الأميركي عن ذكر الصين وروسيا في مقاله، إذ أكد أن وظيفته الأساسية هي “الحفاظ على بلادنا قوية وآمنة”، مشدداً على أنه “علينا مواجهة العدوان الروسي، وأن نضع أنفسنا في أفضل وضع ممكن للتغلب على الصين، والعمل من أجل استقرار أكبر في منطقة مهمة من العالم”.

وتابع أنه “من أجل القيام بهذه الأشياء، علينا التعامل مباشرة مع البلدان التي يمكن أن تؤثر على تلك النتائج”، مؤكداً أن السعودية واحدة من هذه الدول.

وأضاف: “عندما ألتقي بالقادة السعوديين يوم الجمعة، سيكون هدفي تعزيز شراكة استراتيجية للمضي قدماً تستند إلى المصالح والمسؤوليات المشتركة”.

منطقة مليئة بالتحديات

وشدد بايدن على أن المنطقة لا تزال “مليئة بالتحديات”، على غرار “برنامج إيران النووي ودعم الجماعات التي تعمل بالوكالة، والحرب الأهلية السورية، وأزمات الأمن الغذائي التي تفاقمت بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وجماعات إرهابية لا تزال تعمل في عدد من الدول، والجمود السياسي في العراق وليبيا ولبنان، ومعايير حقوق الإنسان التي لا تزال متأخرة في كثير من دول العالم”.

وبين أنه “يجب علينا معالجة كل هذه القضايا. وعندما ألتقي قادة من جميع أنحاء المنطقة، سأوضح مدى أهمية إحراز تقدم في هذه المجالات”، لكنه نبّه إلى أن المنطقة “باتت أقل ضغطاً وأكثر تكاملاً مقارنة بما كانت عليه قبل 18 شهراً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى