بعد انكشاف خطط الفوضى والتخريب…تنظيم الإخونجية يفشل في بروفة حشد المصريين

لم يستجب المصريين لدعوة الإخونجية بالتظاهر خلال مباراة الأهلي والزمالك قبل أيام، الأمر الذي أكد تحولهم إلى ظاهرة صوتية لا يثق فيها المجتمع المصري، بعد انكشاف خطط الفوضى والتخريب التي يؤسسون لها في مصر، وفقدان قدرتاتهم على الحشد وتأليب الشارع.

بعد الفشل في بروفة نهاية أكتوبر الماضي، سارع تنظيم الإخونجية لإصدار بيان أطلق عليه “البيان الثوري الأول لحركة 11/11″، كمحاولة جديدة لطرق باب الاحتجاجات، وإثبات القدرة على الحشد الشعبي، وكسر مسلمة أنه لا مستجيب لدعواتهم التخريبية.

الحوار مع السلطات المصرية

الرسالة الأولى التي أراد تنظيم الإخونجية إيصالها من وراء إصدار البيان، هو مراوغة للنأي بأنفسهم عن دعوات 11 نوفمبر، رغم أنهم متحمسون لها وما زالوا يدعون إليها، فربما تكون هذه الحماسة مرتبطة بمشروع التنظيم لإسقاط الدولة ومحاولة عودتهم للسلطة من جديد.

ولكن غرض التنظيم الخفي هو فتح قناة حوار مع نفس السلطات المصرية التي تريد إسقاطها، أملًا في أن تسمح لها بالنشاط الاجتماعي بشكل مؤقت لحين عودتها للعمل السياسي من جديد، حيث دعا القائم بعمل المرشد إبراهيم منير في وقت سابق، إلى عدم المنافسة على السلطة خلال الفترة القادمة.

وفي نفس الوقت يريد التنظيم أن يتبرأ من فشل هذه الدعوات، ولذلك خرجت ببيان قالت إنه لـ”حراك 11 نوفمبر” دعا فيه لإعلان المشاركة بشكل واضح وصريح في الاحتجاجات التي سوف تخرج في جمعة 11 نوفمبر، والتي تتزامن مع عقد مؤتمر المناخ.

البيان أشار إلى أن التنظيم يعتبر مظاهرات 11 نوفمبر هي مقدمة لمظاهرات واحتجاجات أخرى في ذكرى 25 يناير/كانون الثاني، من العام المقبل.

كما وجه التنظيم الإخونجي دعوته إلى كل القوى السياسية للمشاركة في هذه الاحتجاجات بما يؤكد رفض كل القوى السياسية في الداخل المشاركة في أي مظاهرات، فضلًا عن كون الإخونجية هم أصحاب الدعوة في الواقع، وهذا دليل فشل جديد للتنظيم.

ولمحاولة إضفاء نوع من المصداقية على مسرحية ما زعمه البيان، طالب التنظيم بما سماه “لم الشمل” والمصالحة الداخلية، لتكون إضافة كبيرة بوحدة الصف، على خلفية ما تعيشه من انقسامات بين جبهاتها، وحتى تكون مساندة للاحتجاجات التي دعوا إليها متزامنة مع عقد مؤتمر المناخ.

استغلال ألتراس مصر

لم يكن غريبًا لجوء الإخونجية لتزوير الواقع، بادعاء بيانهم، بأن جموعا غفيرة خرجت يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتحديدًا بعد مباراة الأهلي والزمالك، وبنت على ذلك “وقوف أنصارها على العهد”، في دغدغة لمشاعر البسطاء، واستدعاء لتضميد الجراح، عبر استحضار ما وصفته بـ”مذبحة استاد بورسعيد واستاد الدفاع الجوي”.

ودعا التنظيم في “احتجاجات 11 نوفمبر” إلى دور أكبر وفعال لـ”ألتراس مصر” لدعم هذه الاحتجاجات، في محاولة لاستغلال مشجعي الكرة المصرية في دعواتها التخريبية، بعد أن فشل في الوصول إلى النّاس من باب الأزمات الاقتصادية.

وفشل الإخونجية في حشد للنّاس من باب السياسة، فلجأوا إلى مشجعي الكرة “التراس”، مما يحمل في طياته إخفاقاً في إقناع الناس بدعوتها وإدراكها عدم الاستجابة لمثل هذه الدعوات.

وفي محاولة لاستغلال وجود التجمعات في المدارس والجامعات، سعى الإخونجية للعب على وتر أن الكثير من هؤلاء الشباب لا يميز بين الحقيقة والشعارات المزيفة، كما كانت تفعل في السابق، فكررت دعوتها لخروج هؤلاء الطلاب في الاحتجاجات التي دعت إليها.

وغازل التنظيم الإرهابي في بيانه النقابات المهنية والعمالية، ففيما رأت أن المنضمين لهذه النقابات عددهم كبير، حاولت إغراءهم بأنهم سيحصلون على مكاسب حال نجاح الاحتجاجات.

سبع رسائل

التنظيم الإرهابي وجه سبع رسائل من وراء طرح البيان، فضلًا عن الرسالة الأخيرة التي قالت إنها ستكون حول وثيقة وميثاق الوحدة الوطنية، وقد عرضها في عدة بنود تتعلق بتبني ما سمته “النهج الثوري”.

هذه الرسائل هي دعوة لممارسة العنف؛ إذ إن مفردة “النهج” أو “الحراك الثوري” يعني في قاموس التنظيم مواجهة السلطة بالقوة، حيث علق بقوله أن ذلك “سيكون أداة للتغيير والتأكيد على حتمية الثورة ونفاذ الشرعية لإزالة جذور الدولة المصرية”، كما جاء في البيان.

كما أكد الإخونجية أن نجاح الاحتجاجات سيعني إلغاء كل ما قامت الدولة في مصر باتخاذه من قرارات أو قروض أو اتفاقيات، معتبرة بأن ذلك “لن يكون ملزمًا لها”.

خطة الإرهاب الخماسية

وعرض التنظيم في بيانه ما أسماه بالخطة الخماسية في حال نجاح الاحتجاجات التي دعا إليها، وأبرزها “إنشاء كيان جديد مكون من 51 شخصية من كافة الاتجاهات الثورية”، دون أن تسميهم في البيان للحديث باسم الثورة، وحتى تتوارى الجماعة خلف هذه الشخصيات.

وتعهد البيان بأن يكون الكيان الجديد بمثابة “جمعية ثورية معنية بتنظيم الاحتجاجات وإسقاط الدولة وتنظيم أي فعاليات في هذا الجانب”، وحدد لها عدة مهام، جميعها تشكل انقلابا مكتمل الأركان على السلطة.

ولا يحيل بيان تنظيم الإخونجية الإرهابي الأخير إلا إلى أن التنظيم عازم على مواصلة دوره التخريبي، ومصر على عدم الحياد عن نهجه، ورفع الشعارات المزيفة والكذب باسم الدين والوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى