بغرض حل سياسي في اليمن… السعودية تدعو جماعة “أنصار الله” لزيارتها

كشفت السعودية، أمس الخميس، أنها وجهت دعوة لوفد من جماعة “أنصار الله” اليمنية، لزيارتها واستكمال النقاشات بشأن التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في اليمن، وحل سياسي للصراع فيه، وفقًا للمبادرة التي أعلنتها الرياض، في العام 2021.

وقالت الخارجية السعودية في بيان نشرته عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “امتدادًا للمبادرة السعودية، التي أعلنت في آذار/ مارس 2021م، واستكمالًا للقاءات والنقاشات التي أجراها الفريق السعودي برئاسة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن، محمد آل جابر، وبمشاركة من الأشقاء في سلطنة عُمان في صنعاء، خلال الفترة 8 إلى 13 نيسان/ أبريل الماضي، وجهت المملكة دعوة لوفد من صنعاء، لزيارة المملكة لاستكمال هذه اللقاءات والنقاشات”.

وأضافت الخارجية السعودية، أن “ذلك يأتي استمرارًا لجهود المملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان، للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن، والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية”.

وفي وقت سابق من الأمس الخميس، أكد مصدر في صنعاء، أن “وفدًا برئاسة رئيس الوفد المفاوض في “أنصار الله” الناطق باسم الجماعة محمد عبد السلام، غادر مطار صنعاء الدولي، رفقة وفد من المكتب السلطاني العُماني، إلى الرياض على متن طائرة تابعة لسلاح الجو العُماني، لإجراء مباحثات مباشرة مع الجانب السعودي حول تفاصيل الحل النهائي للصراع في اليمن”.

مباحثات صنعاء

وفي أبريل الماضي، رعى وفد عُماني، مباحثات في صنعاء، بين جماعة “أنصار الله” ووفد رسمي سعودي برئاسة سفير المملكة لدى اليمن، محمد آل جابر، استمرت 6 أيام، بحثت الملف الإنساني وإيقاف إطلاق النار في اليمن، وبدء عملية سياسية يمنية شاملة.

حينها أعلنت السعودية، أن “فريقًا من الخارجية عقد مجموعة من اللقاءات في صنعاء شهدت نقاشات متعمقة بشأن الوضع الإنساني، وإطلاق جميع الأسرى، ووقف إطلاق النار، والحل السياسي الشامل في اليمن، اتسمت بالشفافية وسط أجواء تفاؤلية وإيجابية”، مضيفةً أن “تلك اللقاءات ستستكمل في أقرب وقت، بما يؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام ومقبول من جميع الأطراف اليمنية”.

ووصفت جماعة “أنصار الله”، آنذاك، النقاشات مع الوفد السعودي في صنعاء بـ “الجدية والإيجابية”، مؤكدة “التقدم في بعض القضايا على أمل استكمال البحث في القضايا العالقة في وقت لاحق”.

تفاهمات سابقة مع السعودية

وفي الثامن من أبريل الماضي، قالت جماعة “أنصار الله” إنها توصلت إلى تفاهمات مع السعودية، في جميع الملفات بما في ذلك تجديد هدنة الأمم المتحدة المنقضية في اليمن، مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وملف تحقيق السلام، خلال مفاوضات استضافتها سلطنة عُمان، الفترة الماضية، مؤكدة أن تنفيذ تلك التفاهمات سيكون على مرحلتين، مرحلة الهدنة، ومرحلة الحل الشامل.

ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة “ًأنصار الله” إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة، التي استمرت في اليمن 6 أشهر.

وتسيطر جماعة “أنصار الله”، منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.

وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بحسب الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى