تجمع الأحزاب الليبية يدعو لإسقاط حكومة الدبيبة

مجلس النواب يتحرك لتشكيل حكومة جديد برئاسة شخصية وطنية

دعا التجمع الوطني للأحزاب الليبية، بإسقاط حكومة الدبيبة لفشلها في أداء مهامها وتسببها في تدهور الأوضاع الخدمية والمعيشية، فيما قال مجلس النواب الليبي، إن “حكومة الدبيبة سقطت منذ ثلاث سنوات بموجب قرار سحب الثقة منها واليوم أسقطها الشعب لتصبح هي والعدم سواء”.

وأكد المتحدث الرسمي باسم التجمع الوطني للأحزاب الليبية، معتصم الشاعري، في تصريحات صحافية، دعمه بشكل كامل الحراك الشعبي المتنامي في البلاد تحت شعار “إرادة الشعب”، مشدداً على أن ما يشهده الشارع الليبي اليوم يعكس رفضاً حقيقياً للواقع السياسي والمعيشي المتردي.

ودعا المجلس الرئاسي لتحمل مسؤولياته والعمل فوراً على تكليف حكومة تسيير أعمال بشكل مؤقت، تمهيداً لتشكيل حكومة جديدة تقود البلاد نحو انتخابات شاملة في أقرب الآجال.

وأضاف الشاعري أن “التجمع الوطني للأحزاب الليبية يعتبر أن ما يجري حالياً هو تعبير عن الإرادة الحقيقية للشعب الليبي”، داعياً إلى “عدم التصدي للمتظاهرين السلميين، وضمان سلامتهم واحترام حقهم في التعبير”.

وقال: “يندد التجمع بشدة بإطلاق النار على المتظاهرين، محملاً الجهات المعنية المسؤولية الكاملة عن هذه الأفعال” التي وصفها بأنها “انتهاك صارخ لحقوق الإنسان”، مشدداً على أن المرحلة الراهنة تتطلب من الجميع تحمل مسؤولياتهم الوطنية، وتغليب مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

حكومة الدبيبة سقطت منذ ثلاث سنوات

بدوره، أعلن مجلس النواب الليبي، “التنسيق مع مجلس الدولة بشكل مستمر وعاجل لاختيار شخصية وطنية لتشكيل حكومة جديدة تباشر عملها خلال الأيام المقبلة، بعد التأكد من توفر الشروط اللازمة لتولي الرئاسة”.

وقال النواب الليبي، في بيان له، إن “حكومة الدبيبة سقطت منذ ثلاث سنوات بموجب قرار سحب الثقة منها واليوم أسقطها الشعب لتصبح هي والعدم سواء”.

ودعا المجلس، جميع الجهات الأمنية بطرابلس إلى “عدم التعرض للمتظاهرين السلميين وحمايتهم للتعبير عن مطالبهم المشروعة”، مطالبا المتظاهرين بالحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.

وشدد المجلس على حضور أعضاء المجلس للجلسة المقررة الاثنين االمقبل بمدينة بنغازي، مؤكدا أن “مجموعة مسلحة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية الموقتة قامت بإطلاق النار على المتظاهريين في العاصمة طرابلس”.

وأضاف أنه “يستنكر هذا العمل ويعبر عن أسفه الشديد من استخدام العنف لكتم صوت المتظاهرين السلميين، على الرغم من التحذيرات الصادرة عن مجلس النواب وبعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة في ليبيا قبل انطلاق التظاهرات السلمية اليوم”.

استقالة وزراء من حكومة الدبيبة

وكان كل من نائب رئيس الحكومة ووزير الصحة المكلف رمضان أبوجناح، ووزير الحكم المحلي بدر الدين التومي، ووزير الإسكان والتعمير أبو بكر الغاوي، قد أعلنوا في وقت سابق، عبر حساباتهم الشخصية على موقع “فيسبوك”، استقالاتهم من حكومة الدبيبة.

كما أعلنوا انحيازهم إلى مطالب الشارع الليبي في ضوء الاحتجاجات والاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس، وموجهين انتقادات حادة إلى أداء الحكومة وغياب الاستجابة للإصلاحات المطلوبة.

وشهدت العاصمة الليبية طرابلس، أمس الجمعة، خروج مظاهرات كبيرة تطالب بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية.

جاء ذلك استجابة لدعوات شعبية تصاعدت خلال اليومين الماضيين، على خلفية النزاع المسلح الأخير الذي خلّف أضرارا جسيمة في الأرواح والممتلكات، حسب مراسل “سبوتنيك”.

ورفع المتظاهرون شعارات تندد بتدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية، محملين الحكومة المسؤولية عن استمرار الانقسامات وغياب الحلول الفعّالة للأزمات المتفاقمة في البلاد.

البعثة الأممية تحذر من التصعيد

ومن جانبها، أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في بيان لها، على حق المواطنين في التظاهر السلمي، مشددة على ضرورة احترام هذا الحق وعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين.

وحذّرت البعثة الأممية من أي تصعيد قد يؤدي إلى مزيد من التوتر والانفلات الأمني.

وتعاني ليبيا من أزمة سياسية معقدة منذ عام 2011، في ظل حالة من الانقسام السياسي والمؤسسي العميق، بوجود حكومتين متنافستين، إحداهما في طرابلس غربي البلاد وهي حكومة منتهية الولاية يرأسها عبد الحميد الدبيبة، والأخرى في بنغازي شرقي البلاد تابعة للبرلمان برئاسة أسامة حماد.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى