تصاعد التحذيرات من مخطط تهجير الفلسطينيين إلى مصر

استمرار حرب الإبادة الجماعية وقصفها لمناطق الشمال في غزة، ومخطط إسرائيل في إقامة منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من حدود القطاع لمنع أي هجمات مستقبلية عليها بعد الحرب يعزز فكرة تهجير الفلسطينيين قسراً إلى مصر.

وتعتزم إسرائيل إقامة تلك المنطقة على طول القطاع من الشمال إلى الجنوب، وفق ما أفادت سابقا وكالة رويترز. لكن ليس من الواضح في الوقت الحالي مدى عمق هذه المنطقة العازلة، وما إذا كانت قد تصل إلى كيلومتر واحد أو كيلومترين أو مئات الأمتار داخل غزة.

وقد تصاعدت التحذيرات الفلسطينية والمصرية، وأخرى عن الأمم المتحدة، مِن أن زيادة نزوح الفلسطينيين من شمال ووسط غزة إلى جنوب القطاع، سيدفعهم إلى محاولة عبور الحدود المصرية تحت ضغط حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

عبور الحدود إلى مصر

أحدث هذه التحذيرات، ما صدر عن رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، فيليب لازاريني، مِن أنّ استئناف الهجمات الإسرائيلية على جنوب غزة المكتظّ بالسكان قد يدفع مليون لاجئ، بما في ذلك 900 ألف لاجئ في مباني الأمم المتحدة، إلى محاولة عبور الحدود إلى مصر.

وجاء على حساب الوكالة بمنصة “إكس”، السبت: “إذا كان هناك قتال، فمِن المرجّح أن يرغبوا (السكان) في الفرار إلى الجنوب وإلى ما وراء الحدود”، وحذّر لازاريني من أنّ الهجوم الإسرائيلي “قد يدفع مليون لاجئ إلى الحدود المصرية”.

موقف مصر

 وقبل ذلك بيوم، أدانت وزارة الخارجية المصرية استئناف القتال، قائلةً في بيان: “حذّرت مصر من مغبة توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة، ودعاوى المسؤولين الإسرائيليين المُشجّعة لتهجير الفلسطينيين خارج حدود غزة، في انتهاك صارخ لالتزامات إسرائيل بصفتها القوّة القائمة بالاحتلال، ولكل أحكام القانون الدولي الإنساني، خاصّة أحكام اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949”.

وجدّد البيان أنه بالنسبة إلى مصر، فإن موقفها الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين “خط أحمر لن يتم السماح بتجاوزه”.

وامتدّت الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس من 24 نوفمبر إلى صباح 1 ديسمبر، لتعود المعارك، التي أوقعت حتى الآن مئات من الشهداء والجرحى في غزة.

مخطط إسرائيلي

إلا أن خبراء ومحللين يرون أن هذا المقترح هو جزء من مخطط إسرائيلي لدفع الفلسطينيين نحو التهجير، وتفريغ غزة من سكانها، وتصفية القضية الفلسطينية على حساب إقامة وطن بديل.

من جهته، رأى اللواء سمير فرج مدير الشؤون المعنوية الأسبق بالجيش المصري أن هناك خطة وسيناريوهات موجودة وضعها الجيش المصري على خط الحدود مع غزة لمنع مخطط التهجير دون إيذاء أهالي غزة. وأضاف أن الخطط العسكرية جاهزة ومعدة سلفا وستنفذ فورا، إذا بدأ التهجير حماية للأمن القومي المصري والحدود.

كما شدد الخبير العسكري المصري على أن هناك تخطيطا كاملا من القوات المسلحة المصرية لمواجهة الأمر باعتبارها قوة عسكرية كبيرة يحق لها أن تحمي حدود بلدها، مضيفا أن “هناك دلائل على وجود تحركات لدفع الفلسطينيين نحو رفح ثم النزوح نحو مصر رغم التصريحات الصادرة من كافة الأطراف الدولية برفض التهجير”.

حجة حماية المدنيين

بدوره، اعتبر اللواء نصر سالم قائد الاستطلاع السابق بالجيش المصري أن “إسرائيل بإعلان نيتها إقامة منطقة عازلة، تدفع نحو تهجير الفلسطينيين وهذا أمر غير قانوني، وخط أحمر بالنسبة للمصريين”.

كما أوضح للعربية.نت أن إسرائيل تحاول دفع الفلسطينيين في اتجاه سيناء، بحجة حماية المدنيين. وقال: “ولو كانت تريد حمايتهم لكانت دفعت بهم إلى صحراء النقب، لكنها لم تفعل ذلك بل تضغط لتدفعهم نحو مصر وهو ما لن يحدث”.

وختم مؤكدا أن “مصر تواجه الأمر حاليا بتسهيل دخول المساعدات الغذائية للفلسطينيين لكي يظلوا في أراضيهم يدافعون عنها وعن وجودهم”.

ويعيش في القطاع المكتظ بالسكان أصلا نحو 2.4 فلسطيني يتوزعون في كافة أرجائه تحت حصار ممتد منذ سنوات، فرضته إسرائيل عام 2007 عند سيطرة حركة حماس على السلطة.

إلا أن الحرب الأخيرة التي تفجرت في السابع من أكتوبر دفعت نحو مليون فلسطيني للنزوح نحو الجنوب، إلا أن الجيش الإسرائيلي عاد وحذر النازحين في مدينة خان يونس وحولها جنوباً لضرورة الانتقال نحو رفح، ما أثار المخاوف مجدداً من التهجير.

ويرى عدد من المحللين أن المنطقة العازلة التي تنوي إسرائيل فرضها بعد الحرب، ستقلص مساحة القطاع الذي يعد الأكثر كثافة حول العالم، ويعقد حياة الفلسطينيين الساكنين فيه، ولن يوقف بطبيعة الحال أي هجمات مستقبلية. إنما قد يضع القوات الإسرائيلية في مواجهة مباشرة وقريبة من الفصائل الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى