تقارير: كابول قد تسقط في أيدي حركة طالبان الإرهابية

سي آي إيه تبحث عن طرق للحفاظ على عملياتها في أفغانستان

حذرت تقارير أمنية وصحافية، من أن العاصمة الأفغانية كابول قد تسقط في أيدي حركة طالبان الإرهابية في غضون سنوات وتعود إلى ملاذ آمن للمسلحين.

وتقف وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) أمام تحدٍ صعب، حيث تبحث عن طرق ونهج جديد للحفاظ على عملياتها في أفغانستان، ومراقبة المتطرفين وعناصر تنظيم القاعدة.

وقد وضع الانسحاب السريع للقوات الأميركية من أفغانستان وكالة الاستخبارات تحت ضغوطا شديدة للعثور على طرق أخرى لجمع المعلومات الاستخبارية وتنفيذ ضربات لمكافحة الإرهاب.

وبذل المسؤولون الأميركيون جهوداً في اللحظة الأخيرة لتأمين قواعد قريبة من أفغانستان للعمليات المستقبلية، وانكبوا على دراسة مجموعة من الخيارات، بحسب ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”.

 استخدام قاعدة في باكستان

وفق المعلومات، يبدو أن الخيار الأول المطروح بالنسبة لوكالة المخابرات المركزية، هو استخدام قاعدة في باكستان كانت هناك لسنوات واستخدمت لشن ضربات بطائرات بدون طيار ضد مسلحين في الجبال الغربية للبلاد.

وكانت القوات الأميركية خرجت من هذه القاعدة في عام 2011، عندما توترت العلاقات الأميركية مع باكستان.

إلا أن ثلاثة مطّلعين على محادثات دارت بين مسؤولين أميركيين وباكستانيين، أوضحوا أن إسلام آباد فرضت مجموعة قيود مقابل استخدام القاعدة.

فقد طالبت بإطلاعها وموافقتها المسبقة على أي أهداف تحددها وكالة المخابرات المركزية الأميركية أو الجيش لضربها داخل أفغانستان.

قواعد أخرى

أما الخيار الثاني، الذي يبحث عنه الدبلوماسيون فهو استعادة قواعد في الجمهوريات السوفيتية السابقة التي استخدمت أثناء حرب أفغانستان في الثمانينات، رغم أنهم يتوقعون أن يعارض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك بشدة.

وتتوزع هذه القواعد في دول مثل قرغيزستان وأوزبكستان، حيث كانت تؤوي القوات الأميركية وضباط المخابرات أثناء الحرب.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين تحدث بوقت سابق هذا الشهر مع نظيره في طاجيكستان، لكن لم يتضح ما إذا كان قد تمت مناقشة الوصول إلى القاعدة أثناء المكالمة.

ومن المرجح أن تستغرق أي مفاوضات مع تلك البلدان وقتاً طويلاً حتى تنجح، وفق الصحيفة.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية إن بلينكن كان يتواصل مع الدول الشريكة بشأن كيفية قيام الولايات المتحدة بإعادة تنظيم قدراتها في مكافحة الإرهاب.

كابول قد تسقط في أيدي طالبان

إلى ذلك، كشفت الصحيفة أن التقارير الأخيرة الصادرة عن المخابرات المركزية والاستخبارات العسكرية، كانت مشائمة على نحو متزايد بشأن الوضع في أفغانستان.

فقد سلطت التقارير الضوء على المكاسب التي حققتها حركة طالبان الإرهابية والمنظمات المسلحة الأخرى في الجنوب والشرق. وحذرت من أن كابول قد تسقط في أيدي طالبان في غضون سنوات وتعود إلى ملاذ آمن للمسلحين.

نتيجة لذلك، يرى المسؤولون الأميركيون الحاجة إلى وجود خطة طويلة الأمد لجمع المعلومات الاستخباراتية التي يحتاجها الجيش ووكالة المخابرات المركزية وعمليات مكافحة الإرهاب في أفغانستان بعد الانسحاب.

في المقابل، كشف التدافع في البحث عن قواعد جديدة أن المسؤولين الأميركيين ما زالوا يفتقرون إلى خطة طويلة الأجل لمعالجة مسألة الأمن في بلد أنفقوا فيه تريليونات الدولارات وخسروا أكثر من 2400 جندي على مدار عقدين تقريباً.

إقرار بصعوبة الأوضاع

من جهته، أقرّ مدير وكالة المخابرات المركزية وليام ج. بيرنز، بالتحدي الذي تواجهه الوكالة بعد الانسحاب الأميركي. وقال لأعضاء مجلس الشيوخ في أبريل الماضي “عندما يحين الوقت لانسحاب الجيش الأميركي، فإن قدرة الحكومة الأميركية على جمع المعلومات المتعلقة بالتهديدات والتصرف بشأنها سوف تتضاءل”.

وفي العقدين الماضيين ساعدت الحرب في أفغانستان على تحويل وكالة الاستخبارات الأميركية إلى منظمة شبه عسكرية، وفق الصحيفة.

فهي تنفذ مئات الضربات بطائرات بدون طيار في أفغانستان وباكستان، وتدرب وحدات الكوماندوز الأفغانية وتحافظ على وجود كبير لعناصرها في سلسلة من القواعد على طول الحدود مع باكستان.

كذلك، كان للوكالة في مرحلة ما خلال فترة ولاية الرئيس باراك أوباما الأولى، عدة مئات من الضباط في أفغانستان، وهي أكبر زيادة في عدد أفرادها إلى بلد أجنبي منذ حرب فيتنام.

يذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن الشهر الماضي سحب جميع قوات بلاده بحلول 11 سبتمبر، والذي يتراوح عديدها بين 2500 إلى 3500 جندي، إضافة إلى نحو 7 آلاف من قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى