تقدُّم الإرهابيين في منطقة الساحل الأفريقي

خوسيه لويس مانسيا

تقدم المجموعات الإرهابية المنتشرة في منطقة الساحل نحو دولة توجو.

وفي الآونة الأخيرة، عانت منطقة سافان، الواقعة على طول الحدود التوجولية مع بنين وبوركينا فاسو، من أعمال إرهابية.. فخلال 9 و10 فبراير/شباط المنصرم، لقي أكثر من ثلاثين شخصا مصرعهم على أيدي الإرهابيين في كبندجال، قرب الحدود مع بنين.

وبعد تلك الحادثة بأسبوع، قتل إرهابيون أربعة فلاحين في تارو، قرب أوغارو، شمال شرق مندوري بتوجو، وتم إعدام الضحايا كالعادة.

وفي 17 من الشهر الماضي، ألقى السكان القبض على ثلاثة إرهابيين كانوا بصدد زرع عبوات ناسفة في بورغو بكبندجال، حيث كانوا يعتزمون تفجير طرق الاتصالات.

وفي 21 فبراير/شباط المنصرم، استهدف الإرهابيون دورية للجيش البينيني في ماتيري، الواقعة في محافظة تالوغا ببنين، قرب مكان الهجوم في توجو، وعلى بعد بضعة كيلومترات فقط من الحدود التوجولية.

وقُتِل جندي في الهجوم الذي تشير كل التكهنات إلى أن الجاني هو أحد عناصر تنظيم “القاعدة” الإرهابي.

ويرى متابعون أن “كتيبة سيكو مسلمو”، بقيادة مالام إدريسا ديكو، المحسوب على جماعة “نصرة الإسلام” التابعة لـ”القاعدة”، هي من تقف خلف هذه الأعمال الإرهابية.. ويبدو أن هذه الكتيبة الإرهابية وجدت مساحة للنشاط والتوسع في هذه المنطقة، مستغلة الحدود المليئة بالثغرات وغياب سيطرة السلطات، ما يولّد حالة من عدم اليقين بين السكان.

وفشلت عملية “كوندجواري”، التي أطلقتها توجو عام 2018 وعززتها عام 2022 لمواجهة التهديد الإرهابي.. إذ لم تنجح العملية في وقف زحف الإرهابيين الذين نفّذوا عدة هجمات في شمال البلاد، خاصة في منطقة سافان، حيث ينوي تنظيم “القاعدة” إيجاد موطئ قدم له.

في الوقت الحالي، يبدو أن الإرهابيين مرتاحون للاختباء في محمية “باما” في بوركينا فاسو، المجاورة، وفي بنين، في متنزهات بندجاري وفي حديقة دبليو، ويبدو أن هذه الأخيرة هي المكان الذي يختبئ فيه قادة تنظيم “القاعدة”، الذي يشن هجماته على توجو وبنين انطلاقا من هذه الغابات.

عنصرين يحتاجهما تنظيم “القاعدة”

لقد أظهر الإرهابيون قدرتهم على مهاجمة طرق الاتصال والسيطرة عليها، ما يشكل تهديدا ليس لتوجو فحسب، بل أيضا للبلدان الساحلية الأخرى في غرب أفريقيا.. فلم تُخفِ جماعة “نصرة الإسلام” نيّاتها السيطرة على جميع الطرق التي تمتد من بوركينا فاسو إلى توجو، وأيضاً إلى كوت ديفوار وغانا وبنين.. فهذه الاستراتيجية ليست سوى شكل من أشكال التمدد الإرهابي دون قتال مباشر، ما يمثل تهديدا للمصالح الاقتصادية للدول الثلاث.

ولا تُعدّ توجو هدفا رئيسيا للإرهابيين بقدر ما هي بلد وجدوه مدخلا لدول الساحل الشمالية لغرب أفريقيا، وسيتكرر هذا التهديد أينما وجد الإرهابيون فرصة.

وتحتوي هذه المنطقة على عنصرين يحتاج إليهما تنظيم “القاعدة” الإرهابي، هما: السكان من عرقية البيول لتوظيفهم في عملياتها، والموارد الطبيعية للمنطقة، كالذهب، الذي يستخدم كمصدر لتمويل العمليات الإرهابية.

هذه المعطيات دفعت رئيس دولة بنين، باتريس تالون، والذي لا يبدي أي تسامح مع المتمردين، لزيارة بوركينا فاسو في 16 فبراير/شباط 2023.. فانتشار الإرهاب في منطقة الساحل يحتاج للتعاون بين البلدان المختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى