تقرير ألماني يصف وزير داخلية أردوغان ب” زعيم عصابة”

هيئة حقوق الإنسان في تركيا تطالب باقالة رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان

وصف تقرير لموقع”دويتشه توركش جورنال” الألماني، الأربعاء، وزير داخلية النظام التركي سليمان صويلو بأنه “زعيم عصابة” يحمي شرطيا اغتصب مراهقة ودفعها للانتحار، وحرك عناصر مأجورة للاعتداء على نائب برلماني معارض.

وقال موقع “دويتشه توركش جورنال” الألماني المعني بالشؤون التركية، الأربعاء،: “إن قضية اغتصاب المراهقة البالغة من العمر 18 عاما، إيباك أر، فجرت الغضب الشعبي في تركيا، وتحولت لقضية سياسية ورمز اللاحتجاج ضد النظام بعد الإفراج عن الجاني الذي يعمل ضابط صف في قوات الدرك الشرطية”.

وتابع: “واقعة الاغتصاب دفعت المراهقة للانتحار، وخلفت قضية مأساوية جديدة تبرز المشاكل التي يعاني منها النظام التركي”.

وأضاف “قبل وفاة الفتاة، حرك والدها دعوى قضائية لملاحقة ضابط الصف بتهمة الاغتصاب، وفتح المدعي العام تحقيقا”، متابعا: “ألقت الشرطة القبض على المشتبه به مؤقتا ثم أطلقت سراحه بعد أيام قليلة فقط”.

الموقع ذكر أيضا أن “إطلاق سراح الجاني صدم المجتمع بأكمله، وسرعان ما انتشر هاشتاق على وسائل التواصل الاجتماعي يطالب بإعادة القبض عليه، وشارك فيه مشاهير من بينهم الممثل والنائب البرلماني المعارض باريش أتاي”.

واتهم أتاي على حسابه بموقع “تويتر”، سليمان صويلو بأنه “يحمي مغتصبا”، وهاجم الإفراج عن الجاني وتعهد بالعمل على فضح هذا التصرف.

ووفق الموقع الألماني، فإن وزير داخلية النظام التركي رد سريعا بالأسلوب المعتاد لنظام رجب طيب أردوغان، والمتمثل في مهاجمة الخصوم وإلقاء التهم بدلا من السعي لتطبيق العدالة.

وقال صويلو: “أتاي أصبح عضوا في البرلمان لأنه تلقى أوامر من كوادر حزب العمال الكردستاني، وهم أيضًا مغتصبون”.

وتابع صويلو: “كن حذرا ، حتى لا يتم القبض عليك”. وفي نفس اليوم، تعرض أتاي لاعتداء من بلطجية في الشارع.

وعلى الفور، انتشرت الانتقادات لسلوك وزير الداخلية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وحملوه المسؤولية المشتركة عن جريمة الاعتداء على أتاي.

وكتب السياسي من حزب الشعوب الديمقراطي، جارو بايلان: “وزير الداخلية يتصرف مثل زعيم عصابة يحمي مغتصب ويسمح مهاجمة معارض”.

وقال الموقع الألماني إن “واقعة الاغتصاب والأحداث السياسية المرتبطة بها تعكس ما وصل إليه نظام أردوغان وفلسفته المتمثلة في حماية نفسه وحماية عناصره على حساب تحقيق العدالة وتماسك المجتمع”.

وفي سياق مختلف، طالبت رئيسة هيئة حقوق الإنسان في تركيا شيبنيم كورور فينكانسي، رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، روبرت سبانو، بالاستقالة بسبب زيارته إلى أنقرة، ووصفتها بأنها كانت تشبه “عرض الدمى الموالي للحكومة”.

وزار سبانو تركيا الأسبوع الماضي لافتتاح العام القضائي، والتقى بكبار المسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، بما في ذلك الرئيس رجب طيب أردوغان.

وأثارت زيارته وخط سير الرحلة الأسبوع الماضي إدانات شديدة من منظمات حقوق الإنسان في تركيا والمحامين والنشطاء وكذلك السياسيين والمدافعين الأوروبيين. ولم يدل رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأي تصريحات أو إجراء مقابلات منذ الزيارة المثيرة للجدل التي استمرت أربعة أيام.

كما قالت فينكانسي لموقع “أحوال تركية”، إن سبانو التقى فقط بالمسؤولين الحكوميين والمؤسسات الحكومية بينما تجاهل طلبات عقد اجتماعات مع مسؤولين من منظمات حقوق الإنسان في البلاد.

بدورهم، قال المنتقدون إن زيارة سبانو إلى تركيا لعبت دورًا في إضفاء الشرعية على الانتهاكات التركية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية.

ووفقًا لفينكانسي، لعبت زيارة سبانو في الواقع دورًا في إضفاء الشرعية على المحكمة ومنصب سبانو الرئاسي في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. وقالت “على المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان مناقشة الوضع ورفض هذه الزيارة غير الشرعية لحماية سمعة المحكمة”.

كما أضافت أن هناك دعوات مطردة ومتنامية لإقالة سبانو، لكن رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان يرفض القيام بذلك، ثم “ينبغي على المحكمة أن تناقش وتدعو إلى استقالته”.

وقالت إن هناك الآن مشكلة تحيز واستقلال فيما يتعلق بالمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بسبب “الزيارة المؤسفة” لرئيس القضاة سبانو.

كما زار رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان مدينة ماردين جنوب شرق البلاد، حيث تم استبدال رئيس البلدية المنتخب بمسؤول معين من قبل الحكومة. وأظهرت صور نُشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي سبانو إلى جانب رئيس البلدية المعين من قبل الحكومة وهما يزوران مدرسة الإمام الخطيب في المدينة.

وقالت إن سبانو التقى برئيس نقابات المحامين في ماردين، ولكن ليس بنظيره في ديار بكر، إحدى أبرز جمعيات القانون في البلاد.

كما تابعت “عندما تنتهك الحياد والاستقلالية، فإن جميع الأحكام ستكون عليها علامات استفهام”، مشيرةً إلى عدم الاهتمام خلال الزيارة بـ “اللوائح الأخلاقية”.

ورفضت فينكانسي الفكرة القائلة بأن زيارة سبانو كانت “روتينية”، كما عبر عنها القاضي التركي السابق للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان رضا تورمان، قائلاً “ينبغي على رئيس المحكمة الانتباه إلى حياد المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان وأنه كان بإمكانه رفض هذه الدعوة”.

وقالت إن زيارة رئيس المحكمة لدولة يُزعم أنها مسؤولة عن انتهاكات حقوق الإنسان بينما لم يجتمع مع منظمات حقوق الإنسان في البلاد يعد أمراً يبعث على الاندهاش.

وأشار بيدر إلى أن الأمين العام لمجلس أوروبا والمفوض الحالي دنيا مياتوفيتش، تمت دعوتهما، لكنهما رفضا بأدب.

وقالت فينكانسي إن جماعات حقوق الإنسان دعت سبانو وأرادت مقابلته، لكن طلباتهم تم تجاهلها.

وقالت المدافعة عن حقوق الإنسان إن عدم السماح للطلاب بحضور مراسم حصوله على الدكتوراه الفخرية من جامعة اسطنبول جعل الزيارة تبدو مثل “عرض الدمى الموالي للحكومة، ومن الواضح أن سبانو كان يخشى أن يحتج الطلاب عليه”.

 

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى