تقييم استخباراتي يدحض مزاعم ترامب ونتنياهو عن تدمير المنشآت النووية الإيرانية

على عكس ما روجه الرئيس الإمريكي دونالد ترامب وشريكه الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تدمير المنشآت النووية الإيرانية وإخراجها من الخدمة، نشرت وسائل إعلام أميركية تقييماً استخباراتياً أميركياً وإسرائيلياً يدحض مزاعم نجاح الضربات الأميركية في تدمير برنامج طهران النووي، وهو ما أثار غضب ترامب الذي اتهمها بالكذب.
وخلص التقييم الذي نشرته وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية إلى أن الهجمات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، أخرت برنامج إيران النووي “ولم تدمره”، فيما اعتبر البيت الأبيض أن هذا التقييم الأولي الأميركي “خاطئ تماماً”، مشيراً إلى أنه تم تصنيفه على أنه “سري للغاية”.
والتقييم الأولي الأميركي أعدته وكالة استخبارات الدفاع، ذراع الاستخبارات الرئيسية لوزارة الدفاع “البنتاغون” وواحدة من 18 وكالة استخبارات أميركية، بحسب ما ذكره مصدران لوكالة “رويترز”.
ترامب ينعت شبكتي CNN و MSNBC بـ”الحثالة”
ورد ترامب على التقارير الإعلامية التي نشرتها شبكة CNN وصحيفة “نيويورك تايمز”، قائلاً إن “المواقع النووية في إيران دُمرت بالكامل”.
وكتب ترامب في منشور على منصته “تروث سوشيال”: “CNN الكاذبة بالتعاون مع صحيفة (نيويورك تايمز) الفاشلة، تحالفتا في محاولة لتشويه واحدة من أنجح الضربات العسكرية في التاريخ. المواقع النووية في إيران دُمّرت بالكامل! كل من (التايمز) وCNN تتعرضان لهجوم شديد من الرأي العام”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعرب ترامب عن انزعاجه الشديد من شبكتي CNN و MSNBC، واصفاً إياهما بـ”الحثالة” ومطالباً إياهما بالاعتذار للطيارين الذين شاركوا في قصف المنشآت النووية الإيرانية.
وبدا ترامب منزعجاً بشكل خاص من التقارير التي شككت في زعمه بأن الضربات العسكرية الأميركية “دمرت تماماً وبشكل كامل” المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران. ولا تزال تقييمات الأضرار جارية.
وذكر ترامب أن طياري القاذفات من طراز B-2، الذين أسقطوا متفجرات قوية على المواقع النووية، “يجب أن يُشكروا” على قيامهم بـ “عمل لا يُصدق”، وإن كلتا الشبكتين الإخباريتين “يجب عليهما الاعتذار” لهم.
وعد نتنياهو
وكان رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، قد قال الأحد، إن الهجمات على منشآت إيران النووية تمت بالتنسيق الكامل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأوضح نتنياهو في بيان مكتوب بعد إعلان ترامب شن هجمات على 3 منشآت نووية إيرانية: “من خلال عملية الأسد الصاعد (الاسم الذي تطلقه إسرائيل على هجومها العسكري على إيران)، حققنا معا إنجازات غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل”.
وتابع: “تذكرون أنه منذ بداية العملية وعدتكم بأن منشآت إيران النووية ستُدمر بطريقة أو بأخرى. لقد تم الوفاء بهذا الوعد قبل وقت قصير، بالتنسيق الكامل بيني وبين الرئيس ترامب، وبالتنسيق العملياتي الكامل بين الجيش الإسرائيلي والجيش الأميركي”.
التقرير استند على تقييم الأضرار الميداني
واعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن نتائج التقرير تشير إلى أن تصريح الرئيس دونالد ترامب بأن القوات الأميركية “قد دمرت” خلال ضربات نهاية الأسبوع الماضي، المنشآت النووية الإيرانية كان “مبالغاً فيه”، على الأقل بناءً على التقييم الأولي للأضرار.
كما أشارت 3 مصادر لشبكة CNN الأميركية، إلى أن التقرير استند على تقييم الأضرار الميداني الذي أجراه الجيش الأميركي بعد الضربات، عبر القيادة المركزية الأميركية CENTCOM.
ووفقاً للشبكة، لا يزال التحليل الشامل للأضرار الناتجة عن الضربات وتأثيرها على الطموحات النووية الإيرانية جارياً، وقد تتغير نتائجه مع توفّر مزيد من المعلومات الاستخباراتية.
وذكر مصدران، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يُدمّر، بينما أشار أحد المصادر، إلى أن أجهزة الطرد المركزي ما تزال “سليمة إلى حد كبير”.
تأخير وليس تدمير
وأضاف المصدر: “تقييم وكالة استخبارات الدفاع يشير إلى أن الضربة الأميركية أخرت البرنامج الإيراني لأشهر معدودة، في أفضل الأحوال”، فيما ذكر مسؤول إسرائيلي كبير لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تقدّر أن الضربات الأميركية والإسرائيلية أخّرت برنامج طهران النووي “عدة سنوات”، ولكنها “لم تدمره بالكامل”.
وأشارت “نيويورك تايمز”، إلى أن وكالات الاستخبارات الأميركية كانت قد ذكرت قبل هجوم ليلة السبت على المواقع النووية الإيرانية، إنه إذا حاولت طهران الإسراع في صنع قنبلة نووية، فسيستغرق الأمر قرابة 3 أشهر.