تنحى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان من منصبه

تحت الضغوط الشديدة التي أعقبت انسحاب أرمينيا من أجزاء واسعة في إقليم ناغورنو كاراباخ، والتدخل التركي في الصراع داخل الإقليم المتنازع عليه، تنحى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، عن منصبه اليوم الأحد.

وتعرض باشينيان لضغوط كي يستقيل منذ فقد المنحدرون من أصل أرمني أراضي خلال قتال في الإقليم ومحيطه مع أذربيجان المجاورة العام الماضي.

ودعا باشينيان اليوم الأحد، إلى انتخابات مبكرة في محاولة لتجاوز انتقادات لأسلوب إدارته للصراع الأخير في كاراباخ.

وجاءت استقالته المتوقعة بعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن أن المذابح التي تعرض لها الأرمن إبان الإمبراطورية العثمانية عام 1915 تشكل إبادة جماعية، في خطوة رحب بها الأرمن في أنحاء العالم واستنكرها النظام التركي.

وقال باشينيان لبايدن إن قراره التاريخي يمثل ركيزة أمنية لأرمينيا بعد صراع ناغورنو كاراباخ، الذي ساندت فيه تركيا أذربيجان، معلنا أن الانتخابات المبكرة ستُجرى في 20 يونيو.

عودة السلطة للمواطنين

ونشر على صفحته على فيسبوك إنه يعيد السلطة إلى المواطنين بعدما منحوه إياها وذلك كي يتسنى لهم تقرير مستقبل الحكومة من خلال انتخابات حرة ونزيهة.

وقال الكرملين إن باشينيان أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأطلعه على مسألة الانتخابات والموقف بشأن منطقة ناغورنو كارباخ التي يوجد فيها حوالي ألفين من قوات حفظ السلام الروسية.

وأرمينيا في مأزق سياسي منذ هزيمتها في نزاعها مع أذربيجان في خريف العام الماضي للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ.

وطالبت المعارضة منذ أشهر برحيل باشينيان الذي وصفته بـ”الخائن” على اثر تفاهمات تركية روسية أفضت إلى وقف إطلاق النار وانسحاب قوات أرمنية من مناطق بالإقليم المتنازع عليه.

وبعد هذا الإعلان، قدم جميع أعضاء حكومته بدورهم استقالاتهم، تطبيقا للقانون في أرمينيا، فيما أشار رئيس الوزراء إلى أنه سيواصل ممارسة مهامه حتى موعد الانتخابات التشريعية المبكرة في 20 يونيو.

وبعد ستة أسابيع من المواجهات وعمليات القصف التي أودت بنحو 6 آلاف شخص، تم توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار في إقليم قره باغ أعادت مساحات كبيرة من الأراضي إلى أذربيجان، وسمحت بنشر قوات روسية لحفظ السلام.

وتسيطر أرمينيا بحكم الأمر الواقع مع وجود الانفصاليين الأرمن، على معظم منطقة ناغورني قره باغ، لكنها خسرت في النزاع مدينة شوشا الرمزية فضلا عن منطقة جليدية من المناطق الأذربية المحيطة بقره باغ.

واعتبر كثيرون في أرمينيا الاتفاقية عارا وطنيا رغم أن باشينيان قال إنه ليس لديه خيار سوى الموافقة أو تعريض قوات بلاده لخسائر أكبر.

ووصل نيكول باشينيان إلى السلطة عام 2018 في خضّم انتفاضة شعبيّة ضدّ فساد النخبة التي حكمت البلاد منذ الانفصال عن الاتحاد السوفييتي.

وفاقم الغضب الشعبي ضده حين أعفى في فبراير عدة مسؤولين عسكريين رفيعين اتهمهم بالتخطيط لانقلاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى