تنديد أوروبي بتصريحات أردوغان ضد ماكرون

نددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بهجمات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان على نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إثر تصريحات مثيرة للجدل بشأن الإسلام، معتبرة أن تصريحات أردوغان “تشهيرية”.

وقال المتحدث باسم المستشارة شتيفن زايبرت “إنها تصريحات أردوغان تشهيرية وغير مقبولة إطلاقاً” خصوصاً في سياق “القتل المروّع للأستاذ الفرنسي صامويل باتي من جانب متطرف إسلامي”.

وفي تغريدة له اعتبر جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بـ”غير المقبولة”، داعيا تركيا إلى “وقف دوامة المواجهة الخطيرة” مضيفا “خلاصات المجلس الأوروبي تتضمن عرضاً حقيقياً لإنعاش علاقتنا” مضيفاً “لكن ينبغي أن تكون هناك الإرادة السياسية للسلطات التركية على هذه الأجندة الإيجابية. في خلاف ذلك، ستكون تركيا معزولة أكثر”.

من جانبه، علّق المتحدث الرسمي باسم المفوضية للشؤون الخارجية بيتر ستانو، قائلاً إن الاتحاد الأوروبي “حاول تهيئة جو للتفاهم واحترام الآخرين والاستماع أيضا وإيجاد حل من خلال حوار وليس من خلال الاتهامات أو التقليل من شأن الآخرين”. مضيفا “” ما هو مطلوب أكثر من أي وقت مضى، ما بين الشركاء إبراز روح التعاون والحوار وإلا فإننا سننزل في دوامة اتهام طرف ضد الآخر من خلال عدم احترام بعضنا البعض وتعميق التوترات وسوء التفاهم بالفعل.”

كما قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس،” إن الهجمات الشخصية لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان ضد نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون تشير إلى “مستوى متدن جديد”.

وأضاف ماس “نحن على اتصال وثيق بأصدقائنا الفرنسيين وقد أبلغونا بالإجراءات التي اتخذوها حيال تركيا”، وأن “تصريحات أردوغان بحق ماكرون غير مقبولة وتمثل انحدارا جديدا”.

وشدد ماس على أن “ألمانيا تتفهم بشكل كامل الإجراءات التي اتخذتها فرنسا وتدعمها وتقف بجانب أصدقائها الفرنسيين”.

كما ندّد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي بتصريحات “غير مقبولة” من جانب أردوغان ضد نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكتب كونتي في تغريدة باللغة الفرنسية “التصريحات التي وجّهها أردوغان إلى الرئيس ماكرون غير مقبولة”.

وأضاف كونتي “الإهانات الشخصية لا تساعد على (تحقيق) الأجندة الإيجابية التي يريد الاتحاد الأوروبي مواصلتها مع تركيا، إنما على العكس تُبعد الحلول. التضامن الكامل مع الرئيس إيمانويل ماكرون”.

إلى ذلك، كتب رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في تغريدة على تويتر “تدافع هولندا بحزم إلى جانب فرنسا عن القيم المشتركة للاتحاد الأوروبي. من أجل حرية التعبير وضد التطرف والراديكالية”.

من جانبها، اتهمت باريس السلطات التركية بعدم استنكار قطع رأس المدرس صمويل باتي في 16 تشرين الأول/أكتوبر بسبب عرضه رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد على تلامذته. وقالت أنقرة إنها قدمت تعازيها في اليوم التالي ودانت رسمياً الاثنين “الاغتيال الوحشي” للمدرس.

وفي ما يخصّ الرسوم الكاريكاتورية، أوضح رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أن القانون “لا يجبر على الاشادة بهذه الرسوم، إنما يعطي الحق في كرهها”.

وقال إنه يدعم موقف الرئيس الفرنسي الذي وفق قوله “يدعو إلى عدم التخلي عن الرسوم الكاريكاتورية، كافة الرسوم الكاريكاتورية، تحت ضغط إرهابيين”.

اشتعل الخلاف بين الجانبين في ما يتعلق بالقضية الدينية على خلفية مشكلات داخلية، إذ ردت أنقرة بحدة على خطاب الرئيس ماكرون حول “الانعزالية الإسلامية” وضرورة “هيكلة المنظمات الإسلامية” في فرنسا.

وتقول أماندا بول، الباحثة في مركز السياسة الأوروبية: أعتقد أن تركيا بحاجة إلى التحلي بالهدوء والحذر عند الحديث عن مقاطعة التجارة في ظل الوضع الاقتصادي الحالي الذي تمر به تركيا”.

وفي سياق متصل، يقول بيار رازو، المدير الأكاديمي لمؤسسة البحر الأبيض المتوسط للدراسات الاستراتيجية: “تتمثل استراتيجية أردوغان في دفع فرنسا إلى ارتكاب خطأ من خلال مضاعفة الاستفزازات اللفظية المباشرة، لإثارة ضجيج وصرف الانتباه” عن الصعوبات الداخلية والخارجية في تركيا.

ويضيف رازو: “أردوغان يحاول عزل فرنسا وتقسيم الأوروبيين، لذا يشعل الأمور على كل الجبهات”.

والاثنين، نشرت صحيفة ديلي صباح التركية الموالية للحكومة على صفحتها الأولى صورًا مركبة للرئيس الفرنسي وزعيم اليمين المتطرف الهولندي غيرت فيلدرز مع عنوان: “ماكرون وفيلدرز وجهان للكراهية والعنصرية في أوروبا”.

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى