تنديد دولي واسع بالهجوم… إسرائيل تهاجم أسطول الصمود المتجه إلى غزة وتعتقل المشاركين فيه

كولومبيا تفضّ اتفاقية التجارة مع تل أبيب وتطرد دبلوماسييها

هاجمت القوات البحرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء، أسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة، واعتقلت المشاركين فيه، فيما أعلنت كولومبيا عن فضّ اتفاقية التجارة مع إسرائيل وطرد دبلوماسييها احتجاجاً على اعتقال مواطنيها المشاركين في الأسطول.

وأعلن أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة، مساء الأربعاء، اعتراض سفنه “من قبل القوات البحرية الإسرائيلية”.

وذكر الأسطول في بيان أنه “حوالي الساعة 20.30 بتوقيت غزة (17.30 بتوقيت غرينتش)، تم اعتراض عدة سفن من أسطول الصمود بشكل غير قانوني والاعتداء عليها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية في المياه الدولية، بما في ذلك ألما وسيريوس”.

واعتقلت بحرية الاحتلال حتى الآن 13 من سفن الأسطول واعتقلت عشرات النشطاء المتواجدين على متنها.

يأتي هذا التطور بعد أن حاصرت البحرية الإسرائيلية الأسطول في المياه الدولية.

وقبل الهجوم الإسرائيلي، وُضع الأسطول في حالة تأهب قصوى تحسبا لاعتراض إسرائيلي وشيك له، إذ تم رصد نحو 20 سفينة حربية إسرائيلية على مقربة من الأسطول، كما جرى رصد ألغام بحرية بالمنطقة.

تعطيل الاتصالات

جاء ذلك بعدما أفاد منظمو أسطول الصمود العالمي بوقت سابق أن أفراداً عسكريين اعترضوا الأسطول الدولي الذي يحاول إيصال أدوية وأغذية إلى غزة واعتلوا قواربه عند اقترابه من القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب.

وأوضح المنظمون في بيان أنه “جرى اعتراض عدة سفن بشكل غير قانوني واعتلاء قوات الاحتلال الإسرائيلي لها في المياه الدولية. نعمل بجد للتأكد من سلامة جميع المشاركين وأفراد الأطقم”، وفق رويترز.

كولومبيا تفضّ اتفاقية التجارة مع إسرائيل وتطرد دبلوماسييها

وفي أعقاب ورود تقارير تفيد باحتجاز إسرائيل مواطنين كولومبيين اثنين في المياه الدولية، وهما يقدمان مساعدات إنسانية لفلسطين، أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو فض اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل وطرد الوفد الدبلوماسي الإسرائيلي.

وقال بيترو على حسابه بموقع إكس، “إذا صحت هذه المعلومات، فإن هناك جريمة دولية جديدة ارتكبها [رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين] نتنياهو. تم احتجاز مواطنين كولومبيين اثنين يقدمان دعما إنسانيا لفلسطين في المياه الدولية”.

وأضاف، “يجب على وزارة الخارجية رفع جميع الدعاوى القضائية ذات الصلة، بما في ذلك عبر القضاء الإسرائيلي. أدعو المحامين الدوليين للانضمام إلى محامينا لخدمة كولومبيا”.

وأوضح، “اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل تلغى فورا. يغادر الوفد الدبلوماسي الإسرائيلي بأكمله في كولومبيا البلاد”، حسب قوله.

مظاهرات منددة

وانطلقت مظاهرات في عدة مدن أوروبية تنديدا باعتراض قوات البحرية الإسرائيلية أسطول الصمود المتجه إلى قطاع غزة وتحويل وجهة عدد من سفنه إلى ميناء أسدود الإسرائيلي.

ومباشرة بعد الإعلان عن اعتراض قوات البحرية الإسرائيلية أسطول الصمود الذي يحمل مساعدات إنسانية لقطاع غزة انطلقت مظاهرة في العاصمة الإيطالية روما احتجاجا على عملية الاعتراض.

وانطلقت مظاهرة أخرى في العاصمة البلجيكية بروكسل تنديدا باعتراض إسرائيل أسطول الصمود والاستيلاء على عدد من السفن واعتقال الناشطين الذين كانوا على متنها.

كما انطلقت مظاهرات ليلية في عدد من المدن الأوروبية تنديدا باختطاف إسرائيل سفن الأسطول التي تحمل مواد إغاثية نحو غزة، أبرزها في برشلونة وإسطنبول وبرلين وأثينا وباريس.

وتظاهر العشرات أمام السفارة الأميركية في نواكشوط عاصمة موريتانيا استنكارًا لهجوم البحرية الإسرائيلية على أسطول الصمود لكسر الحصار عن قطاع غزة.

كما تظاهر المئات في تونس تنديدا باعتداء البحرية الإسرائيلية على أسطول الصمود.

النقابات العمالية الإيطالية تعلن إضراباً شاملاً

وأعلنت نقابات عمالية في إيطاليا، إضرابا شاملا، الجمعة، احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي على أسطول الصمود العالمي، وللتضامن مع ركابه ممن تحتجزهم إسرائيل.
وأعلن “الاتحاد العام للعمل الإيطالي”، في بيان، عن تنظيم إضراب شامل، الجمعة، وذلك “للتضامن مع أسطول الصمود العالمي ومع غزة والقيم الدستورية”.

وأضاف بيان أكبر اتحاد عمالي في إيطاليا، أن الهجوم على سفن مدنية يوجد على متنها مواطنون إيطاليون “حادث خطير للغاية”.

وتابع: هذا ليس مجرد جريمة ضد أشخاص عاجزين، بل جريمة خطيرة ترتكبها أيضا حكومة إيطاليا بحق عمال إيطاليين، إذ تخلي مسؤوليتها عنهم وتتركهم في المياه الدولية بشكل يخالف المبادئ الدستورية.

كما أعلنت نقابتا عمال المعادن “FIOM” و”USB” الإيطاليتين، أنهما ستدعمان قرار الإضراب العام الذي أعلن عنه “الاتحاد العام للعمل الإيطالي”.

فرنسا تدعو إلى ضمان أمن المشاركين في أسطول الصمود

بدورها، دعت فرنسا، سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى ضمان أمن المشاركين في أسطول الصمود العالمي وضمان حقهم في الحماية القنصلية.

وحثت الخارجية الفرنسية المشاركين في الأسطول على “تسليم المساعدات الإنسانية التي ينقلونها إلى المنظمات الإنسانية في غزة لكي تقوم بإيصالها بأمان”.

ألبانيز: عار على الحكومات الغربية

من جهتها، قالت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، إن اختطاف إسرائيل لنشطاء أسطول الصمود العالمي غير قانوني.

وأضافت ألبانيز في تغريدة لها على منصة إكس: “العار على الحكومات الغربية في المقام الأول، وعلى تواطئها”.

الخارجية الأيرلندية

 كما أصدرت وزارة الخارجية الإيرلندية، بياناً، أكدت فيه أنها على علم باعتراض إسرائيل لأسطول الصمود العالمي، وأنها تتواصل مع رعاياها الموجودين على متن السفن.
وقالت الوزارة: “المواطنون الإيرلنديون لا يزالون أولويتنا”. وأوضحت أن سفارة إيرلندا لدى تل أبيب، على تواصل مع السلطات المعنية بالتنسيق مع الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي التي لديها مواطنون متضررون من الحادثة.

مدريد تشكل “وحدة مراقبة” عقب هجوم إسرائيل على أسطول الصمود

من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية، مساء الأربعاء، عن تشكيل “وحدة مراقبة دائمة” تابعة لها على خلفية الهجوم الإسرائيلي على أسطول الصمود العالمي، بعد اقترابه من سواحل غزة.

ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية (EFE) عن مصادر دبلوماسية، قولها إن الوحدة التي أنشأتها وزارة الخارجية لمتابعة الأسطول تضم السفير الإسباني لدى تل أبيب، الذي استُدعي قبل أسابيع إلى مدريد للتشاور.

وأوضحت الوكالة أن السفير تواصل مع وزارة الخارجية الإسرائيلية وبعثة الاتحاد الأوروبي في تل أبيب على خلفية الهجوم على الأسطول.

وذكرت المصادر، أن الهدف الأساسي من هذا التحرك هو الحصول على معلومات حول المواطنين الإسبان المشاركين في الأسطول وضمان حمايتهم الدبلوماسية والقنصلية بالكامل.

ولفتت إلى أن القنصليات الإسبانية في تل أبيب والقدس ونيقوسيا وُضعت في حالة تأهب أيضا. كما أكدت المصادر الدبلوماسية، أن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أجرى اتصالات مع نظرائه في دول أخرى لديها مواطنين على متن سفن الأسطول، لا سيما تركيا وأيرلندا.

من جانبها، وصفت نائبة رئيس الوزراء الإسباني ووزيرة العمل والاقتصاد الاجتماعي يولاندا دياث، عبر حسابها في شركة التواصل الاجتماعي “بلو سكاي”، الهجوم الإسرائيلي على أسطول الصمود بأنه “جريمة مخالفة للقانون الدولي”.

وطالبت دياث، الجانب الإسرائيلي بالإفراج الفوري عن جميع الموقوفين. ودعت الاتحاد الأوروبي إلى قطع علاقاته مع إسرائيل بشكل فوري.

ويضم أسطول الصمود الذي انطلق نهاية أغسطس/آب الماضي من إسبانيا، 44 سفينة على متنها مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من أكثر من 40 دولة.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى