تونس: مقتل مواطن يثير احتجاجات في محافظة القصرين

الجيش يتدخل ورئيس الحكومة يقيل والي القصرين ومعتمد سبيطلة ومسؤولين في الأمن

قرر رئيس وزراء تونس، هشام المشيشي، إقالة والي القصرين ومعتمد سبيطلة ومسؤولي أمن، وذلك على خلفية حالة احتجاجات وغضب التي شهدتها الجهة إثر مقتل مواطن تونسي داخل “كشك” خلال تنفيذ قرار هدم صادر عن السلطات، وتدخل الجيش التونسي، صباح الثلاثاء، لحماية المنشآت في معتمدية سبيطلة من محافظة القصرين بالشمال الغربي للبلاد

وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الرائد محمد زكري تدخل الجيش الوطني لحماية المنشآت العمومية والمؤسسات الحيوية في معتمدية سبيطلة بالتنسيق مع الوحدات الأمنية، مشيرا إلى أن ذلك كان بطلب من السلطات المحلية، وفق تصريح للإعلام المحلي الثلاثاء.

وكانت معتمدية سبيطلة، قد شهدت حاثة أليمة، تمثلت في وفاة شخص داخل كشك بعد قيام بلدية المكان بهدمه فجر الثلاثاء، ولم يتفطن أعوان البلدية إلى وجود كهل داخله، فيما كشفت مصادر إعلامية أن الشخص المتوفى ذهب للمبيت في كشك نجله لحمايته من السرقة.

وأعقبت الحادثة حالة من الاحتقان والغضب في صفوف أهالي المتوفى، حيث أقدموا على غلق الطرقات الفرعية بالمنطقة مع إغلاق المحلات التجارية، كما شهدت المنطقة عمليات كر وفر بين المحتجين وأعوان الأمن، إلى جانب إحراق سيارة تابعة لبلدية المكان .

https://twitter.com/i/status/1315957820437803010

وأفاد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بالقصرين، رياض النويوي، بأن النيابة العمومية أذنت بفتح تحقيق، إثر وفاة مواطن بعد سقوط سقف كشك عليه وهو نائم بداخله أثناء تنفيذ قرارات هدم، وعرض جثة الهالك على الطبيب الشرعي في المستشفى الجهوي.

وأضاف النويوي، في تصريح للإعلام المحلي، أنه سيتم استدعاء جميع الأطراف والاستماع إلى أقوالهم ومقاضاة كل من سيكشف البحث عنهم، وفق قوله.

من جهته، قرر رئيس الحكومة التونسية هشام مشيشي إقالة والي القصرين بعد وفاة مواطن أثناء قيام السلطات بهدم كشك في المنطقة، وهو ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الأهالي وقوات الأمن.

وقال بيان رسمي صادر عن رئاسة الحكومة إنه “على إثر الحادثة الأليمة التي جدّت فجر اليوم الثلاثاء 13 أكتوبر 2020 بمدينة سبيطلة بولاية القصرين والتي أدّت إلى وفاة مواطن إثر تنفيذ قرار هدم لكشك بالجهة، قرّر رئيس الحكومة السيّد هشام مششي ما يلي: إقالة كلّ من والي القصرين ومعتمد سبيطلة، وإعفاء كل من رئيس منطقة الأمن الوطني ورئيس مركز الشرطة البلدية بسبيطلة، وتكليف كلّ من وزيري الدّاخلية والشؤون المحلية بالتحوّل فورا إلى معتمدية سبيطلة لتوفير الإحاطة المادية والمعنوية لعائلة الفقيد.”

وذكر البيان أنه جرى “فتح تحقيق في ظروف وملابسات الحادثة وسيتتمّ موفاة الرّأي العام بنتائجه”.

وكانت وسائل إعلام محلية قد ذكرت أن الحادثة وقعت عندما تدخلت سلطات البلدية في تنفيذ قرار هدم لكشك مخالف، لكن تبين أن صاحبه ويدعي عبد الرزاق الخشناوي  كان نائما بداخله أثناء هدمه، مما عرضه لإصابات خطيرة توفي لاحقا على إثرها.

واندلعت احتجاجات ومواجهات غاضبة في المدينة، لجأت فيها قوات الأمن إلى استخدام الغاز المسيل للدموع في محاولة للسيطرة على الوضع الذي ينذر بمزيد من التوتر.

 

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى