جهود مصرية ل”خفض التصعيد”… وإسرائيل تقصف مواقع فلسطينية في غزة

بالتزامن مع جهود مصرية جارية لخفض التصعيد” في قطاع غزة، بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، واصلت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة وشنت عدة غارات بالطيران الحربي على أهداف فلسطينية.

ونقلت “رويترز” عن مسؤول فلسطيني أن هدنة غزة ستبدأ في الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي (17:00 بتوقيت غرينتش)، فيما كشفت مصادر مصرية مطلعة، الأحد، أن جهوداً تجري لما وصفته بـ”خفض التصعيد” في قطاع غزة.

ووضعت إسرائيل وقف إطلاق الصواريخ من حركة “الجهاد الإسلامي” على أهداف في العمق الإسرائيلي، شرطاً مسبقاً لوقت القصف على أهداف في غزة، فيما أفادت المصادر أن حركة الجهاد الإسلامي تطالب بوقف القصف الإسرائيلي كشرط لوقف إطلاق الصواريخ.

كان مصدر أمني مصري قال لـ”رويترز”، في وقت سابق، إن القاهرة طلبت وقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة 10 مساءً بتوقيت غزة (7 مساءً بتوقيت جرينتش).

وجاء الاقتراح المصري بـ”وقف متزامن لإطلاق النار” في العاشرة مساءً بتوقيت غزة، كحل وسط، فيما لا زالت القاهرة تنتظر موافقة الطرفين.

وأوضحت المصادر في القاهرة، أن فريق الوساطة المصري طالب بالفعل الجانب الإسرائيلي وحركة “الجهاد” بضبط النفس، في انتظار تجاوب حركة الجهاد الإسلامي لتلك الدعوة لوقف التصعيد، على حد ذكر المصادر.

كانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت، في وقت سابق، باستئناف جهود الوساطة لوقف التصعيد في غزة، صباح الأحد، بعد أن وافقت تل أبيب على مقترح مصري لوقف إطلاق النار “لأغراض إنسانية”، في حين أعلن وزير الاستخبارات الإسرائيلي انفتاح تل أبيب على التوصل لاتفاق بشأن الهدنة “إذا وافقت حركة الجهاد”.

ونقل باراك رافيد مراسل موقع “والا” الإسرائيلي في سلسلة تغريدات على تويتر عن مسؤولين إسرائيليين ودبلوماسيين غربيين قولهم، إنّ “مسؤولي المخابرات المصرية ودبلوماسيون بالأمم المتحدة يعملون على وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية في غزة، يستمر عدة ساعات، ويسمح بدخول الوقود إلى محطة توليد الكهرباء اللازمة لتشغيل المستشفيات في قطاع غزة”.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن “الوقود لم يدخل غزة في الأيام الأخيرة بسبب القتال، وهم قلقون من أن تدهور الوضع الإنساني قد يجر حماس إلى القتال”.

وساطة مصرية أممية

وكانت جهود الوساطة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية بدأت مساء السبت.

وذكر المسؤولون الإسرائيليون والدبلوماسيون الغربيون أنّ “وسطاء مصريين وأمميين كانوا على وشك التوصل إلى اتفاق خلال الليل لوقف إطلاق نار يبدأ في الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي (5 صباحاً بتوقيت جرينتش)، الأحد”.

وأشار المسؤولون إلى أنّ المحادثات تعثرت “عندما اعتقدت إسرائيل أن حركة (الجهاد) الفلسطينية كانت تخطط لجولة أخرى من الهجمات في ساعات الصباح. وغدا ذلك واضحاً بعد عدة ساعات عندما أطلقت حركة (الجهاد) عدة صواريخ باتجاه القدس”.

وقال المسؤولون الإسرائيليون والدبلوماسيون الغربيون، حسبما نقل مراسل “والا” إن “جهود الوساطة لوقف التصعيد في غزة، استؤنفت صباح الأحد، وأكدوا استعدادهم لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، معربين عن أملهم في حدوث ذلك في وقت لاحق من الأحد”.

ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن القناة 13 بالتلفزيون الإسرائيلي أنّ هناك موعدين مقترحين لبدء الهدنة، الأول في السادسة صباح غد الاثنين (3 صباحاً بتوقيت جرينتش) والثاني في الثالثة من صباح الثلاثاء، دون أن يتضح أي الموعدين سيتم اختياره.

وفي سياق متصل، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي لم تذكر اسمه التأكيد على وجود “اتصالات” من أجل وقف كامل لإطلاق النار تتوسط فيه مصر أيضاً.

وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن حركة “الجهاد” رفضت مقترحاً مماثلاً، السبت، وأشارت إلى تعليق لمصدر من الحركة أدلى به لقناة “الميادين” التلفزيونية بأن “الآن هو وقت الرد على جرائم الاحتلال”.

تعهد بالانتقام

من جانبه، قال الناطق العسكري باسم “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن السرايا تتعهد بأن تجعل المنطقة المسماه بغلاف غزة مكاناً “غير قابل للحياة”، وذلك بعد القصف الإسرائيلي على أهداف للحركة في القطاع.

وفي وقت سابق، الأحد، قالت سرايا القدس إنها أطلقت عدداً من قذائف الهاون على منطقة نيريم واستهدفت بالهاون أيضا تجمعاً للآليات في أحراش مستوطنة كيسوفيم.

وأعلن الجناج العسكري لحركة “الجهاد”، قصف “نير عوز” برشقة صاروخية، وإطلاق عدداً من قذائف الهاون على موقع “ناحل عوز”.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن 580 صاروخاً أطلق من قطاع غزة صوب إسرائيل منذ بدء العملية العسكرية ضد أهداف في القطاع.

وأشار الجيش إلى أن أكثر من 100 صاروخ منها سقطت وتحطمت داخل الأراضي الفلسطينية، بينما عبر نحو 480 إلى داخل إسرائيل. وأضاف أن منظومة “القبة الحديدية” اعترضت ما يقرب من 200 صاروخ بنسبة نجاح بلغت 96%.

انفتاح إسرائيلي على الهدنة

 وفي وقت سابق الأحد، قال وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، في بيان مشترك مع رئيس الوزراء يائير لبيد، إن العمليات العسكرية في قطاع غزة ستتواصل “حتى استعادة الهدوء والاستقرار”.

وأكد غانتس في البيان أن الجيش الإسرائيلي قتل خالد منصور الذي وصفه بأنه أكبر مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي في غزة، وقائد القطاع الجنوبي.

ونقلت “تايمز أوف إسرائيل” عن وزير الاستخبارات الإسرائيلي إلعازر ستيرن، الأحد، قوله في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن العملية العسكرية ضد حركة “الجهاد” الفلسطينية في غزة ستتواصل “لحين استعادة الهدوء في الجنوب”، لكنه أشار إلى انفتاح تل أبيب على هدنة مع الحركة.

وفي تعليق على تقارير تحدثت عن وساطة مصرية لإعلان هدنة بين الطرفين، قال الوزير: “لقد حققت إسرائيل إنجازات مهمة للغاية في العملية”، مضيفاً: “لو واصلوا إطلاق النار علينا فسنستمر في الرد.. لكن إذا طلبت (الجهاد) عقد اتفاق، فإننا لا نسعى للحرب”.

وفي تل أبيب، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، إن رئيس الحكومة التقى بحضور سكرتيره العسكري اللواء أفي جيل، زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، وأطلعه على أبرز القضايا الأمنية.

احتجاز شحنات وقود

من جانبها، حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة من استمرار إسرائيل في منع إدخال الوقود إلى المستشفيات في قطاع غزة، وطالبت بضغط دولي عليها للسماح بدخول شحنات وقود تقول إنها محتجزة منذ نحو أسبوع.

ونقلت وزارة الصحة الفلسطينية عن الكيلة قولها، إن اتصالات مكثفة تجريها القيادة الفلسطينية مع المؤسسات الدولية والحقوقية للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الهجوم على قطاع غزة وإدخال الوقود والمواد الإنسانية للقطاع.

وعلى نحو مماثل، قال المتحدث باسم الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة: “48 ساعة تفصلنا عن توقف الخدمات الصحية بعد توقف محطة توليد الكهرباء، واستنزاف للكميات المحدودة من الوقود في مولدات المستشفيات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى