جونسون يرحل عن الحكم بسلسة من الفضائح والاستقالات

روسيا "فلندع للبريطانيين أنفسهم تقييم عمل حكوماتهم"

بعد سلسلة من الفضائح والاستقالات لنحو 59 وزيراً ونائباً ومسؤولاً في فريقه الحكومي، قدّم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون استقالته من قيادة حزب المحافظين، وبقاءه في منصبه إلى حين اختيار قيادة جديدة، فيما علقت روسيا على خبر الاستقالة قائلة إن الشعب البريطاني هو من يقيِم عمل حكومته.

وأضاف جونسون في كلمة، اليوم الخميس، أنه “حزين لترك أفضل وظيفة في العالم”، على حد تعبيره، معدداً إنجازات حكومته من بريكسيت إلى مواجهة روسيا، موضحاً أن إصراره على البقاء في منصبه، جاء التزاما منه بالوعد الذي قطعه.

استقالات بالجملة

وكان 59 وزيراً ونائباً قدموا استقالاتهم من الحكومة، من بينهم وزير الدولة لشؤون أيرلندا الشمالية، براندون لويس، فضلاً عن وزيرة في “الخزانة” هيلين واتلي، ووزير الدولة لشؤون الأمن والحدود داميان هيندز.

كما قدم وزير الدولة لشؤون المعاشات استقالته اليوم أيضا، إلى جانب جيمس كارتليج، مساعد وزير العدل، وكريس فيليب مساعد وزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والإعلام.

فيما طالب وزير المالية الجديد، ناظم الزهاوي، رئيس الوزراء بالاستقالة، بعد أقل من 48 ساعة من تعيينه أيضا في الحكومة، محذراً من أن الأزمة ستزداد سوءا.

وتعرض ساكن داوننع ستريت لانتقادات شديدة مما تسمى لجنة الاتصال، حيث استجوبه كبار السياسيين بشأن سلوكه السابق، ودوافعه وبعض الفضائح التي شكلت جزءا كبيرا من فترة ولايته، وهزت أركان حكومته، حتى بدأت بالتداعي.

فضائح بالجملة

فقد انتقد العشرات نزاهة جونسون علناً بعد أن اضطر للاعتذار على تعيين مشرع في دور يتعلق بانضباط الحزب، متغاضياً عن أن هذا السياسي كان محور شكاوى تتعلق بسوء سلوك جنسي.

كما ضربت فضيحة الحفلات المعروفة باسم “بارتي غيت” بقوة رأس الحكومة البريطانية، حيث تكشفت عدة حفلات أقامها في مكتبه ومقر إقامته في انتهاك صارخ لقوانين الإغلاق الصارمة المتعلقة بكوفيد-19 التي فرضت على مدى أشهر طويلة في البلاد سابقا.

كذلك تعرض حزبه لفضائح جنسية عدة، من تحرش أحد النواب المحافظين بقاصر، مرورا بمشاهدة آخر لأفلام إباحية خلال جلسات تشريعية، وصولاً حتى إلى الاغتصاب!

يشار إلى أن الرجل الخمسيني كان وصل إلى السلطة قبل نحو ثلاث سنوات، ووعد بتحقيق انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإنقاذها من المشاحنات المريرة التي أعقبت الاستفتاء على خروجها من التكتل عام 2016.

ومنذ ذلك الحين، دعم بعض المحافظين بحماس الصحافي السابق ورئيس بلدية لندن بينما أيده آخرون، رغم وجود بعض التحفظات، لأنه كان قادرا على استمالة قطاعات من الناخبين الذين كانوا يرفضون حزبهم عادة. ثم تأكد ذلك لاحقاً في انتخابات ديسمبر كانون الأول 2019.

لكن نهج إدارته القتالي والفوضوي في الحكم في كثير من الأحيان وسلسلة من الفضائح استنفدت رضا العديد من نوابه، دفعت العديد من المؤيدين للتخلي عنه. فقد أظهرت أحدث استطلاعات الرأي أنه لم يعد يحظى بشعبية لدى عامة الشعب.

تعليق روسي على الاستقالة

وفي أول تعليق روسي على استقالة جونسون، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، معلقا على الاستقالة الوشيكة لرئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون إن الشعب البريطاني هو من يقيِم عمل حكومته.
وقال بيسكوف للصحفيين مجيبا على سؤال عما إذا كان من الممكن القول إن استقالة جونسون هي مؤشر لفشل الخطاب المعادي لروسيا، وما إذا كان من الممكن التعويل على اتخاذ الحكومة البريطانية الجديدة موقفا أكثر توازنا: “لا، لا أعتقد أن هذه هي الصياغة الصحيحة للسؤال، هذا ليس فشلا، ولسنا من نقيم خطاب مجلس الوزراء البريطاني. هناك نظام سياسي معقد للغاية ويمكن لأي شخص ليس لديه دعم شعبي أن يقود الحكومة. على ما يبدو، السيد جونسون ينتمي إلى هؤلاء الناس. لذلك، ليس من واجبنا أن نعطي (تقييما)، على أية حال، فلندع للبريطانيين أنفسهم تقييم عمل حكوماتهم”.

يذكر أن وسائل إعلام بريطانية، أفادت اليوم الخميس، أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يتنحى من منصبه.

وأفادت قناة “آي تي في” البريطانية بأن رئيس الوزراء بوريس جونسون تنحى من منصبه، فيما أعلنت قناة “بي بي سي” أن جونسون سيعلن عن الاستقالة في الساعات المقبلة.

فيما أشارت صحيفة أن جونسون وافق على الاستقالة، لكنه يريد البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى انتخاب زعيم حزب المحافظين الجديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى