جونسون يواجه عصيان في حزبه بسبب رفض عزل أحد مستشاريه

وحزب العمال يتهمه باحتقار البريطانيين

اتهم زعيم حزب العمال البريطاني المعارض الرئيسي، كير ستارمر، رئيس الوزارء البريطاني بوريس جونسون بأنه “عامل الشعب البريطاني باحتقار” برفضه إقالة دومينيك كامينغز، وأضاف: “قاعدة واحدة لدومينيك كامينغز، وقاعدة للجميع”.

ويواجه رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، عصيانا في صفوف حزبه، وغضبا في مختلف أنحاء بلاده، لرفضه عزل أقرب مساعديه دومينيك كامينغز المتهم بمخالفة قيود مفروضة بسبب فيروس كورونا.

ودافع جونسون عن واحد من أقوى الشخصيات السياسية في بريطانيا وقال: “كامينغز تصرف انطلاقا من إحساس بالمسؤولية والتزاما بالقانون وبنزاهة عندما قاد سيارته من لندن إلى شمال إنجلترا مع ابنه وزوجته المصابة بكورونا”.

وتصدر السؤال: “على أي كوكب يعيشان؟” الصفحة الأولى في “ديلي ميل”، وقال بيت برودبنت أسقف ويليسدن: “جونسون أصبح نسخة كاملة من دونالد ترامب (في إشارة إلى الرئيس الأمريكي)”.

وتأتي بريطانيا على رأس الدول الأوروبية من حيث عدد الوفيات بسبب كورونا إذ يبلغ عدد المتوفين حوالي 43 ألفا، كما تتعرض الحكومة لانتقادات لأسلوب إدارتها للجائحة.

من جهتهم، قال أعضاء في البرلمان من حزب المحافظين إنهم “تلقوا اتصالات من ناخبين غاضبين في دوائرهم بعد أن قدموا تضحيات خلال فترة الإغلاق بما فيها الابتعاد عن أقارب في النزع الأخير”.

وقالت رئاسة الوزراء إن كامينغز قام بالرحلة إلى بيت والديه لضمان حصول ابنه البالغ من العمر أربع سنوات على الرعاية إذا أصيب مثل زوجته بالمرض.

وعلى النقيض من كامينغز استقال أكبر مسؤول طبي وأحد كبار المسؤولين عن مكافحة الأوبئة في اسكتلندا، بعد اعترافهما بمخالفة قواعد الإغلاق.

دومينيك كامينغز، شخصية محبوبة ومذمومة في أن واحد بالمملكة المتحدة لدوره في استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو الآن في قلب فضيحة سياسية حول دوره في خرق قواعد الإغلاق الخاصة بوباء كوفيد-19.

إن تأثير كامينغز على جونسون وانتقاداته للوظيف العمومي وهجومه على وسائل الإعلام وتكتيكاته خلال استفتاء العام 2016، جعلته أحد أكثر الشخصيات السياسية إثارة للجدل في المملكة المتحدة.

ولد كامينغز في العام 1971 وكان والده يشرف على مشروع منصة نفطية، بينما تشغل والدته منصب معلمة لذوي الاحتياجات الخاصة في دورهام، وتلقى تعليمه في جامعة أكسفورد حيث درس التاريخ القديم والحديث.

وبعد قضائه لفترة ثلاث سنوات في روسيا، عمل خلالها على إطلاق شركة طيران فاشلة، عاد إلى بلاده وقام بأول تجربة له في عالم السياسة.

يعتبر من أبرز المشككين في الاتحاد الأوروبي، وقد تم تعيينه كمدير حملة من قبل مجموعة “الأعمال للجنيه الإسترليني” التي عارضت اعتماد المملكة المتحدة لعملة اليورو. وبدأ أيضا عمله كمستشار لأبرز وجوه الحزب المحافظ، بدءًا بوزير الظل آنذاك إيان دنكان سميث في العام 1999.

بعد أربع سنوات، وصف زعيم المحافظين آنذاك بأنه “غير كفء” في مقال رأي لاذع نشرته صحيفة “تلغراف”، ودعا إلى إقالته.

خاض تجربة حملة استفتاء أولى في العام 2004 عندما عارض إنشاء جمعية إقليمية منتخبة في شمال شرق مسقط رأسه. ولتوضيح وجهة نظره، تنقلت حملة “شمال شرق يقول لا” مع بالون منفوخ على شكل فيل أبيض.

منذ العام 2007 عمل كمستشار لمايكل غوف الذي أصبح، في العام 2010 وزيرا للتعليم عند وصول المحافظين إلى السلطة. وقد استمر في تقديم المشورة له حتى العام 2014 مما جعل عدد أصدقائه في الوظيف العمومي ونقابات المعلمين يتقلص.

لكن اسمه أصبح مألوفا منذ العام 2015 باعتباره العقل المدبر لحملة “صوتوا من أجل الخروج”. ويعود الفضل في ذلك إلى اعتماد كامينغز شعار “استعادة السيطرة” والفكرة المثيرة للجدل والتي مفادها أنّ مغادرة الاتحاد الأوروبي ستساهم في استثمار 350 مليون جنيه إسترليني إضافي في خدمة الصحة الوطنية.

وتحولت الحملة نفسها إلى موضوع مسلسل تلفزيوني “خروج بريطانيا: الحرب غير المدنية” حيث تم تجسيد كامينغز من قبل بنديكت كومبرباتش.

معسكر “مغادرة الاتحاد الأوروبي” الذي فاز في الاستفتاء، انتهك قانون الانتخابات بشأن حدود الإنفاق في 2018 مع إصدار اللجنة الانتخابية لغرامة مالية بقيمة 61 جنيه إسترليني أي ما يعادل 68.300 يورو.

كما وجه له اتهام بازدراء البرلمان لرفضه المثول أمام لجنة تحقيق في “أنباء وهمية”. ومنذ أن أصبح جونسون في داونينغ ستريت، احتل كامينغز صفحات الجرائد البريطانية منذ نشره لإعلان توظيف على مدونته الشخصية داعيا “غرباء الأطوار وأشخاص دون مهارات ” للانضمام إلى الحكومة.

وقالت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجون: رغم أنه “من الصعب فقدان مستشار موثوق به في ذروة الأزمة”، فإن “نزاهة النصائح الحيوية للصحة العامة” يجب أن تأتي أولا.

وأضافت ستورجون أن هذا الحكم توصلت إليه كاثرين كالديروود. ويجب على رئيس الوزراء وكامينغز ان يحذوان حذوها”.

واستقالت كالديروود من منصبها كرئيسة طبية في اسكتلندا الشهر الماضي بعد أن قامت هي وعائلتها بزيارة منزلهم الثاني في عطلات نهاية الأسبوع بالرغم منإجراءات الحجز التي تمّ اعتمادها.

وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة “يوغوف” شارك فيه 3700 شخص، دعا 52 في المائة من المشاركين إلى استقالة كامينغز بينما أعرب 28 في المائة عن رغبتهم في بقاء كامينغز في منصبه.

الاوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى