حراك أمريكي مكثّف لإنجاح وقف إطلاق النار في قطاع غزة
ترامب ينفي أن يكون طلب من إسرائيل العودة للقتال

على وقع حراكاً أميركياً مكثّف لإنجاح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتخاذ واشنطن خطوات عديدة للحفاظ على وقف إطلاق النار في القطاع، نافياً أن يكون طلب من إسرائيل العودة للقتال.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض إنه حقق السلام في الشرق الأوسط للمرة الأولى على الإطلاق وتم إبرام صفقة مع حماس،
وأضاف أنها “ستتصرف بموجبها بشكل جيد، وسيكونون لطفاء، وإذا لم يفعلوا ذلك سنذهب وسنقضي عليهم إذا اضطررنا لذلك، وهم يعرفون ذلك”، مؤكدا أن “إسرائيل مستعدة لمعالجة وضع حماس” إذا أراد هو ذلك، على حسب قزله.
الحراك الأمريكي يظهر من خلال عدة مشاهد، أولها وصول متوقع اليوم الثلاثاء لنائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إلى إسرائيل.
مباحثات دي فانس في إسرائيل
ومن المتوقع أن تتركز مباحثات دي فانس في إسرائيل على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث من المقرر أن يلتقي بالفاشي نتنياهو.
وكان من المقرر أن يزور نائب الرئيس الأميركي قطاع غزة كذلك، لكن الأمر لن يحدث بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، لأسباب أمنية.
وسيكتفي نائب ترامب بمتابعة الأوضاع في غزة عبر طائرة مسيرة تنقل لقطات إلى شاشات خاصة في مقر وزارة الحرب الإسرائيلية، بحسب ما أفاد به موقع “يسرائيل هيوم”.
يذكر أن زيارة دي فانس تتزامن مع وجود مسؤولين أميركيين حاليا في إسرائيل، وهما المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر.
وقد التقى المبعوثان الأميركيان يوم أمس الاثنين رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو.
ويتكوف وكوشنر يحذران نتنياهو
وبحسب “القناة 12” الإسرائيلية، فقد حذر ويتكوف وكوشنر نتنياهو من تعريض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة للخطر.
وكانت الرسالة حازمة من ويتكوف وكوشنر لنتنياهو، بحسب القناة الإسرائيلية، وكان مفادها: “إسرائيل يمكنها فقط الدفاع عن نفسها دون تهديد الاتفاق”.
أما الصحافة الأميركية، فذكرت أن هناك قلقا متزايدا لدى المبعوثين الأميركيين، بل وفي إدارة ترامب كلها.
الاتفاق معرض لخطر الانهيار
فقد أقر كوشنر وويتكوف بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تفاوضا عليه معرض لخطر الانهيار، بحسب ما ذكره مسؤول أميركي كبير في البيت الأبيض لصحيفة “نيويورك تايمز” New York Times.
لذا فإن الثلاثي دي فانس وويتكوف وكوشنر مكلفون بمهمة واحدة أساسية، وهي منع نتنياهو من استئناف هجوم شامل على حماس، وفق ما أكده مسؤولون أميركيون لـ”نيويورك تايمز”.
وأضاف المسؤولون الأميركيون أيضاً أن ترامب يعتقد أن قادة حماس على استعداد لمواصلة المفاوضات بحسن نية، وأن الهجوم على الجنود الإسرائيليين نفذه “عنصر هامشي من الحركة”، بحسب تعبيره.
حماس ملتزمة بالاتفاق
في المقابل، أكد القيادي في حركة حماس ورئيس الوفد المفاوض الموجود في القاهرة، خليل الحية، عزم الحركة على تنفيذ اتفاق غزة بشكل كامل، عبر تسليم جميع الجثامين وفق الاتفاق رغم الصعوبات ونقص المعدات المتوفرة للعثور عليهم.
وأضاف الحية أن الإرادة الدولية برعاية ترامب هي الضامن لإنجاز اتفاق السلام.
إلى ذلك، وصل أيضاً نحو 200 جندي أميركي إلى إسرائيل، للبدء بإنشاء مركز تنسيق مدني عسكري، لمراقبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، حسبما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” Wall Street Journal، عن متحدث باسم البنتاغون.
وبحسب الصحيفة، سيشرف قائد القيادة المركزية الأميركية على عمليات إنشاء المركز، الذي من المتوقع أن يجمع معلومات آنية عن الوضع في غزة من عدة مصادر، منها المسيرات والمنظمات الدولية.