حفتر يتوعد “المستعمر التركي” بالطرد من الأراضي الليبية

تجدد المظاهرات في طرابلس ضد حكومة السراج

توعد قائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، اليوم الأحد، “المستعمر التركي” بالتصدي له وطرد مرتزقته من الأراضي الليبية، موضحاً أن الشعب الليبي لم ير منه سوى القتل والشر والجباية خلال 300 عام من الاحتلال التركي.

وقال حفتر: أن الشعب الليبي قادر على تلقين الغازي التركي درسا كبيرا، مشيرا إلى أن قوات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان جاءت إلى ليبيا للبحث عن موروث أجدادها والتي ستواجه بالرصاص.

وفي كلمة أمام إحدى كتائب الجيش الليبي، قال حفتر “إن هذا المعتوه (أردوغان)  جاء للمرة الثانية ليقول أنه يبحث عن موروث أجداده، ونحن نقول له موروث أجدادِك سنترجمه لك بالرصاص”.

وأكد حفتر أن الشعب الليبي لن يقبل بالاستعمار مرة ثانية الذي ذاق منه النهب والسلب مؤكدا أن الجيش سيواصل الدفاع عن الوطن من المعتدين.

من ناحية ثانية، تظاهر مجدداّ، الأحد، مئات الليبيين في العاصمة طرابلس، تنديداً بانتشار المرتزقة وتعريض حياة المواطنين الليبين للخطر على أيدى الميليشيات المسلحة والمرتزقة الذين أرسلهم النظام التركي إلى البلاد، بعد ارتكاب الميليشيات لعمليات سرقة ونهب وابتزاز بحق المواطنين.

وكما ندد المتظاهرون بقصور حكومة السراج عن تقديم الخدمات العامة في العاصمة التي تعاني ترديا يوصف بالمهول في الخدمات العامة، وتواصل انقطاع الكهرباء لمدة تزيد عن 16 ساعة في بعض الأحيان، وسط تساؤلات حول سبب هذا “التعثر” رغم وجود موارد مالية مهمة.

من جهة أخرى، كشفت مصادر عسكرية ليبية عن تصاعد في حدة الخلافات بين المرتزقة السوريين من جهة ومليشيات حكومة السراج غير الدستورية من جهة أخرى، وسط مخاوف من كارثة إنسانية حال اندلاع نزاع مسلح بينهما.

وتقدر أعداد المرتزقة السوريين بنحو 17 ألفا في مواجهة 10 مليشيات بعدتها وعتادها ما ينذر بمجزرة بين الفصائل المختلفة التي يفترض أنها تعمل جميعا لصالح السراج.

بداية الاحتقان كان مع خروج الجيش الليبي من محيط العاصمة احتراما للتعهدات الدولية وإنجاحا لمساعي التفاوض للوصول إلى حل سلمي للأزمة.

وحينها بدأت تظهر الفوارق المنهجية بين التنظيمات المتطرفة والمليشيات في ليبيا، خاصة تلك المنتمية للقاعدة وداعش في مقابل مليشيات الارتزاق والجريمة.

وتفاقم الخلاف بسبب رواتب المرتزقة التي تتخطى أحيانا 2000 دولار لكل فرد، وهو مبلغ كبير في مقابل ما يتلقاه عامة عناصر المليشيات، ما أدى لنقاشات تحولت أحيانا لشجارات وإطلاق الرصاص في الهواء مثل ما حدث في حي صلاح الدين، خاصة مع اتهام كل طرف للآخر بالتخلي عن بلده والبحث عن الارتزاق.

وبدأ الدخان يتسرب من النيران الخفية إذ اقتربوا من جرائم أخلاقية، بعد تقدم المرتزقة إلى مناطق النازحين، وتمشيط منازل المدنيين والتصوير داخل غرف النوم ومنع العائدين، وأشياء أخرى لا تتناسب مع طبيعة الليبي ولو كان منتميا لإحدى المليشيات.

ومؤخرا أظهر عدد كبير من المرتزقة عدم الاكتراث بعادات وتقاليد الليبيين وخرجوا في مقاطع مصورة من غرف نوم منازل مواطنين في ليبيا يتباهون برواتبهم وبمقدرتهم على شراء المخدرات، ما أدى للاحتقان الذي ظهر بوضوح عبر مواقع التواصل الاجتماعي وانتقل إلى صدامات داخل العاصمة، ما دفع تركيا لنقل كمية كبيرة منهم خارج المناطق السكنية خاصة باتجاه محاور شرق مصراتة بوقرين والهيشة والقداحية وغيرها.

ورغم ذلك فقد أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، في وقت سابق، وجود توتر واضح بين قادة مجموعات المرتزقة السوريين في ليبيا والجماعات المتطرفة الأخرى وصلت إلى عمليات تصفية، ورصد مقتل عدد منهم بأسلحة كاتمة للصوت.

وأمس السبت ألقت مليشيا من الملثمين، يرجح تبعيتهم لوزارة داخلية حكومة السراج، القبض على عناصر من المرتزقة التشاديين والسوريين بعد شكاوى مواطنين ليبيين بتعرض منازلهم لعمليات سطو ما تسبب في تزايد الاحتقان

ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان أعداد المرتزقة الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا بــ17 ألفًا، لدعم المليشيات.

ويخشى الليبيون من التأثير المتزايد لانتشار المرتزقة السوريين على تغيير الوعي الديني لليبيين وانتشار الفكر التكفيري المتطرف، وعودة التنظيمات الإرهابية إلى المدن غربي البلاد، خاصة أن غالبيتهم ينتمون لتنظيمات متشددة أبرزها داعش والقاعدة وجبهة النصرة وحراس الدين. 

كما انتشرت جرائم الخطف والسرقة وتخريب معالم المدينة الأثرية والتعدي على المال الخاص والعام، وإعدامات ميدانية ضد عناصر الأمن ما يعد وفقا للقوانين الدولية جرائم حرب.

ويأتي هذا الصراع بالتوازي مع ما تشهده طرابلس منذ فترة من معارك مكتومة بين فايز السراج وفتحي باشأغا فيما يبدو أنه صراع على النفوذ داخل الحكومة المسيطرة على طرابلس، حسب مراقبين، خاصة بعد مقتل عبد القادر التهامي، رئيس مخابرات حكومة السراج على يد المليشيات.

من جهته، أوضح مدير التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب، فيتصريحات صحافية أن الصراعات بين الميليشيات في طرابلس نابعة من رغبة كل طرف منهم في السيطرة على عملية صنع القرار أو نتيجة الاختلافات الآيدولوجية.

وكشف المحجوب عن نية أنقرة إقامة منطقة خضراء داخل العاصمة الليبية طرابلس، وهو الأمر الذي بدأ يثير حفيظة وقلق المواطنين الليبيين في طرابلس.

وأشار إلى أن الأتراك يقومون بتدريب المرتزقة السوريين في طرابلس، عوضا عن تدريب قوات ليبية، وسط تقارير عن استمرار قدوم المسلحين من سوريا عن طريق تركيا.

 

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى