حقوقيون سوريون يطالبون بمحاسبة أنقرة على رعايتها للفصائل الإرهابية

وإدراج الائتلاف السوري على لائحة الإرهاب الدولي

اتهم نشطاء حقوقيون في شمال سوريا، في بيان مشترك، ما يسمى بـ”الائتلاف السوري الموالي للنظام التركي” بأنه يمثل مظلة سياسية للإرهابيين ومجرمي الحرب.

وطالب النشطاء بمحاسبة أنقرة على رعايتها للإرهاب بالمنطقة وإدراج الائتلاف السوري على لائحة الإرهاب الدولي.

يأتي هذا فيما كشفت تقارير إعلامية عن علاقات  قوية تربط حاتم أبو شقرا قائد ميليشيا “أحرار الشرقية” مع مسؤولين كبار في النظام التركي وعلى رأسهم رئيس النظام رجب طيب إردوغان، الذي التقاه في اجتماع جرى في أبريل 2018، إلى جانب قيادات من الفصائل الإرهابية الموالية لأنقرة.

مطالبات الناشطون تأتي بعد استضافة ما يعرف بالائتلاف السوري لأبو شقرا زعيم ميليشيا أحرار الشرقية الموالي لتركيا والمعروف بـ”قاتل الكرديات والإيزيديات“.

وكشف النشطاء أن “الائتلاف السوري” الموالي لأنقرة استقبل الإرهابي أحمد حسان فياض الهايس المعروف باسم حاتم أبو شقرا في مكتبه المفتتح مؤخرا  بمدينة إعزاز شمال سوريا وهو ما يجعله مظلة سياسية للإرهابين خاصة وأن بعض الدول تتعامل مع هذا الائتلاف على أنه يمثل بعض السوريين.

ووفقا للنشطاء، فقد أشرف أبو شقرا شخصياً على عملية الإعدام الميدانية للسياسية الكردية والرئيسة المشتركة لحزب سوريا المستقبل “هفرين خلف” واثنين من مرافقيها في  العام 2019 بالقرب من قرية “الارتوازية “الواقعة على الطريق الدولي السريع M4 شمال الرقة ضمن العملية الارهابية التي قامت بها تركيا في شمال سوريا تحت اسم (نبع السلام).

ويرى إبراهيم شيخو مسؤول منظمة حقوق الإنسان في عفرين أن الائتلاف السوري شريك الفصائل الإرهابية في الجرائم، فهو المظلة السياسية لتلك المجموعات الإرهابية وداعم  لها.

وقال شيخو لوسائل الإعلام: إن الائتلاف متورط في الجرائم المشينة بحق المدنيين من عمليات قتل ونهب وسلب وخطف واغتصاب النساء وطلب الفدية، وذلك بضوء أخضر ترك.

وأضاف: “لازالت تلك الفصائل والميليشيات ماضية في انتهاكاتها اليومية فعلى، المجتمع الدولي محاسبة النظام التركي أولاً، لأنها هي التي جلبت كل هذا الإرهاب إلى المنطقة، ومحاسبة الجناة الملطخة ايديهم بالجرائم اليومية التي يعيشها المدنيون في كل الأماكن التي سيطرت عليها تركيا وحولتها لبؤر إرهاب”.

وإلى جانب احتجاز أبو شقرا للعوائل الإيزيدية في عفرين، وارتكاب جرائم قتل واغتصاب واعتقال وخطف بدعوى الانتقام، وجرائم حرب، واعتداءات بحق المدنيين الكرد فقد كان للايزيديات اللواتي خطفهن داعش من قضاء شنكال في العراق نصيبهم في جعبة أبو شقرا المتخمة بالدم .

وكشف الناشط الايزيدي علي خانصوري عن احتجاز أبو شقرا لعشرات الايزيديات من العراق، وتاجر في المختطفين واستعبدهم، خلال تواجد فصيله ضمن تنظيم داعش في ديرالزور والرقة.

 الخانصوري الذي حرر عشرات الايزيديات تحدث عن احتجاز أبو شقرا لمجموعة نساء وأطفال ايزيديين نقلهم إلى عفرين وإعزاز بعد خلاف نشب بينه وبين أحد مسؤولي داعش كان يدعى سلمان الجزراوي”.

بات التعامل مع المنظمات الكردية التهمة التي يحتجز بها أبو شقرا ضحاياه من الأكراد خلف قضبان سجونه في عفرين ورأس العين وتل أبيض من معتقلات الجحيم، كما يصفها الناجون منها.

سردار اسم مستعار لشاب من عفرين احتجز خلف بوابات سجون الشرقية قرابة عام، تحدث عن صنوف التعذيب التي استخدمها تجمع أحرار الشرقية ضد المعتقلين لعل أهونها كان “قلع الأظافر والحرق بالزيت”.

يقول سردار: “التجاوزات وحوادث القتل أو الاعتداء  وضرب المدنيين وتمريغ كراماتهم بالوحل أصبحت من الأمور المعتادة لدى أحرار الشرقية، ففي مدينة عفرين يخططون لخطف الفتيات الصغيرات وزجهن في سجونه واغتصابهن، وابتزاز عوائلهن ماديا لمبالغ تصل الى 10 آلاف دولار، وبعد دفع الفدية وتسليم الفتيات لذويهن يعود الفصيل لاختطافهن مرة أخرى وطلب فدية جديدة مما يدفع بالعوائل المتبقية الفرار من عفرين عبر مهربين يطالبوهم بدورهم بمبالغ كبيرة “.

تقارير حقوقية تحدثت عن خطف فصيل أحرار الشرقية لـ 200 شخص من المدنيين الكرد في عفرين وطلب فدية مالية، بينما احتجز  بداية احتلال مدينة رأس العين العام الماضي 150 مدني كان غالبيتهم من المارين على طريق ( M4)  ومن اهالي القرى المحيطة  والفارين من هول المعارك هناك ولازال مصيرهم مجهولاً لليوم.

 انتشر مقطع فيديو لمنتسبة عراقية لتنظيم داعش الإرهابي على منصات التواصل الاجتماعي وهي تهدد حاتم أبو شقرا بعد تهريب الأخير لها ولعائلتها إلى تركيا فيما رفض الأخير، تهريب زوجها المنتسب للتنظيم المتطرف حسبما تحدثت الداعشية ، وأنه قيادي بارز في تنظيم داعش رغم انها دفعت لأبو شقرا مبلغ 50 ألف دولار لقاء إخراج زوجها من مدينة دير الزور الى تركيا.

وفي السياق، قال الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب  صلاح تميمي لوسائل الإعلام: “هرب أبو شقرا قياديين من الصف الأول من تنظيم داعش، كماجد سليمان العيد الملقب بأبو فاطمة شنان، مسؤول الحواجز لقطاع الشمالي لداعش بمدينة دير الزور إلى تركيا بمبلغ  75 ألف دولار، بينما هرب كاسر الحدادي أبرز القيادات في دير الزور والذي لازالت صورته ماثلة في اذهان مدنيي دير الزور بسبب الجرائم التي ارتكبها بحقهم،  وبمقابل 100ألف دولار استلمها أبو شقرا  دخل الحدادي  إلى الأراضي التركية”.

 

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى