حكومة السراج تدعو واشنطن إلى إقامة قاعدة عسكرية في طرابلس

بعد استدعاء عسكريين أتراك إلى ليبيا لدعم مليشيا الإخوان، دعت ما يعرف بحكومة السراج الولايات المتحدة الأمريكية، إقامة قاعدة عسكرية لها في طرابلس.

يأتي ذلك في الوقت الذي تفكر فيه الولايات المتحدة بسحب قواتها أفريكوم من أفريقيا.

ودعا فتحي باشا أغا وزير الداخلية في حكومة السراج بطرابلس، الولايات المتحدة إلى إقامة قاعدة عسكرية على الأراضي الليبية.

وقال باشا أغا، في حوار مع وكالة بلومبيرج الأمريكية، إن حكومته اقترحت استضافة قاعدة عسكرية للولايات المتحدة، بعد أن وضع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبير خططاً لتقليص الوجود العسكري في القارة وإعادة تركيز عمليات النشر عالمياً على مواجهة روسيا والصين.

وتابع وزير داخلية حكومة السراج، في توضيح مزايا إقامة قاعدة أمريكية بطرابلس قائلاً: “إن ليبيا مهمة في البحر المتوسط، فهي تمتلك ثروة نفطية وساحلاً يبلغ طوله 1900 كيلومتر وموانئ تتيح لروسيا أن تنظر إليها كبوابة لأفريقيا”.

وأكد أن حكومته لن تمانع حال طلبت الولايات المتحدة افتتاح قاعدة عسكرية، لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة وإبقاء الدول الأجنبية التي تتدخل عن بعد، قائلاً: “إن القاعدة الأمريكية ستؤدي إلى الاستقرار”.

وفي أواخر شهر يناير، قال إسبر إن الولايات المتحدة لن تسحب جميع قواتها من أفريقيا، لكنه أقر بأن المراجعة جارية لمراعاة الاستراتيجية الجديدة التي تجعل مواجهة روسيا والصين هي الأولوية.

وأثارت خطة وزير الدفاع الأمريكي لسحب القوات من أفريقيا انتقادات في الكونغرس، وتنشر الولايات المتحدة حوالي 6000 جندي في القارة السمراء، بمن فيهم حرس المنشآت الدبلوماسية، وفقاً لمسؤول دفاعي.

واعتبر خبراء ليبيون أن الخطوة تأتي في إطار سعي التنظيم الإرهابي لاستغلال التناقضات بين القوى الدولية المتداخلة مع الأزمة الليبية لضمان بقائها لفترة أطول في المشهد السياسي.

وأشار الخبراء إلى أن هذه التناقضات الدولية بدأت منذ فترة وظهرت في التراشق بين أمريكا وروسيا، ديسمبر/كانون الأول الماضي، على خلفية الأزمة الليبية.

وقال المحلل السياسي الليبي عبدالحكيم معتوق إن “تصريحات باشا أغا التي لا تمانع طلبت الولايات المتحدة، يدرك تماماً أن أمريكا لن تطلب من حكومة السراج مثل هذا الطلب، فهي ليست في حاجة إليه وطائراتها تنفذ الضربات بالتنسيق مع القيادة العسكرية في الوقت والمكان الذي ترتأيه على التنظيمات الإرهابية”.

وتابع إن ما صرح به باشا أغا ليس إلا “نوعاً من المغازلة بلا معنى، وهو يحاول أن يكسب الموقف الأمريكي بأي شيء إلا أن عرضه بلا أي تأثير، وأنهم لن يستمعوا له من الأساس”.

وأضاف أن “الولايات المتحدة تحافظ على غموضها من الوضع الليبي، وفي الوقت نفسه تستمر في المناكفة مع روسيا وتحاول ألا تجعل لروسيا أي موضع قدم”.

وشدد معتوق على أن “قدر الجيش الوطني (الليبي) وحده أن يواجه الجماعات المتطرفة والتكفيرية، وأن القبائل والقوى الوطنية من جانبها اتخذت مواقف لدعمها، وسط ضعف المنظومتين العربية والأفريقية، وإدارة المنظومة الدولية للأزمة وليس حلها”.

وفي الإطار نفسه أكد عبدالله الخفيفي المحلل السياسي الليبي، أن باشا أغا يحاول استمالة الولايات المتحدة بسبب غموض موقفها من تحركات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإرسال المرتزقة والإرهابيين إلى ليبيا.

وتابع، أن تركيا صارت الحاكم الفعلي لطرابلس، وأن أردوغان يستدعي السراج للقائه وهو من يختار له دبلوماسييه في الخارج.

ونوه بأن تنظيم الإخوان الإرهابي بتخطيط تركي، يستغل التناقضات الدولية أو صناعة أزمات بين قوى كبرى حتى تستطيع الجماعة البقاء لأطول فترة ممكنة في ظل فوضى مسلحة وصدامات التي تعد بيئة خصبة لاستمرارها.

وفي أعقاب زيارة لوفد من حكومة السراج إلى أمريكا، أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حدث تراشق بين واشنطن وموسكو حول الملف الليبي.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية حينها إن “واشنطن تؤكد دعم سيادة ليبيا وسلامة أراضيها في وجه محاولات روسيا لاستغلال الصراع بما يتعارض مع إرادة الشعب الليبي”.
بيان الخارجية الأمريكية شديد اللهجة، جاء عقب زيارة لأمريكا قام بها وزيرا الخارجية والداخلية في حكومة السراج، التقيا خلالها عدداً من أعضاء وكالات محلية أمريكية خلال اجتماع عقد تحت عنوان “تنسيق أمني أمريكي-ليبي”.
في المقابل نفى نائب رئيس اللجنة الدولية بمجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا للبرلمان) فلاديمير جاباروف ما ورد في البيان الأمريكي، قائلاً في تصريحات صحفية إن “محاولات اتهام روسيا باستخدام النزاع في ليبيا لمصالحها لا أساس لها من الصحة”، نافياً وجود قوات روسية في ليبيا.

العميد خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، أكد في تصريحات سابقة أن روسيا تملك قدرة وقراراً دولياً مؤثراً في إنهاء دور الإخوان الإرهابيين والحد من مخاطرهم، وتسهم بشكل كبير في القضاء على الإرهاب الذي فجرته الجماعة الإرهابية في المنطقة كلها والحد من نفوذها، لذا تتسق محاولة الإخوان مع مخاوفها من فقد آخر معاقلها في ليبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى