خلال اتصال مع ماكرون وميركل… بوتين يؤكد على ضرورة تحييد التهديد الإرهابي في سوريا

تركيا لم تنفذ عددا من التزاماتها الهامة لتسوية الأزمة في إدلب

أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ضرورة اتخاذ خطوات فعالة ضد الإرهابيين في سوريا.

وأعلنت الرئاسة الروسية، في بيان، أن المكالمة الهاتفية بين الزعماء الثلاثة ركزت على “تسوية الأزمة السورية، في سياق الأوضاع المتفاقمة بصورة حادة في إدلب، نتيجة لاعتداءات التشكيلات المتطرفة على القوات الحكومية السورية والمدنيين”.

وأضافت الرئاسة الروسية أنه تمت الإشارة خلال الاتصال، إلى أهمية حماية السكان المدنيين من تبعات تصاعد التوتر الأخير.

وأفاد الكرملين، في بيان، بأن بوتين شدد على ضرورة “تحييد التهديد الإرهابي” في ظل احترام سيادة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها”. من جانب آخر، أعرب كل من ماكرون وميركل عن استعدادهما للإسهام في التخفيف من حدة التوتر شمال غربي سوريا.

وذكر الكرملين أن زعماء الدول الثلاث دعوا إلى التنفيذ التام لوقف إطلاق النار في ليبيا واستئناف الحوار السياسي بين طرفي النزاع في سياق قرارات مؤتمر برلين حول ليبيا.

كما جاء في البيان أن بوتين أعرب لميركل عن تعازيه في ضحايا إطلاق نار وقع في بلدة هاناو الألمانية.

من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، إن ميركل وماكرون اتصلا هاتفيا مع بوتين لبحث الوضع في محافظة إدلب السورية. وقال المتحدث إن زعيمي ألمانيا وفرنسا “طالبا بالوقف الفوري للأعمال القتالية وتوفير وصول تام للمساعدات الإنسانية”.

وبحسب زايبرت، فقد أعرب زعيما ألمانيا وفرنسا عن استعدادهما لإجراء لقاء مشترك مع رئيس النظام التركي من أجل التوصل إلى حل للأزمة بالطرق السياسية.

وشهد الوضع بريف إدلب الجنوبي الشرقي، اليوم الخميس، تصعيدا كبيرا، مع شن مسلحين موالين لأنقرة، وبغطاء نيران المدفعية التركية، هجوما على مواقع الجيش السوري، حيث استطاعوا خرق خطوط دفاعه على مسار قميناس – النيرب.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن مقاتلات روسية من طراز “سو-24” وجهت ضربات ضد المسلحين، ما سمح لقوات الجيش الحكومي إحباط هجومهم.

ودعا المركز الروسي للمصالحة في سوريا (التابع لوزارة الدفاع الروسية)، الجانب التركي إلى التخلي عن تقديم الدعم للإرهابيين وتزويدهم بأسلحة.

وأوردت وزارة الدفاع التركية لاحقا أن جنديين تركيين قتلا وأصيب خمسة آخرون بجروح جراء الغارات الجوية التي نسبتها إلى الطيران السوري.

وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن بلاده لا تنوي الاشتباك مع العسكريين الروس، مؤكدا أن هناك “حوارا جيدا” بين الجانبين على الأرض في إدلب.

وبحسب أكار فإن هدف عمليات الجيش التركي هو قوات “الجيش السوري”، الذي تتهمه أنقرة باستهداف المدنيين في إدلب.

وفي وقت سابق، قال أردوغان إن أنقرة لم تحصل بعد على نتيجة ترضيها أثناء المحادثات الجارية بين تركيا وروسيا بشأن الوضع في إدلب، مؤكدا استعداد بلاده لبدء عملية عسكرية واسعة النطاق لوقف هجوم “النظام السوري” هناك.

وكان أردوغان أكد سابقا أنه طلب من نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، ممارسة الضغط على الرئيس السوري، بشار الأسد، لوقف تقدم قواته إلى ما وراء الخطوط وابتعادها عن نقاط المراقبة التركية هناك.

من جهته، وصف المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، العملية التركية في إدلب بأنها “أسوأ السيناريوهات”.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال إن تركيا لم تنفذ عددا من التزاماتها الهامة لتسوية الأزمة في إدلب، ومن بينها الالتزام بفصل المعارضة المسلحة المعتدلة عن الإرهابيين.

من جانبها، أصرت أنقرة على أنها نفذت كل التزاماتها بشأن إدلب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى