خلال اجتماع في القاهرة: مجلس النواب الليبي يضع خارطة طريق لتسوية الأزمة التي تضرب البلاد

وضع أعضاء مجلس النواب الليبي خارطة طريق لتسوية الأزمة التي تضرب البلاد، واتفقوا خلال اجتماعهم الذي عقد في العاصمة المصرية القاهرة، على تشكيل لجنة للتواصل مع البعثة الأممية، للإعداد لجلسةٍ لمجلس النواب بمدينة غات الليبية أو أي مدينة أخرى، للعمل على مناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية، وكذلك ما يست

ورحب أعضاء مجلس النواب الليبي المجتمعين بالقاهرة بالجهود الدولية، لوضع حل للأزمة الليبية رافضين في ذات الوقت أي تجاوزٍ لمجلس النواب الليبي في وضع حلولٍ عبر جهات وأطراف غير ذي صفة وليست ممثلةً للشعب الليبي.

وشدد النواب على أن أي محاولاتٍ للزجِ بالسلطة القضائية الليبية في العمل السياسي، أمرٌ خطيرٌ يهدد استقرار هذه المؤسسة ومصداقيتها، ويؤدي إلى خللٍ كبيرٍ بمبدأ الفصل بين السلطات.

وأكدوا ضرورة مضاعفة الجهود من أجل الوصول إلى اتفاقٍ لحل الأزمة، مطالبين رئاسة مجلس النواب الليبي بالتواصل مع مختلف الأطراف المحلية والدولية، لتوضيح رؤية المجلس ومناقشة مختلف المبادرات والمقترحات، والعمل على حشد أكبر توافق وطني حول رؤيةٍ موحدة للحل وصولاً لإجراء انتخاباتٍ في أقرب وقت.

وجدد النواب الليبيون شكرهم لجمهورية مصر العربية رئيساً وبرلماناً وحكومةً وشعباً على استضافتها لهذا اللقاء، ودعمها لمؤسسات الدولة الرسمية وعلى رأسها مجلس النواب.

واجتمع 90 نائباً من أعضاء مجلس النواب الليبي ممثلين عن الدوائر الليبية الثلاثة عشر، بدعوة من مجلس النواب المصري السبت، بالقاهرة، في إطار التشاور حول آخر المستجدات، وسُبل حل الأزمة الليبية، واستكمالاً للقاء القاهرة الأول.

ويأتي هذا اللقاء في ظروف جعلت من الصعب على مجلس النواب الليبي، العمل بشكلٍ طبيعيٍ خصوصاً مع تزايد الضغوط التي تمارس للسيطرة على إرادته، ومحاولات تقسيمه لإفشاله، وفي ظل تدخلات دولية متزايدة في الشأن الليبي أدت إلى تفاقم الوضع السياسي، وفقا لبيان مجلس النواب الختامي.

من جهتها كانت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية رحبت السبت في بيان، باجتماع أعضاء مجلس النواب بالقاهرة، من أجل تفعيل دوره باعتباره السلطة التشريعية المنتخبة من الشعب الليبي والممثل الشرعي الوحيد له.

وعبرت القيادة العامة للمؤسسة العسكرية الليبية، عن أملها أن تكلل مساعي النواب بالنجاح على النحو الذي يحقق الهدف المرجو من هذه الاجتماعات المتعاقبة.

كما تقدمت بالشكر لجمهورية مصر العربية رئاسة وبرلمانا وحكومة وشعبا على تضامنهم ووقوفهم مع الشعب الليبي وحرصهم على تحقيق الاستقرار والازدهار للدولة الليبية.

من جانبه، قال الدكتور صالح هاشم العبيدي، عضو مجلس النواب الليبي، إن الاجتماع لم يناقش العمليات العسكرية للجيش الليبي في العاصمة طرابلس، باعتباره خطا أحمرا.

وأكد العبيدي، أن الحرب التي يخوضها الجيش الليبي على الإرهاب ليس فيها تفاوض.

وأشار إلى احتمالية أن تكون جهات تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية في مدينة بنغازي هي من اختطفت النائبة الليبية سهام سرقيوة المختفية قسريا، ليشتت أمر مجلس النواب ويثير الفتن داخل ليبيا.

من جهتها قالت النائبة الليبية فاطمة كريس النائبة عن الواحات، إن اللجنة التحضيرية لجلسة مجلس النواب المقررة في “غات” تم تشكيلها من جميع الدوائر الانتخابية، فيما لا يزال تحديد الموعد متروكا للجنة التحضيرية.

أما النائب الليبي محمد الدومة من مدينة تاذربو أكد بدوره  أن اجتماع القاهرة حقق هدفه بامتياز، وهدفه الأول لم شمل مجلس النواب.

وتابع أن الاجتماع يعد بداية لطرح مبادرة مصالحة بين الشعب الليبي، عن طريق اللجنة التي شكلت من الدوائر الليبية الـ13.

ويرى النائب الليبي زياد دغيم أن مجلس النواب سواء في ليبيا أو في أي دولة أخرى لا بد أن يمثل كافة أطياف الشعب، وأنه من المستحيل أن يخرج كل إنسان من الاجتماع بما يريد.

وأكد أن كل مخرجات اجتماع القاهرة محل توافق بين النواب الليبيين الحاضرين، قائلا: “كل كلمة هي محل توافق”.

وفيما يخص مؤتمر برلين المزمع عقده بشأن ليبيا، أشار دغيم إلى أن موقف النواب منه هو الترحيب والتفهم لقلق بعض الدول المعنية بالشأن الليبي، سواء دول الجوار أو الدول المتضررة من الوضع، مستدركا أن النواب قدموا رؤية للتعامل مع هذا الوضع مع التأكيد على الثوابت الوطنية التي لا يمكن التنازل عنها.

ويقول الهادي علي الصغير عضو مجلس النواب الليبي، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجمهورية مصر العربية ستمثل ليبيا في مؤتمر برلين، باعتبارها دولة شقيقة وأيضاً لكونها رئيسة للاتحاد الأفريقي.

وأضاف “النواب الليبيين حملوا السلطات والقيادة المصرية أن يهتموا بالشأن الليبي، وطالبناهم كذلك أن يكون موقفهم قويا تجاه البرلمان، وأن أي حكومة ليبية تنشأ أو أي برنامج يفكر فيه الغرب، يجب أن يضع مصلحة ليبيا ومصر فوق كل اعتبار، كما يجب أن تحظى أي حكومة مستقبلية بثقة مجلس النواب الليبي الشرعي”.

ويعد هذا الاجتماع هو الثاني الذي تستضيفه القاهرة لمجلس النواب الليبي، برعاية اللجنة الوطنية المختصة بالشأن الليبي.

فقد استضافت القاهرة الاجتماع الأول في يوليو الماضي، وذلك في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها القاهرة لتوحيد الرؤى الليبية والعمل على توفير المناخ المناسب للبرلمان الليبي باعتباره الممثل الشرعي للشعب الليبي، لعقد اجتماعاته وجلساته والعمل على إعادة قنوات الحوار بين البرلمانيين الليبيين في سبيل التوصل إلى حلول لكافة الأزمات التي تواجهها ليبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى