دعوات ألمانية لفرض عقوبات على أنقرة

في أعقاب الخطاب التحريضي الموجه إلى أوروبا

بالترامن مع الأعمال الإرهابية التي نفذها مسلحون في كل من النمسا وفرنسا، تصاعدت دعوات ألمانية لفرض عقوبات على أنقرة، وقد أكد سياسيون ألمان ينتمون لمختلف الأطياف السياسية، في تصريحات صحافية، أنّه “عندما تتعرض أوروبا للتهديد، علينا أن نحدد بوضوح الجانب الذي نقف فيه، ونظرًا لعدوان تركيا على أوروبا، ندعو لبدأ النقاش بشأن حظر الأسلحة”.
جاء ذلك في أعقاب الخطاب التحريضي الموجه إلى أوروبا، وفرنسا على وجه الخصوص، من قبل رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وموقف أنقرة تجاه اليونان وقبرص، تزايدت الدعوات في ألمانيا لفرض عقوبات على تركيا، بما في ذلك فرض حظر كامل على مبيعات الأسلحة.
وهذا ما عبّر عنه كل من مانفريد ويبر رئيس حزب الشعب الأوروبي، ماركوس تريسل عضو البوندستاغ في تحالف الخضر، وسيفيم داجديلين النائبة اليسارية من أصل كرديي، إضافة للصحافي المعروف جيرد هولر، مراسل هاندلسبلات.
وقال تريسل، نائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية اليونانية الألمانية، إن أنقرة حولت استعراض القوة العسكرية إلى أداة سياسية، وحتى تتمكن أوروبا من الرد “باللغة التي يبدو أن تركيا تفهمها بشكل أفضل من لغة المفاوضات، يجب تقويض قوتها العسكرية”.
من جانبها، تصر داجديلين على أن العقوبات ضد النظام التركي هي طريق ذو اتجاه واحد، مؤكدة أنه “من النفاق المطلق للحكومة الفيدرالية، من ناحية التعبير عن تضامنها مع اليونان وقبرص، وفي نفس الوقت مواصلة توريد الأسلحة لتركيا “.
وقال هولر إن حظر الأسلحة “سيكون رسالة مهمة لتركيا، لكنني أشك في أننا سنصل إلى هناك”.
وأكد أنّ “يجب أيضًا إعادة النظر في الاتحاد الجمركي، لكن المصالح الاقتصادية تتعارض مع ذلك، خاصة من الجانب الألماني”، مشيرًا إلى أن المشكلة ليست أردوغان فحسب، بل الموقف العدواني المتزايد من قبل تركيا ككل.
ومنذ أيام، أعلن سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون أنّ بلاده ستؤيد فرض “عقوبات” على المستوى الأوروبي ضد أنقرة في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة على خلفية عدة ملفات.
وقال بون في مجلس الشيوخ الفرنسي “سنؤيد تدابير أوروبية تعكس ردة فعل قوية، من بينها أداة العقوبات المحتملة”.
وأضاف “الفصل الأخير الذي يدفع كل يوم حدود اللا مقبول، وأردوغان الذي يهين رئيس الجمهورية يثبت وجود استراتيجية شاملة لدى أنقرة تقضي بمضاعفة الاستفزازات من كافة النواحي”.
وأثار اكتشاف حقول غاز في شرق المتوسط اهتمام الدول المطلة عليه كاليونان وقبرص وتركيا ومصر وإسرائيل وحرك الخلافات حول الحدود البحرية.
وفي ختام قمة أوروبية منتصف أكتوبر في بروكسل انتقد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال استئناف تركيا التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط وذكر بأنّ الاتحاد الأوروبي ينوي تقييم الوضع في ديسمبر تمهيدا لاحتمال فرض عقوبات.
وأنقرة تشارك عسكريا في المعارك في ليبيا دعما لحكومة السراج في ليبيا وفي سوريا ضد القوات الكردية حليفة الائتلاف الدولي ضد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية الذي ينتمي إليه أعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وتدعم حكومة النظام التركي أيضا قوات أذربيجان ضد الأرمن في إقليم ناغورني كاراباخ.
ودخل النظام التركي تحت تهديد العقوبات الأميركية بعد أن اختبرت مؤخرا المنظومة الصاروخية الدفاعية الروسية “إس-400” المثيرة للجدل، رغم انتقادات واشنطن وتحذيرات حلف شمال الأطلسي والذي تنتمي أنقرة إليه.
الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى