رئيس الوزراء البريطاني يواجه تمرداً جديداً من نواب حزبه الحاكم

أفادت صحيفة “إندبندنت”، أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، يواجه تمرداً جديداً من نواب حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، بسبب إخفاقه في تحسين نتائج استطلاعات الرأي السيئة للحزب، بعدما أظهر استطلاع جديد تخلف المحافظين عن حزب العمال بمقدار 18 نقطة.

وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة “سافانتا كومريس” (Savanta ComRes) المتخصصة بأبحاث السياسات العامة لصالح الصحيفة البريطانية، بعد شهر واحد من تولي سوناك المنصب خلفاً لرئيسة الوزراء المستقيلة ليز تراس، أن حزب العمال في الصدارة بفارق كبير بحصوله على دعم بنسبة 46%، بينما تراجعت شعبية حزب المحافظين إلى 28% فقط.

والقفزة الطفيفة للغاية في شعبية الحزب التي وفرها سوناك لحزبه، عندما أصبح رئيساً للوزراء أصبحت الآن “معطلة”، وفقاً لخبراء رجحوا أن تقدم حزب العمال الهائل يبدو “واقعاً جديداً”.

اضطرابات كبيرة

وحذّر نواب حزب المحافظين في يمين الحزب من أنه إذا لم تتحسن نتائج الاستطلاعات بحلول الانتخابات المحلية في الربيع، فإن ذلك سيؤدي إلى اضطرابات كبيرة، وربما يشهد ضغوطاً لعودة “الفائز في الانتخابات” رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون.

وفي تعليق على هذه الأرقام، قال رئيس المجلس البريطاني للاستطلاعات البروفيسور جون كورتيس إنه من الواضح أن ميزانية الخريف (التي أعلنها وزير المالية البريطاني جيريمي هانت)، لم تسفر عن “أي تحسن حقيقي” في حظوظ حزب المحافظين، مضيفاً: “يبدو أن قفزة سوناك قد توقفت. تقدم حزب العمال بهذا المستوى من شأنه أن يسفر عن أغلبية ساحقة في الانتخابات العامة”.

وأظهر استطلاع “سافانتا كومريس” الجديد، الذي أجري بعد ميزانية الأسبوع الماضي، ارتفاع شعبية حزب المحافظين بمقدار نقطتين، بينما تراجع حزب العمال بمقدار نقطة واحدة عن استطلاعه السابق. فيما وجدت المؤسسة تأرجحاً من 5 نقاط لحزب المحافظين في الأيام التي تلت دخول سوناك إلى مكتب رئاسة الحكومة البريطانية، ولم يكن هناك تغيير يذكر منذ ذلك الحين.

من جانبه، قال كريس هوبكنز، مدير البحوث السياسية في “سافانتا كومريس” إن “قفزة الاستطلاعات كانت أمراً حتمياً، لأن ليز تراس كانت كارثة في نظر الناخبين، لكنها أصبحت الآن ثابتة”.

وأضاف: “لقد تلاشت كل المصداقية الاقتصادية للمحافظين، ولا يوجد سوى القليل الذي يمكن لسوناك فعله لاستعادتها. العمال لديهم الحق في أن يشعروا بالتفاؤل بأن تقدمهم الكبير سيستمر وسط الكثير من الركود الاقتصادي. في الوقت الراهن يبدو أن (هذه النتائج) استقرت لتكون واقعاً جديداً”.

الدعم ليس قوياً

ووفقاً للصحيفة، يواجه سوناك “تمرداً يتشكل” في صفوف النواب بشأن أهداف بناء المنازل والحظر على طاقة الرياح البرية، والشكوك التي تكتنف خطط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست”، وعدم الارتياح إزاء اتهامات بـ”التصرف بعدوانية” تجاه موظفيه، التي يواجهها نائبه دومينيك راب.

وصدق كل من جونسون وتراس على تعديل الوزير السابق سايمون كلارك الذي يسعى لإلغاء حظره الفعلي على تطوير طاقة الرياح البرية، مع تفهم حزب العمال لدعم هذه الخطوة.

على الرغم من الميزانية المصغرة الكارثية التي قدمتها تراس، لا يزال العديد من النواب الذين أيدوا أجندة النمو الخاصة بها غاضبين من الزيادات الضريبية التي فرضتها ميزانية الخريف التي أعلنها هانت.

وقال أحد أعضاء البرلمان من جناح اليمين في حزب المحافظين لصحيفة “إندبندنت”: “لم يكن هناك الكثير من الحماس لـ( سوناك) داخل الحزب. الدعم ليس قوياً كما يعتقد الناس”.

وأضاف النائب: “إذا لم تتحسن استطلاعات الرأي قبل الانتخابات المحلية، فسيظهر على الناس في الحزب أنهم ليس لديهم (رئيس وزراء) فائز. سيشعر المزيد من النواب بالاستياء والانقسام – سيكون (سوناك) في ورطة. سيكون هناك تمرد من الأشخاص الأكثر عرضة للخطر في الانتخابات المقبلة”.

خروج جماعي من الحزب

ورداً على سؤال عما إذا كان هذا يمكن أن يعني محاولة أخرى لتغيير زعيم الحزب، قال النائب: “إذا حسم بوريس تحقيق (بارتي جيت)، فسيكون صاحب الحظ الأوفر. كل الاحتمالات تشير إلى أنَّه يمكن أن يعود، لأنه فائز”.

مع ذلك، أصر النائب عن حزب المحافظين بوب سيلي، وهو واحد من 54 تمردوا على مشروع قانون “رفع مستوى الحماية” من خلال دعم تعديل، لإلغاء أهداف صارمة لبناء المساكن على أن سوناك تمكن من توحيد الحزب.

وقال سيلي للصحيفة: “لا أحد جاداً في الحزب يقول أي شيء باستثناء إننا بحاجة للوقوف وراء زعيمنا”.

وأضاف سيلي: “لا أكن له (سوناك) إلا الاحترام إذا كان بإمكان أي شخص تغيير الأمور، فسوف يعمل على تغييرها. علينا أن نمنحه الوقت. المناقشات التي ستجرى لن تكون مؤيدة أو معادية لريشي، ستكون حججاً سياسية كبيرة”.

ونوهت الصحيفة بأنّ مكتب إدارة حزب المحافظين يتوقع ما وصفته بـ”خروج جماعي”، إذ توقع البعض أن ما يصل إلى 80 نائباً محافظاً ربما يقررون إنهاء مسيرتهم وسط نتائج استطلاع سيئة وتوقعات متشائمة للانتخابات العامة لعام 2024.

وقال أحد أعضاء البرلمان المعتدلين، وهو من مؤيدي سوناك، إن العديد من الزملاء فقدوا الأمل بالفعل بشأن فوز الحزب في الانتخابات، حتى لو كان أولئك الذين لديهم أغلبية كبيرة ما زالوا يأملون في الاحتفاظ بمقاعدهم. ويقولون إن الانتخابات المقبلة على الأرجح انتهت”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى