رئيس الوزراء السوداني يحذر من اندلاع “حرب أهلية” في البلاد

مع استمرار عمليات النهب والتخريب التي تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم، خلال احتجاجات تطالب بإصلاح الأوضاع الاقتصادية، حذر رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، الثلاثاء، من أن البلاد، تتجه نحو الفوضى، التي قد تقود إلى “حرب أهلية”.

وأضاف حمدوك في خطاب تلفزيوني، أن السودان يواجه تهديداً بالدخول في حالة من “التشظي والانقسام” بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وذلك على خلفية تزايد حوادث العنف خلال الاحتجاجات الأخيرة في الخرطوم.

وشدد رئيس الوزراء السوداني، على أن هناك أهمية لإصلاح القطاع الأمني، لتفادي تعرض البلاد للخطر الداخلي والخارجي، لافتاً إلى أنه “ليست لدينا مصلحة سوى تحقيق تطلعات الشعب السوداني العظيم وتفويت الفرصة على المخربين وأنصار النظام المعزول ولن نتهاون في الحسم”.

وتابع عبد الله حمدوك، أن “الانتقال السلمي لن يتم إلا بقرارات يساهم فيها جميع الشركاء وعدم الدخول في معارك جانبية”.

وقال حمدوك في الخطاب التلفزيوني، إن “ما آلت إليه الأمور في الأيام الماضية ينذر بالفوضى وإدخال البلاد في حالة من الهشاشة الأمنية”، محذراً من أن السودان “مهدد بالدخول في حالة من التشظي والانقسام بسبب تدهور الأوضاع الأمنية”.

وأشار إلى أن الاحتجاجات تحولت “في بعض الحالات من تحركات للتعبير عن الرأي إلى أحداث سلبٍ ونهبٍ للممتلكات وترويع المواطنين في عددٍ من المناطق، واعتداءات مباشرة، سبقتها حوادث قتلٍ وتعد على عدد من الثوار. وهناك حالات عنف واعتداء على النساء بصورة غير معهودة”.

وتابع “ما يحدث الآن لا يشبه الثورة ولا الثوار، ومن الجيد أن الثوار الحقيقيين انتبهوا لما يحدث، وتصدَّت لجان المقاومة الحقيقية لمحاولات تشويه صورتهم وعملوا على تصحيح الأوضاع والمشاركة في استتباب الأوضاع الأمنية، ونحن ندعوهم لمواصلة ذلك المجهود”.

عناصر النظام السابق

ولقي شرطي حتفه وسط الخرطوم في 3 يونيو الجاري، في أحداث عنف نشبت إثر محاولة مجموعة من عناصر النظام السابق اختراق احتجاجات للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين خلال الاحتجاجات التي أطاحت بنظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير قبل عامين.

وقال حمدوك: “في الثالث من يونيو، خرجت جماهير الثورة للتعبير عن رأيها بطريقة سلمية ومتحضرة، لكن بعض المخربين وأعوان النظام البائد حاولوا استغلال الفرصة لنشر الفوضى”.

واعتبر أن هؤلاء “المخربين يتربصون بالثورة والتغيير ولا يفرِّقون بين مدني وعسكري، فهم يطلقون رصاصاتهم الموجّهة وكلماتهم المحرضة ابتغاءً للفتنة وبروح غدرٍ وانعدام ضمير”.

 الحكومة لن تستسلم

وأرجع حمدوك التدهور الأمني في السودان إلى “التشظي الذي حدث بين مكونات الثورة، والذي ترك فراغاً تسلَّل منه أعداؤها وأنصار النظام البائد”.

وشدد على أنه “لا يوجد أمام قوى الثورة خيار سوى أن تتوحد وتعيد تماسكها وتُنظِّم صفوفها، فهي بوحدتها فقط قادرة على حماية الثورة وقيمها وأهدافها”، مشيراً إلى أن “تشتُّت قوى الثورة هو الذي يدفع أعداءها للتحرك والتآمر”.

وحذر حمدوك من أن السودان يواجه “ظروفاً قاسيةً تهدِّد تماسكه ووحدته، إذ أصبح ينتشر فيه خطاب الكراهية وروح التفرقة القبلية”، لافتاً إلى أن هذه التشظيات يمكن أن تقودنا لحالة من الفوضى وسيطرة العصابات والمجموعات الإجرامية، وتساعد على تفشي النزاعات بين المجموعات السكانية كافة، مما قد يؤدي إلى حرب أهلية”.

واعتبر أن “وحدة القوى التي صنعت الثورة والتغيير، من أحزاب وحركات وتجمعات ومنظمات مجتمع مدني ولجان المقاومة والنقابات وتجمعات المهنيين وأطراف العملية السلمية، أمر حتمي لاستمرار الثورة وانتصارها”.

وأكد حمدوك أن الحكومة لن تستسلم وستبذل كل ما في وسعها  لمواجهة هذه المخاطر، مضيفاً أن وحدة قوى الثورة هي السبيل الوحيدة “لتحقيق مهام الانتقال وإنجاز التحول الديمقراطي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى