روسيا والصين ترفضان الاستهداف الغربي لهما

ويتهمان الولايات المتحدة بالتدخل في شؤون الدول الأخرى

أعرب وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي جمعهما اليوم الثلاثاء، في مدينة غويلين الصينية، عن رفضهما لعملية الاستهداف الغربي الذي تتعرض له روسيا والصين، وشدد الرجلان على أن حكومتيهما تعملان على تعزيز التقدم على الصعيد العالمي في قضايا هامة كالتغيّر المناخي وجائحة فيروس كورونا.

وأكدا على متانة العلاقة التي تربط بين البلدين اللذين يتعرّضان لانتقادات شديدة وعقوبات غربية جديدة على خلفية مزاعم بأن السلطات في كلا الدولتين تواصلان انتهاك حقوق الإنسان.

اتهامات لواشنطن

وكان وانغ يي ولافروف عقدا أمس اجتماعاً في مدينة ناننينغ جنوب الصين، حيث وجّه الرجلان أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة بالتدخل في شؤون الدول الأخرى، وطالباها بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، الذي ما برحت إدارة الرئيس جو بايدن تتعامل معه بحذر شديد، فيما تحتفظ موسكو وبكين بعلاقات وثيقة مع طهران، ويتشاركون جميعهم في رفضهم الشديد لأي معارضة سياسية داخلية.

العقوبات الأوروبية

وانتقد وزير خارجية الصين في المؤتمر الصحفي، بشدّة العقوبات المنسقة التي فرضها الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة ضد مسؤولين صينيين تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ غربي الصين.

وقال وانغ “يجب على دول العالم أن تقف معاً ضد جميع أشكال العقوبات أحادية الجانب، مؤكداً على أن المجتمع الدولي لن يتبنى تلك الإجراءات العقابية المتخذة بحق بلاده”.

وكان وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، طالبوا، في بيان مشترك، الصين بإنهاء ممارساتها القمعية بحق المسلمين الإيغور، وأبناء الأقليات الدينية الأخرى في إقليم شينجيانغ، وقال الوزراء إن بلدانهم اتخذت إجراءات بالتوازي مع تلك التي اتخذها الاتحاد الأوروبي، في رسالة واضحة بشأن انتهاك حقوق الإنسان في شينجيانغ.

ومن ناحيته اعتبر لافروف العقوبات الغربية المفروضة بحق روسيا والصين، تقرّب البلدين من بعضهما البعض، وقال:”سنبذل قصارى جهدنا للحفاظ عليها (العلاقات الثنائية) وحمايتها. ولن نخضع لأي تهديد من دول ليست صديقة لبلدينا، وسنحمي طرق التجارة، والمبادلات، وهذا يجعلنا أقوى”.

على ضوء التوترات الأخيرة بين المعسكرين، سافر لافروف سريعاً إلى الصين، وانتقد، من هناك، سياسة العقوبات والتهديدات التي تنتهجها العواصم الغربية بحق موسكو وبكين، قائلاً إنه لا تمكن إدارة الشؤون في العالم من خلال الإنذارات، وفرض العقوبات، وإجبار الدول الأخرى على التصرف “كما يريدون”، لافتاً إلى أن بلاده تعتزم التقليل من الاعتماد على الأنظمة المالية التي تسيطر عليها الدول الغربية.

وفيما يتعلق بالعلاقة الروسية مع الاتحاد الأوروبي، حمّل لافروف، بروكسل المسؤولية عن هدم البنى التحتية للعلاقات بين موسكو وبين التكتّل، وقال: “ليست هناك علاقة مع الاتحاد الأوروبي كهيئة. لقد تم هدم البنية التحتية لهذه العلاقة بشكل كامل بقرارات أحادية الجانب اتخذتها بروكسل”، لكنه عاد وأكد أن بلاده ستكون مستعدة لإجراء اتصالات لإنماء التعاون مع الاتحاد الأوروبي عندما ترى بروكسل ضرورة لإزالة الخلل في العلاقات الثنائية، على حد تعبيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى