زيلينسكي غارق في فوضى سياسية تمهد لخسارته الحرب مع روسيا

في حالة تعكس الفوضى السياسية المحيطة بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتهدد بخسارة الحرب مع روسيا، وجّه عمدة كييف فيتالي كليتشكو، انتقادات شديدة اللهجة إلى أداء زيلينسكي، فيما تشير تقارير إلى وجود صراع حاد بين زيلينسكي وجنرالاته حول إدارة الهجوم المضاد.

وقال كليتشكو، في مقابلة تم بثها السبت، “يتساءل الناس: لماذا لم نكن مستعدين بشكل أفضل لتلك الحرب؟ ولماذا نفى زيلينسكي إلى آخر لحظة إمكانية أن تصل الأمور إلى هذا الحد؟”.

وأضاف بطل الملاكمة العالمي السابق “كانت هناك الكثير من المعلومات التي لا تتفق مع الواقع”، متهما الرئيس بارتكاب “أخطاء”.

ودعا كليتشكو إلى التحلّي بالصدق حيال الوضع الحقيقي الذي آلت إليه أوكرانيا عقب الهجوم الروسي، مضيفا أن “زيلينسكي يدفع ثمن الأخطاء التي ارتكبها”.

وتابع “بالطبع يمكن أن نكذب بكل ابتهاج على شعبنا وشركائنا، لكن لا يمكن أن تفعل ذلك إلى الأبد”، فيما قدم دعما واضحا لرئيس الأركان الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني الذي أثار انتقادا قبل شهر، عندما قال “إن الحرب وصلت إلى طريق مسدود”.

وأضاف كليتشكو في المقابلة ذاتها “لقد قال (زالوجني) الحقيقة”.

انفصال عن الواقع

وتأتي الانتقادات المحلية أيضًا من أعلى المستويات في الجيش؛ حيث تشير تقارير إلى وجود صراع بين زيلينسكي وجنرالاته حول إدارة الهجوم المضاد ومطالبته بالدفاع عن باخموت وأفديفكا بأي ثمن، ما تعتبره القيادة العسكرية خطأً إستراتيجيّا يضر بأوكرانيا ضررا شديدا ويكبدها خسائر فادحة.

ويرى العسكريون أن الأوامر الصادرة عن مكتب الرئيس تكون في بعض الأحيان منفصلة عن واقع المعركة، لذلك يدافعون عن بعض قادة الخطوط الأمامية الذين بدأوا يرفضون “الأوامر من الأعلى”.

والسبت أعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية أنّ بترو بوروشنكو المعارض لزيلينسكي لم يسمح له بمغادرة البلاد لأنه كان سيلتقي رئيس الوزراء المجري ما يُعرّضه لخطر “استغلال” روسي.

وكان بوروشنكو، الذي تولى رئاسة أوكرانيا من 2014 إلى 2019 وهو حاليّا نائب معارض، قد أعلن الجمعة أنه مُنع من اجتياز الحدود عندما كان مسافرا إلى الخارج لحضور “العشرات من الاجتماعات في بولندا والولايات المتحدة”. ولكنه أكد أنه كان قد حصل على تصريح لمغادرة أوكرانيا.

وبموجب قوانين معمول بها منذ بداية العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا خلال فبراير 2022، على المسؤولين الأوكرانيين أن ينالوا مصادقة السلطات على سفرهم إلى الخارج.

وأوضحت أجهزة الأمن الأوكرانية في بيان نشر السبت أنها تلقت “معلومات حول تحضير” الروس لـ”استفزازات” بهدف “تقليص دعم الشركاء الأجانب” و”تقسيم المجتمع الأوكراني”.

ورأت أنّ موسكو تعتزم استغلال لقاء بين بوروشنكو وفيكتور أوربان المتهم بـ”معاداة أوكرانيا”.

وبالتالي لم يُسمح للرئيس السابق، ورئيس حزب “التضامن الأوروبي”، بمغادرة أوكرانيا، خشية أن “تستغله أجهزة المخابرات الروسية”.

عمليات التطهير السياسية

وردا على بيان أجهزة الأمن الأوكرانية، قال الناطق باسم الحكومة المجرية زولتان كوفاتش على منصة إكس إن المجر “لا ترغب في أن تكون طرفا في الصعوبات السياسية التي يواجهها الرئيس زيلينسكي داخليا”.

وأضاف أن “هذا النوع من التقارير الإخبارية وعمليات التطهير السياسية مؤشر آخر على أن أوكرانيا ليست مستعدة بعد لعضوية الاتحاد الأوروبي”.

ولم يتحدّث بوروشنكو عن أي اجتماع مرتقب مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان. وكانت علاقاته بروسيا سيئة خلال فترة رئاسته.

وأعلن الرئيس السابق أنه سيجري محادثات بشأن المساعدات العسكرية الأميركية وإغلاق سائقي شاحنات بولنديين الحدود. ويرى بوروشنكو أن منعه من مغادرة البلاد يمثل “تخريبًا معاديا لأوكرانيا”.

وكان بوروشنكو اتُهم في أوكرانيا بالخيانة العظمى والفساد، ويندّد حلفاؤه بالتهم معتبرين أنها سياسية.

وفي مايو 2022 أعلن بوروشنكو أنه مُنع من اجتياز الحدود مرتين خلال فترة وجيزة قبل أن يسُمح له بمغادرة البلاد بينما كان ينوي المشاركة في اجتماع الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي في فيلنيوس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى