زيلينسكي يطالب قادة أوروبا بالوضوح في مسألة الضمان الأمنية لأوكرانيا

القادة الأوروبيون يدرسون إمكانية إنشاء منطقة عازلة بين الجبهتين الأوكرانية والروسية

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجموعة من القادة الأوروبيين، الخميس، إلى وضع صياغة واضحة للضمانات الأمنية لأوكرانيا كجزء من خطة للتوصل إلى تسوية سلمية مع روسيا، بعد نحو 3 سنوات ونصف من الحرب، فيما يدرس الأوروبيون إمكانية إنشاء منطقة عازلة بطول 40 كيلومترا بين الجبهتين الأوكرانية والروسية، كجزء من اتفاق السلام”.

وقال زيلينسكي في اجتماع افتراضي مع عدد من القادة الأوروبيين، إن أوكرانيا تعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهتم فقط بمواصلة الحرب.

وشدد زيلينسكي على أن أوكرانيا بحاجة إلى أساس متين للضمانات الأمنية التي وافق عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المطروحة للنقاش منذ أسبوع.

وتابع: “عندما نتحدث عن الضمانات الأمنية نحتاج إجابات واضحة. من الذي سيساعدنا في الدفاع برا وجوا وبحرا في حال عودة روسيا؟ وكيف يمكنكم المشاركة تحديدا؟ أطلب منكم تحديد دوركم”.

ويحاول ترامب ترتيب لقاء بين بوتين وزيلينسكي، وقال إنه قد يفرض عقوبات جديدة على موسكو إذا لم يتم إحراز تقدم من أجل إنهاء الصراع.

ومن المقرر أن يجري مسؤولون أوكرانيون كبار محادثات مع مسؤولين من إدارة ترامب في نيويورك، الجمعة.

إنشاء “منطقة عازلة” كجزء من “التسوية السلمية”

في السياق، أفاد تقرير صحافي أمريكي، نقلًا عن دبلوماسيين أوروبيين، أن قادة الدول الأوروبية يناقشون إمكانية إنشاء “منطقة عازلة” بعمق 40 كيلومترًا على أراضي أوكرانيا، كجزء من “التسوية السلمية”.

وأشارت مصادر الصحيفة ناشرة التقرير، إلى إن هذا الاقتراح هو من بين اقتراحات عدة، يدرسها المسؤولون الأوروبيون كجزء من تسوية ما بعد الصراع أو التسوية الطويلة الأجل للنزاع في أوكرانيا، في حين يبدو أن الولايات المتحدة غائبة عن المناقشات بشأن “المنطقة العازلة”.

وبحسب الصحيفة، “حقيقة أن المسؤولين (الأوروبيين) يدرسون إمكانية فصل جزء من أراضي أوكرانيا لفرض سلام هش، تشير إلى يأس حلفاء الناتو في البحث عن طريقة لإنهاء الحرب”. ووفقا للتقرير، فإن الانطباع السائد هو أن الولايات المتحدة لا تشارك في هذه المناقشات.

وتؤكد الصحيفة أن المسؤولين يختلفون حول عمق المنطقة، ومن غير الواضح ما إذا كانت كييف ستوافق على هذه الخطة، “لأنها تنطوي على الأرجح على تنازلات إقليمية”.

وأشار التقرير إلى أن عدد القوات اللازمة لحراسة حدود المنطقة لا يزال موضع تساؤل، ويناقش المسؤولون عدد القوات التي تتراوح بين 4 آلاف و60 ألف جندي، وستكون القوات الفرنسية والبريطانية هي الجزء الأكبر من القوات الأجنبية. ومع ذلك، لم تُقدّم أي دولة أي التزامات حتى الآن.

وأوضحت الصحيفة أن “الحلفاء يتوقعون أن تبقى أوكرانيا هي المسؤول عن الجزء الأكبر من القوات في الوقت القريب من أي اتفاق لوقف إطلاق النار أو منطقة عازلة”.

“إنهم يتشبثون بقشة”

وقال جيمس تاونسند، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق، للصحيفة، معلقًا على الأفكار الأوروبية المطروحة: “إنهم يتشبثون بقشة”.

وقال الموظف السابق في البنتاغون، الذي كان يشرف سابقًا على العلاقات مع أوروبا وحلفاء بلاده في الناتو: “الروس لا يخافون من الأوروبيين”. ووفقا لتقديره، لن توقف القوات البريطانية أو الفرنسية، في حالة نشرها في “المنطقة العازلة” المذكورة، تقدم القوات المسلحة الروسية، إذا رأت موسكو ضرورة التصرف بهذه الطريقة.

في وقت سابق من الشهر الجاري، استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فلاديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين في البيت الأبيض.

وخلال الاجتماع، صرّح ترامب بأنه لن يُقارن “الضمانات الأمنية”، التي قد تحصل عليها كييف بتلك التي يقدمها حلف شمال الأطلسي (الناتو). كما أكد ترامب أنه لن يكون هناك أي وجود لقوات أمريكية في أوكرانيا، خلال فترة رئاسته.

وذكرت وسائل إعلام غربية، أن “الضمانات الأمنية” الأمريكية والأوروبية لكييف، ستستند إلى عمل “تحالف الراغبين”، الذي قد يشمل قوات متعددة الجنسيات.

وفي الوقت ذاته، أكدت وزارة الخارجية الروسية، في وقت سابق، أن أي سيناريو لنشر قوات حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، غير مقبول على الإطلاق بالنسبة لروسيا وينذر بتصعيد حاد.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى