سد النهضة في ميزان العلاقات المصرية السودانية مع إثيوبيا

تحوّل موضوع سد النهضة الذي أنجزت إثيوبيا غالبية أعماله، من مجرد فكرة عام 2007 إلى عنوان للتوتر مع مصر والسودان، دولتي المصب.

وتقدمت إثيوبيا بمقترح لبناء السد في ذلك العام، لتيم إدراجه ضمن مشاريع الطاقة التابعة لمبادرة “حوض النيل الشرقي”، في عهد الرئيس المصري الراحل، حسني مبارك.

ومبادرة حوض النيل اتفاقية أبرمت عام 1999، وتضم إضافة إلى إثيوبيا ومصر والسودان، دولا مثل أوغندا والكونغو الديمقراطية وغيرها، وهدفت إلى استغلال الفرص التي يوفرها حوض النيل.

ويعد سد النهضة الإثيوبي واحدا من أضخم السدود في العالم، واختارات إثيوبيا موقعا له لا يبتعد سوى عشرات الكيلومترات عن الحدود مع السودان.

والسد مبني فوق النيل الأزرق، أهم أهم روافد نهر النيل، إذ إن النهر العملاق يحصل على 85 من مياهه من هذا الرافد.

ويبلغ طول بحيرة السد إلى نحو 150كم، أما متوسط عرضه فيصل إلى 8 كم، بينما يصل متوسط العمق إلى 8 أمتار، وتبلغ سعته أكثر من 70 مليار متر مكعب من المياه.

وبدأت إثيوبيا في المرحلة الأولى من عملية ملء السد، العام الماضي، وتعتزم البدء في المرحلة الثانية، الصيف المقبل، وهو ما تنظر إليه مصر والسودان بخطورة، حيث من المتوقع أن تستمر عملية ملء السد من 5- 7 سنوات، إن حدثت.

وتقول إثيوبيا إنها شيدت السد من أجل إنتاج الطاقة الكهربائية، بتكلفة وصلت إلى 4.5 مليار دولار، وتبلغ نسبة المساهمة المحلية فيه 80 بالمئة، أما الـ20 بالمئة الأخرى فيتم تمويلها عن طريق إصدار السندات.

ويضم السد، 15 وحدة كهربائية، منها 10 في الضفة الغربية للنيل الأزرق، و5 أخرى على الضفة الشرقية، وتبلغ قدرتها مجتمعة على إنتاج ما بين 5- 6 آلاف ميغاواط، حيث سيصبح عند اكتماله أكبر سد كهرومائي في إفريقيا.

وتزعم إثيوبيا إن السد يؤمن لها عدة أهداف:

– تغطية احتياجات 60 بالمئة من المنازل الإثيوبية من الكهرباء، التي لا تزال نسبة كبيرة منها بلا كهرباء، ويعاني 40 منها من السكان من انقطاعات مستمرة في الكهرباء.

– تحسين مقدرة إثيوبيا على توليد الطاقة الكهربائيّة، وتصديرها إلى دول الجِوار.

– تتوقع أديس أبابا أن تبيع ما لا يقل عن أربعة آلاف ميغاواط من الكهرباء للشركاء الإقليميين بعد تشغيل السد.

– يعتبر نجاح مشروع سد النهضة ضروريا لإثيوبيا لتعزيز دور أديس أبابا في المنطقة وتوحيد الشعب الإثيوبي لحماية مكتسباته.

– تعتبره إثيوبيا أهم مشاريعها القومية الاقتصادية.

وفي المقابل، هناك مخاوف تسيطر على مصر والسودان.

– يهدد السد مواردها حيث يعيش معظم المصريين حول وادي النيل الضيق على طول النهر ويعتمدون عليه في كل شيء من مياه الشرب إلى الصناعة والري.

– مصر قلقة بشأن أي جفاف مستقبلي أو أي مشروعات أخرى قد تعرقل تدفق مياه النيل.

– نقص المياه يؤثر على الإنتاج الزراعي والاقتصاد المصري والمجتمعات الزراعية المحلية.

– تزايد مخاوف الندرة المائية بسبب التغيرات المناخية والزيادة السكانية وتناقص الوارد من نهر النيل الذي يرفد مصر بنسبة 96 بالمئة من احتياجاتها المائية.

– سد النهضة يقع على مسافة 12.5 ميل من حدوده قد يعرض سد الروصيرص السوداني لخطر الفيضان في حال غياب التنسيق بين الدولتين.

– هناك مخاوف من أن يؤدي السد إلى تفاقم العجز في الإمداد الكهربائي الذي يقدر حاليا بنحو 60 بالمئة.

– وجود السد قرب الحدود، مما لا يتيح المجال أمام السودان الوقت الكافي للتصرف في حال حدوث أي تغير على وتيرة تدفق مياه النيل الأزرق.

لكن في المقابل، تقول إثيوبيا إن هناك فوائد للسودان تشمل تخفيض سعرالكهرباء وتدفق المياه المستقر سيقلل من الفيضانات ويزيد من الري.

تنظيم جريان مياه النيل الأزرق طوال العام، يتيح للسودان فرصة الاستفادة من حصته في مياه النيل، مع إمكانية زيادة العروة الزراعية لموسمين بدلا من موسم واحد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى