سياسيون أكراد يتهمون حكومة كردستان بمساعدة أنقرة على احتلال المناطق الكردية

اتهم سياسيون أكراد حكومة جنوب (باشور) كردستان بمساعدة النظام التركي على احتلال المناطق الكردية، وشددوا على ضرورة أن تقف الحكومة إلى جانب الشعب الكردي في وجه الاحتلال بدلًا من أن تكون شريكة لأنقرة.

ويواصل النظام التركي هجماته على جبال حفتانين في مناطق الدفاع المشروع، وذلك بهدف احتلال المزيد من أراضي جنوب كردستان، فيما تواصل قوات الكريلا التصدي لتلك الهجمات والمقاومة في وجه الاحتلال التركي.

وكانت قوات النظام التركي قد أعلنت في 14 حزيران/ يونيو البدء بهجوم عسكري بري وجوي في منطقة حفتانين ضمن مناطق الدفاع المشروع في جنوب كردستان.

وبينما تهاجم القوات التركية المناطق الكردية وتحتلها الواحدة تلو الأخرى تواصل حكومة جنوب كردستان صمتها تجاه تلك الهجمات التي أسفرت أيضًا عن سقوط ضحايا مدنيين في القرى الموجودة ضمن المنطقة التي تتعرض للهجمات.

ومن جانبها، فقد صدر من الدولة العراقية ردود فعل سياسية تجاه هجمات النظام التركي على مناطقها لكنها لم تترجم إلى أفعال على أرض الواقع.

ويقول عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي السوري في إقليم الفرات كيلو عيسى إن “النظام التركي معروف بتاريخه الحافل بالعداء للكرد أينما كانوا، وتهدف إلى كسر إرادتهم، وبعد أن ضعفت الدولة السورية والعراقية بعض الشيء رأت تركيا في ذلك فرصة لخلق المشاكل والفتن بين الشعب الكردي، وكسر إرادتهم لإفشال مشروع الأمة الديمقراطية بشن هجماتها على المناطق الكردية”.

ونوه كيلو عيسى إلى أن النظام التركي من خلال هجماته على مناطق الشمال السوري ومناطق الدفاع المشروع يريد تحويل أنظار شعبها للمشاكل الخارجية للتغطية على مشاكلها الداخلية السياسية والاقتصادية.

وأوضح كيلو عيسى أن “هدف الدولة التركية احتلال وتجزئة المناطق الكردية، فهي تريد وضع حدود لتستطيع قطع الصلة بين شمال وجنوب وغرب كردستان”.

وأكد كيلو عيسى أن “أنقرة تستكمل ما بدأه داعش من انتهاكات وجرائم، حيث نرى اليوم نفس الجرائم ترتكب من قبل المنظمات المسلحة المدعومة من تركيا في عفرين، سري كانية/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض، وهجماتها على مناطق شنكال وحفتانين، ولم تسلم ليبيا أيضًا من مرتزقتها فهي تريد توسيع حدودها، ويجب على القوى الأممية ودول العالم الوقوف في وجه هذا الاحتلال”.

هذا وترتكب المجموعات المرتزقة التابعة لأنقرة جرائم بحق الإنسانية في المناطق التي احتلتها من خطف واعتقال وسرقة وقتل النساء والأطفال وغيرها من الانتهاكات التي أصبحت من المشاهد اليومية المعتادة بالنسبة للمدنيين المتبقين في المناطق المحتلة.

وأشار كيلو عيسى إلى أن “صمت حكومة إقليم كردستان تجاه انتهاكات وجرائم تركيا في شنكال وحفتانين شيء معيب”، وقال “يجب على حكومة إقليم كردستان ألا تكون شريكة لجرائم الدولة التركية، فنحن نتفهم وجود مصالحها الاقتصادية مع تركيا وأنها تحمي مصالحها ولا تستطيع مواجهتها، ولكن ومع ذلك يجب عليها الإدلاء بعدم قبولها لتلك الانتهاكات على أراضيها أو التصريح بشكوى لدى الأمم المتحدة”.

واختتم كيلو عيسى حديثه قائلًا “نأمل من شعب وحكومة إقليم كردستان أن يكونوا إلى جانب إخوانهم وأخواتهم الكرد في حفتانين، وأن يعلوا أصواتهم ضد الاحتلال، ليبينوا للعالم أن الشعب الكردي يد واحدة”.

وبدورها قالت الإدارية في لجنة التدريب بمجلس حزب الاتحاد الديمقراطي في إقليم الفرات نصرة درويش إن “صمت حكومة جنوب كردستان ساعد الدولة التركية على إنشاء قواعدها العسكرية على الأراضي العراقية، وهو خطأ كبير ويخدم مصالح تركيا، فبعد حفتانين سيأتي الدور على مناطق أخرى في جنوب كردستان”.

وأشارت نصرة درويش إلى أن الدولة التركية تريد تكرار سيناريو ارتكاب المجازر والجرائم بحق شنكال والعمل على ما عجز داعش عن فعله وهو احتلال شنكال وحفتانين ومناطق الدفاع المشروع.

وكانت قوات النظام التركي قد شنت هجومًا جويًّا على منطقة شنكال ومخيم مخمور في جنوب كردستان يوم الـ14 من حزيران/يونيو المنصرم، وذلك قبل يومين من بدء الهجوم العسكري على حفتانين.

وفي الـ3 من آب/أغسطس عام 2014 هاجمت مرتزقة داعش منطقة شنكال وارتكبت فيها مجزرة راح ضحيتها 5 آلاف مدني بين قتيل ومختطف ومفقود غالبيتهم من النساء والأطفال.

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى