شخصيات إسرائيلية بارزة تدعو المجتمع الدولي لفرض عقوبات على تل أبيب وألمانيا تعرقل مقترحاً أوروبياً لفرض العقوبات

دعت 31 شخصية عامة إسرائيلية بارزة، إلى فرض “عقوبات معوقة” من قبل المجتمع الدولي على تل أبيب بسبب جرائمها في قطاع غزة، فيما عرقلت ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية مقترحاً يهدف إلى فرض عقوبات على إسرائيل بسبب دورها في تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
وفي رسالة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، طالبت الشخصيات الإسرائيلية التي تشمل على عدد من الأكاديميين والفنانين والمثقفين العموميين، بوقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة حيث يتصاعد الرعب بسبب تجويع الفلسطينيين في القطاع.
واتهمت الشخصيات الإسرائيلية تل أبيب بشن “حملة وحشية” وتجويع الشعب الفلسطيني في غزة حتى الموت والتفكير في الإزالة القسرية لملايين الفلسطينيين من قطاع غزة.
الموقعون على الرسالة
وتأتي هذه الشخصيات من عوالم الشعر والعلم والصحافة والأوساط الأكاديمية، ومن بينها الحائز على جائزة الأوسكار يوفال أبراهام؛ والمدعي العام الإسرائيلي السابق مايكل بن يائير؛ وأبراهام بورغ، رئيس البرلمان الإسرائيلي السابق والرئيس السابق للوكالة اليهودية؛ وعدد من الحاصلين على جائزة إسرائيل المرموقة، أعلى وسام ثقافي في إسرائيل.
ومن بين الموقعين الآخرين الرسام ميخال نعمان؛ ورعنان ألكسندروفيتش، مخرج الأفلام الوثائقية الحائز على جائزة؛ وصموئيل ماعوز، مخرج فيلم “لبنان” الحائز على جائزة الأسد الذهبي؛ والشاعر أهرون شبتاي؛ ومصممة الرقصات إينبال بينتو.
كسر المحرمات
وتكتسب الرسالة أهمية كبيرة بسبب انتقادها الصريح لإسرائيل وكسرها للمحرمات المتمثلة في تأييد فرض عقوبات دولية صارمة، في بلد عمل فيه السياسيون على الترويج لقوانين تستهدف أولئك الذين يدافعون عن مثل هذه التدابير.
وجاء في الرسالة: “يجب على المجتمع الدولي أن يفرض عقوبات صارمة على إسرائيل حتى تنهي هذه الحملة الوحشية وتنفذ وقف إطلاق نار دائم”.
وينعكس الرعب الدولي المتزايد بشأن مسار حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بشكل متزايد داخل إسرائيل نفسها – وداخل الشتات اليهودي العالمي الأوسع – وسط صور الأطفال الفلسطينيين الهزيلين والتقارير عن إطلاق القوات الإسرائيلية النار على الفلسطينيين الجائعين في مراكز توزيع الغذاء.
ونشرت الرسالة في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني في الحرب الإسرائيلية على غزة التي استمرت 21 شهرا، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
ألمانيا تعرقل مقترحا أوروبياً لفرض عقوبات على إسرائيل
وفي سياق العقوبات، عرقلت ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى مقترحا يهدف إلى فرض عقوبات على إسرائيل بسبب دورها في تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وأشار دبلوماسيون لوكالة الأنباء الألمانية إلى أن اجتماعات ممثلي دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل لم تسفر عن اتفاق لإطلاق آلية اتخاذ القرار بصورة رسمية، حيث طالبت بعض الدول، من بينها ألمانيا، بمزيد من الوقت والتحليل لتقييم الوضع على الأرض. كما أبدت وفود عدة مخاوف من أن تؤدي هذه العقوبات إلى الإضرار بالحوار الأساسي مع السلطات الإسرائيلية.
وتحتم قواعد الاتحاد الأوروبي موافقة 15 دولة من بين 27 دولة عضو، تمثل 65% من سكان الاتحاد، لتمرير أي قرار. وتلعب كل من ألمانيا وإيطاليا أدوارا محورية في هذا السياق، في حين أبدت معظم الدول الأوروبية الكبرى وبعض الدول الأصغر انفتاحها على فرض العقوبات.
وأكد دبلوماسيون أن كثيرا من الوفود تدعم المقترح كوسيلة لزيادة الضغط على السلطات الإسرائيلية وتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة.
يأتي هذا في وقت أوصت فيه المفوضية الأوروبية بتعليق جزئي لمشاركة إسرائيل في برنامج الأبحاث الأوروبي “هورايزن أوروبا”، مستندة إلى تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في القطاع، وسط ارتفاع كبير في عدد الضحايا المدنيين وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال.
منظمتان إسرائيليتان تؤكدان إرتكاب قوات الاحتلال جرائم إبادة
ويوم الاثنين، أصدرت منظمتان إسرائيليتان معروفتان في مجال حقوق الإنسان، هما منظمة “بتسيلم” و”منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل”، تقارير تتهم فيها، للمرة الأولى، إسرائيل بتنفيذ سياسة “إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين في غزة، منتهكة بذلك أحد المحرمات الأخرى.
وقالت حركة الإصلاح، أكبر طائفة يهودية في الولايات المتحدة، الأحد، إن الحكومة الإسرائيلية “مذنبة” في انتشار المجاعة في غزة.
وأضافت “لا ينبغي لأحد ألا يتأثر من الجوع المستشري الذي يعاني منه آلاف الغزيين. ولا ينبغي لأحد أن يقضي جلّ وقته في الجدل حول تعريفات تقنية للجوع المتفشي”.
وأشارت إلى أن الوضع مأساوي في غزة، بل ومُهلك، مشددة على أنه “لا ينبغي لنا أن نقبل الحجج القائلة بأن حماس هي السبب الرئيسي في جوع الكثير من سكان غزة أو على وشك الموت جوعًا، وأن الدولة اليهودية ليست مسؤولة أيضًا عن هذه الكارثة الإنسانية”.
وأضافت “يجب أن تبدأ الاستجابة الأخلاقية الأساسية بقلوبٍ مُتألمة في مواجهة مأساة إنسانية واسعة النطاق كهذه”.
وترتكب إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أميركي، جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة راح ضحيتها حتى الآن نحو 60 ألف شهيد وإصابة أكثر من 145 ألفا وتشريد معظم سكان القطاع، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.