شي يعلن وقوف الصين إلى جانب روسيا لحماية القانون الدولي

أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، لدى وصوله إلى مطار موسكو، استعداد بلاده للوقوف بجانب روسيا لحماية القانون الدولي، بحسب وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك”، ووصف الدولتين بأنهما “جاران جيدان وشريكان موثوقان”، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الروسية “تاس”.

ذلك بعد وصول الرئيس شي، الاثنين، إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة وصفها بـ”رحلة الصداقة والتعاون والسلام”، فيما تترقب أوكرانيا بقلق مخرجات الزيارة خشية أن تقرر بكين تسليم أسلحة لموسكو.

وقال شي جين بينغ: “أتوقع أنني خلال الزيارة سأتبادل الآراء بشكل شامل مع الرئيس فلاديمير بوتين حول قضايا العلاقات الثنائية والمواضيع الإقليمية والدولية المهمة ذات الاهتمام المشترك، وأن أحدد خطة لتطوير التفاعل الاستراتيجي والتعاون العملي”، بحسب “سبوتنيك”.

وعبر الرئيس الصيني عن ثقته بأن زيارته إلى روسيا ستعطي “زخماً جديداً” للعلاقات مع موسكو، وقال: “أنا مقتنع بان هذه الزيارة ستكون مثمرة وبانها ستعطي زخماً جديداً لتطور سليم ومستقر للعلاقات الصينية-الروسية”، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء الروسية.

والتزمت الصين علانية بالحياد فيما يتعلق بالعملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، لكنها انتقدت في الوقت نفسه العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا وشددت على روابطها الوثيقة بموسكو.

مبادرة السلام الصينية

وأعلن الكرملين، الاثنين، أن الرئيسين الروسي والصيني سيبحثان مبادرة السلام الصينية لتسوية النزاع في أوكرانيا، كما اتهم الكرملين الولايات المتحدة بتأجيج النزاع.

وقال مسؤول أوكراني كبير، رافضاً الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس”، إن “أوكرانيا ستتابع عن كثب هذه الزيارة”، لافتاً إلى وجود مخاوف من تسليح روسيا أو تغيير موقف بكين من وحدة الأراضي الأوكرانية.

واتهمت الولايات المتحدة بكين في فبراير بأنها تدرس مسألة تسليم أسلحة لروسيا في وقت يواجه هجومها على أوكرانيا صعوبات في الميدان بسبب مقاومة أوكرانية مدعومة بأسلحة الغرب.

وجددت وزارة الخارجية الصينية، الاثنين، نفيها تزود روسيا بمعدات عسكرية، وقال المتحدث باسم الوزارة  وانج وين بين في إفادة صحفية رداً على سؤال بشأن حديث مصادر أمريكية عن إطلاق روسيا ذخيرة صينية في أوكرانيا، إن “الولايات المتحدة هي من يورد الأسلحة إلى ساحة القتال في أوكرانيا وليست الصين”.

غير أن المتحدث انتقد في الوقت ذاته قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب جرائم حرب في أوكرانيا، قائلاً إنه “ينبغي عليها اتخاذ موقف منصف”.

وقال وانج وين بين إن الصين ستواصل اتخاذ موقف موضوعي ومنصف في الأزمة الأوكرانية ولعب دور بناء في محادثات السلام.

اعلان مشترك

وفي مقال نشرته صحيفة “روسيسكايا جازيتا” الروسية، وصف الرئيس الصيني الزيارة بأنها “رحلة صداقة وتعاون وسلام”.

وقال شي إن اقتراح بكين بشأن كيفية التوصل إلى تسوية في أوكرانيا يعكس وجهات نظر عالمية ويسهم في تفادي عواقب الأزمة، لكنه أقر بأن الحلول قد لا تكون سهلة.

وكتب شي: “اتطلع إلى العمل مع الرئيس بوتين لنعتمد معا رؤية جديدة” للعلاقات الثنائية.

من جانبه،  أثنى بوتين في مقال نشرته صحيفة صينية، الاثنين، على “عزم الصين على لعب دور بناء في تسوية” النزاع معتبرا أن “العلاقات الروسية الصينية بلغت ذروتها التاريخية”.

ويعقد شي وبوتين خلوة “غير رسمية”، الاثنين، تليها مأدبة عشاء، قبل أن يجريا محادثات، الثلاثاء، على ما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف.

وسيوقع الرئيسان بصورة خاصة بحسب أوشاكوف “إعلاناً مشتركاً حول ترسيخ علاقات الشراكة الشاملة والعلاقة الإستراتيجية مع الدخول في عصر جديد”، كما سيوقعان وثيقة تتعلق بالتعاون الاقتصادي الثنائي حتى 2030.

وأوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن شي جين بينج قد يجري كذلك محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد عودته إلى الصين، تحت شعار حياد بلاده المعلن.

واشنطن رفضت دعوات بكين

وأكد البيت الأبيض رفضه أي دعوات صينية “محتملة” لهدنة في أوكرانيا في أعقاب الاجتماع المرتقب بين شي جين بينج وبوتين.

 وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، قبل زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ، في مقابلة مع “فوكس نيوز”، مساء الأحد، إنه “إذا أدى اجتماع بين شي وبوتين إلى أي دعوة إلى هدنة فسيكون ذلك غير مقبول، لأنه يعتبر تصديقاً على الغزو الروسي”.

واعتبر كيربي أن “موسكو وبكين تريدان الإخلال بالنظام العالمي وإعادة كتابة قواعد اللعبة على المستوى العالمي”.

وفي 24 فبراير الماضي، نشرت الصين وثيقة من 12 نقطة تدعو إلى الحوار والتسوية في أوكرانيا، لكنها لم تتضمن سوى بيانات عامة دون اقتراح ملموس لكيفية إنهاء الحرب المستمرة منذ عام.

ورحبت أوكرانيا بتحفظ على الاقتراح الصيني. وتقول أوكرانيا إن أي تسوية تتطلب انسحاب روسيا من كل الأراضي التي استولت عليها، ومنها شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.

وشككت الولايات المتحدة بشدة في الاقتراح نظراً لرفض الصين التنديد بالغزو الروسي، وقالت إن وقف إطلاق النار الآن لن يؤدي إلّا إلى تحقيق مكاسب إقليمية لروسيا ويمنح بوتين مزيداً من الوقت لإعادة تنظيم صفوف جيشه.

وأبدت واشنطن منذ الشهر الماضي قلقها من أن تكون الصين تزود روسيا بأسلحة، وهو ما نفته بكين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى