ضربات أمريكية وبريطانية جوية على أهداف لجماعة “أنصار الله” في اليمن

بعد ساعات من إعلان جماعة “أنصار الله” استهداف سفينة عسكرية أمريكية “أوشن جاز” في خليج عدن، بصواريخ بحرية، أصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا وعدة دول أخرى، بما في ذلك البحرين، اليوم الثلاثاء، بيانًا مشتركًا أعلنت فيه شن عدة ضربات جوية ضد أهداف لـ “أنصار الله” في اليمن.

وقال البيان المشترك: “اليوم، أجرى جيشا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بتوجيه من حكومتيهما وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، جولة إضافية من الضربات المتناسبة والضرورية ضد 8 أهداف للحوثيين (أنصار الله) في اليمن”.

 

وأضاف البيان أن “الضربات الجديدة استهدفت موقع تخزين تحت الأرض للحوثيين بالإضافة إلى مواقع أخرى تحتوي على قدرات المراقبة الصاروخية والجوية للحوثيين”.

وفي وقت سابق، أفاد مصدر في السلطة المحلية في صنعاء، بأن “مقاتلات أمريكية وبريطانية شنت ثلاث غارات على قاعدة الديلمي الجوية شمال صنعاء”، مضيفًا أن “5 غارات جوية أخرى استهدفت معسكر الحفا التابع لقوات الحرس الجمهوري [نخبة الجيش اليمني سابقًا] وجبل نُقم شرق مدينة صنعاء، ومعسكر 48 مقر قيادة الحرس الجمهوري في منطقة السوّاد جنوب المدينة”.

وأكد المصدر أن القصف الجوي طال موقعًا للدفاع الجوي في منطقة صَرِف شمال صنعاء، مشيرًا إلى أن صنعاء وضواحيها تشهد تحليقًا مكثفًا للمقاتلات الأمريكية والبريطانية.

وفي السياق ذاته، أبلغ شهود عيان في محافظة تعز جنوب غربي اليمن بأن قصفًا جويًا استهدف مواقع لـ “أنصار الله” شرق مدينة تعز.

استهداف سفينة عسكرية أمريكية

وتأتي الغارات الجوية بعد ساعات من إعلان “أنصار الله” استهداف سفينة عسكرية أمريكية “أوشن جاز” في خليج عدن، بصواريخ بحرية.

وقال المتحدث باسم قوات “أنصار الله” العميد يحيى سريع، في بيان عسكري عبر منصة “إكس”: “انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني وضمن الرد على العدوان الأميركي البريطاني على بلدنا، نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عمليةً عسكريةً استهدفت سفينة شحن عسكرية أميركية ( أوشن جاز) في خليج عدن”.

وأضاف أن “عملية استهداف السفينة العسكرية الأمريكية نفذت بصواريخ بحرية مناسبة”، مشددًا على أن “الرد على الاعتداءات الأمريكية والبريطانية قادم لا محالة”، محذرًا من أن “أي اعتداء جديد لن يبقى دون ردٍ وعقاب”.

وأعلن “الاستمرار في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”، مؤكدًا “استمرار القوات المسلحة اليمنية في اتخاذ كافة الإجراءات الدفاعية والهجومية ضمن حق الدفاع عن اليمن وتأكيداً على استمرار الموقف اليمني المساند لفلسطين”.

وتوعد المتحدث العسكري بـ “الرد على أي اعتداء أمريكي أو بريطاني على البلد وذلك باستهداف كافة مصادر التهديد في البحرين الأحمر والعربي”، في إشارة إلى حاملات الطائرات والسفن الحربية الأمريكية والبريطانية.

ويأتي هجوم “أنصار الله” على السفينة العسكرية الأمريكية “أوشن جاز” بعد أيام من إعلان الجماعة، يوم الجمعة الماضي، استهداف السفينة الأمريكية “كيم رينجر” في خليج عدن، سبق ذلك بساعات تبنيها هجومًا مماثلاً طال سفينة “جينكو بيكاردي” الأمريكية، ردًا على الضربات التي بدأت أمريكا وبريطانيا تنفيذها على مناطق سيطرة الجماعة على خلفية هجمات الأخيرة على السفن.

هجماتها في البحرين الأحمر والعربي

وصعّدت “أنصار الله” هجماتها في البحرين الأحمر والعربي ضد السفن التي تقول إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، بعد إعلان أمريكا، يوم الأربعاء الماضي، تصنيف الجماعة منظمةً إرهابيةً، وبدء واشنطن وبريطانيا، الجمعة قبل الماضية، هجومًا واسعًا على مواقع للجماعة في مدن يمنية عدة.

وأعلنت “أنصار الله”، يوم 12 يناير/ كانون الثاني الجاري، مقتل 5 من أفرادها وإصابة 6 آخرين إثر 73 غارة جوية شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، طالت مطارات ومعسكرات للجماعة.

تصنيف “أنصار الله” منظمة إرهابية

ويوم الأربعاء الماضي، أعلنت الخارجية الأمريكية تصنيف “أنصار الله” منظمة إرهابية عالمية، ردًا على الهجمات البحرية للجماعة، مؤكدًا دخوله حيز التنفيذ بعد 30 يومًا، معتبرةً أن “التصنيف أداة مهمة لعرقلة تمويل الإرهاب للجماعة، وزيادة تقييد وصولهم إلى الأسواق المالية، ومحاسبتهم على أفعالهم”، على حد قولها.

ومنذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تبنت “أنصار الله” استهداف 16 سفينة في البحر الأحمر وباب المندب، بالصواريخ والطائرات المُسيرة، خلال تنفيذ قرارها بمنع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ إسرائيل من المرور في البحرين الأحمر والعربي، ردًا على عمليات الجيش الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وكانت “أنصار الله” قد أعلنت، في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أنها ستشارك بهجمات صاروخية وجوية و”خيارات عسكرية أخرى” إسنادًا لفصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، حال تدخل الولايات المتحدة عسكريًا بشكل مباشر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في القطاع.

وبين الحين والآخر، تعلن “أنصار الله” أنها جزء من محور المقاومة الذي يضم إيران وسوريا و”حزب الله” اللبناني وفصائل المقاومة الفلسطينية، مؤكدة استعدادها للمشاركة في القتال إلى جانب المقاومة الفلسطينية.

وتسيطر “أنصار الله” منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى