طالبان تسيطر على أبرز معبر حدودي في شمال أفغانستان

فرضت حركة طالبان الإرهابية، الثلاثاء، سيطرتها على أبرز معبر حدودي مع طاجيكستان في شمال أفغانستان وكذلك على المناطق المؤدية إلى قندوز، كبرى مدن شمال شرق البلاد.

وأكد عضوان في المجلس المحلي عمر الدين والي وخالد الدين حكمي لوكالة فرانس برس انه تمت “السيطرة على معبر شير خان” الذي يربط أفغانستان ببقية آسيا الوسطى على بعد 50 كلم شمال قندوز.

وبحسب حكمي، فقد استولت طالبان على “شير خان وجميع النقاط الحدودية الأخرى، بعد ساعة من القتال”.

وقال ضابط بالجيش الأفغاني طلب عدم الكشف عن هويته: “بدأت طالبان الهجوم الليلة الماضية وبحلول الصباح انتشرالمئات من عناصرها في كل مكان”.

وأضاف قائلا: “إن القوات النظامية أُجبرت على الانسحاب “إلى طاجيكستان المجاورة”.

تصعيد الهجمات المسلحة

وصعّدت حركة طالبان الإرهابية هجماتها على الأرض منذ بدء انسحاب القوات الأمريكية في مايو، والذي يجب أن يكتمل بحلول 11 سبتمبر على أبعد تقدير.

وأعلن البنتاغون الإثنين أنّ وتيرة انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان قد تتباطأ إذا واصلت حركة طالبان تحقيق مكاسب ميدانية في الهجمات التي تشنّها على جبهات عدّة، مشدّداً في الوقت عينه على أنّ هذا الأمر لن يؤثّر على الموعد النهائي لإتمام الانسحاب والمقرّر في 11 أيلول/سبتمبر.

وردّاً على سؤال بشأن الهجمات التي تشنّها الحركة في أفغانستان وتأثيرها على وتيرة الانسحاب الأميركي من هذا البلد، قال المتحدّث بِاسم البنتاغون جون كيربي خلال مؤتمر صحافي إنّ “الخطط يمكن أن تتبدّل وتتغيّر إذا تغيّر الوضع”.

وأضاف “إذا كانت هناك أيّة تغييرات يتعيّن إجراؤها بما يتعلّق بوتيرة أو نطاق أو حجم الانسحاب في أي يوم أو أسبوع معيّن، فنحن نريد الاحتفاظ بالمرونة للقيام بذلك”.

وسيطر مقاتلو الحركة مرتين على قندوز في 2015 و2016، قبل أن تستعيدها القوات الحكومية.

وأبلغ المتحدث باسم شرطة قندوز إنعام الدين رحماني وسائل الإعلام المحلية عن “مقتل 50 من طالبان وإصابة 30 خلال الساعات الـ24 الأخيرة”.

لكنه أكد أن “قوات الأمن في مراكزها”.

تقدم ميداني

ويحقق مقاتلو طالبان تقدّما ميدانيا في مواجهة القوات الأفغانية التي تنكفئ منذ أيار/مايو بوتيرة تثير القلق، بموازاة انسحاب القوات الأميركية الذي بدأ في مطلع أيار/مايو على أن يستكمل بحلول 11 أيلول/سبتمبر.

ويواجه الجيش الأفغاني هجمات خصوصا في الولايات الشمالية قندوز وبغلان وبداخشان وفرياب وميمنة.

وتكبد أخيرا خسائر فادحة بما في ذلك في صفوف قوات النخبة التي قتل عشرون من عناصرها على الأقل الأسبوع الماضي في فرياب. كما تضطر القوات إلى التخلي عن مواقع متقدمة محاصرة في مناطق نائية.

وبموجب الاتفاق الموقع بين الأميركيين وطالبان في شباط/فبراير 2020 في الدوحة، لا يمكن للقوات الأميركية التي تنسحب من أفغانستان استخدام قوتها الجوية إلا إذا هدد المتمردون المدن الكبرى.

وباتت حركة طالبان موجودة في كل ولايات البلاد تقريبا وتطوّق مدنا كبيرة عدة، وهي استراتيجية سبق أن اتّبعتها في تسعينيات القرن الماضي للسيطرة على الغالبية الساحقة من أراضي البلاد وفرض نظامها الذي أطاحه الاجتياح الأميركي عام 2001.

وتسيطر حركة طالبان الإرهابية على القسم الأكبر من جنوب البلاد باستثناء المدن الكبرى.

وأكد قيادي في طالبان الأحد عزم الحركة على إقامة “نظام إسلامي أصيل عبر التفاوض”، لكن المفاوضات بشأن تقاسم السلطة في الدوحة تراوح مكانها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى