طرقت كل الأبواب وفشلت… أزمات غير مسبوقة في تاريخ الاتحاد الأوروبي

الأوروبيون تحت أخطار نقص إمدادات الطاقة وزيادة التضخم وارتفاع الأسعار

لم تبق بلدان الاتحاد الأوروبي مصدراً كبيراً للغاز الطبيعي إلا وقام قادتها ودبلوماسيوها بزيارته بحثا عن عقود جديدة، سواء في الولايات المتحدة أو آسيا أو الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا، لتعويض الغاز الروسي الشحيح، إلا أنها فشلت في تعويض 100% من الغاز الروسي، والذي كان يصل أوروبا بمتوسط سنوي 155 مليار متر مكعب.

وعلى الرغم من توقيعها عدة اتفاقيات للحصول على الغاز، لكنه لن يصل إلى دول أوروبا بنفس أسعار الغاز الروسي، لذلك تتجه المفوضية الأوروبية إلى تحديد سقف لأسعار الغاز الطبيعي، وإنشاء تحالفات وتكتلات أوروبية لشراء الغاز بشكل موحد.

أوروبا فشلت حتي اليوم في توفير أسعار ميسرة للطاقة سواء الكهرباء أو النفط الخام أو الغاز، فيما تواجه فيه الأسر والشركات أزمات غير مسبوقة في تاريخ الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، حيث التضخم وارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة .

وتفرض التحديات التي تواجه الدول الغربية في صناعة الطاقة، نفسها في أحاديث المؤتمرات والفعاليات العالمية، بما يعكس حجم الأزمة التي تعيشها الدول الغربية في أحد أبرز مقومات النمو الاقتصادي بالنسبة لمعظمها، خاصة ألمانيا.

عواقب فشل إدارة ملف الطاقة

في جلسة بمبادرة مستقبل الاستثمار اليوم الأربعاء، شارك الرئيس التنفيذي السابق لشركة إنجي الفرنسية في جلسة حوار، تطرق فيها إلى إخفاق أوروبي كبير في صناعة الطاقة التقليدية والمتجددة في نفس الوقت.

وقال الرئيس التنفيذي السابق لشركة إنجي الفرنسية جيرارد ميستراليت وهو أيضا الرئيس التنفيذي الحالي لتطوير مدينة العلا السعودية، إن هناك عواقب تتحملها دول القارة الأوروبية بسبب فشلها في إدارة ملف الطاقة خلال السنوات الماضية.

وأوضح ميستراليت، أن صناعة الطاقة في أوروبا كانت تركز على ثلاث نقاط مهمة، الأولى الكلفة الميسرة للطاقة التي يستهلكها الأفراد والشركات، إلى جانب توفر إمدادات الطاقة، وثالثا توخي التغير المناخي.

وأخذ التقشف في أوروبا منحى متسارعا قبيل حلول فصل الشتاء، على الرغم من بناء دول التكتل لمخزونات مطمئنة، إلا أنها قد لا تكفي لعبور فصل الشتاء، في حال جاءت الأجواء باردة كما السنوات الأخيرة.

التحول الأخضر للطاقة

المسألة الثالثة المهمة، أن محاربة التغير المناخي الذي نادى به الاتحاد الأوروبي بشكل مكثف منذ عام 2015، بات اليوم أشبه بحبر على ورق مع عودة دول أوروبا بصدارة ألمانيا إلى الفحم.

وأصبح الفحم أحد المصادر الرئيسية لتوفير الطاقة الكهربائية، مع إعادة تشغيل محطات تعمل بالفحم، وتمديد عمل أخرى، والعودة إلى تشغيل محطات تعمل بالطاقة النووية، ما يعني مزيدا من الانبعاثات في دول القارة العجوز.

بذلك، تكون دول أوروبا فشلت بالتحول الأخضر للطاقة خلال السنوات الماضية، وتبيع الطاقة بأسعار غير مسبوقة، في وقت تعاني من أزمة تذبذب الإمدادات، والعدول عن خطوات بشأن التغير المناخي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى