عبير موسى تتهم الحكومة التونسية برعاية الإرهاب

اتحاد الشغل يستنكر خطاب الكراهية والتحريض الذي تمارسه بعض الأطراف

اتهمت رئيسة الحزب الدستوري الحر في تونس، عبير موسي، الاثنين، في كلمة لها، الحكومة التونسية، برعاية الإرهاب، نظرا لسماحها لتلك الأحزاب بمزاولة العمل السياسي داخل البلاد.

استنكرت رئيسة الحزب الدستوري، سماح الحكومة والبرلمان لعدد من الأحزاب السياسية بتبني أفكار ومناهج متطرفة.

كما اتهمت موسي البرلمان التونسي بدعم الجماعات الإرهابية المتطرفة، من خلال تستره على الأفراد المنتسبين للجماعات الإرهابية وتنظيم داعش الذين عادوا إلى تونس مؤخرا من بؤر التوتر.

وحذرت رئيسة الحزب الدستوري الحر من مخاطر تلك الأفعال على الدولة التونسية برمتها.

من جانبه، استنكر الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر منظمة نقابية في تونس، خطاب الكراهية والتحريض الذي تمارسه بعض الأطراف، مطالبا بضرورة تفكيك الغطاء السياسي والحقوقي للإرهاب في تونس.

جاء ذلك في بيان على خلفية العملية الإرهابية التي جدت، الأحد، في منطقة أكودة من محافظة سوسة شرق البلاد، والتي راح ضحيتها أمني وجرح آخر، فيما تمكنت الأجهزة الأمنية من القضاء على ثلاثة مسلحين وآلقاء القبض على عنصر آخر فار.

وطالب اتحاد الشغل في بيان النيابة العامة بفتح تحقيق في “بعض التصريحات التي تعتبر العملية الإرهابية عملية مخابراتية لتبييض الإرهاب وتبرير جرائم عصابات الإرهابيين”، في إشارة إلى تصريح سيف الدين مخلوف، رئيس كتلة ائتلاف الكرامة المقرب من حركة النهضة الإسلامية.

وأكد الاتحاد، الذي يشكل قوة وازنة في تونس، أن الحرب على الإرهاب “ما زالت طويلة وتحتاج مزيدا من اليقظة والاستعداد وتوسيع مقاومته لتشمل تفكيك الغطاء السياسي والحقوقي والمالي الذي يدعمه والتصدي إلى خطاب الكراهية”.

وكان رئيس كتلة ائتلاف الكرامة وصف في وقت سابق عملية سوسة الإرهابية بالمخابراتية معربا عن إدانة كتلته لها. وكتب مخلوف في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع “فايسبوك” أن “ائتلاف الكرامة يدين بكلّ شدّة العملية الإرهابية المخابراتية الجبانة التي استهدفت أعوان الحرس الوطني بسوسة”.

ولطالما تعمد سيف الدين مخلوف، وهو محام ينوب على العديد من المتهمين في قضايا إرهابية،  ربط العمليات التي تهز البلاد بأياد مخابراتية، وهو ما يراه سياسيون ونشطاء وحقوقيون محاولة لتبييض الإرهاب.

ودعا الصحافي أيمن الزمالي في تغريدة على “فايسبوك” وسائل الإعلام المحلية إلى وجوب مقاطعة مخلوف وائتلافه “احتراما لدماء أبناء المؤسستين الأمنية والعسكرية”، مشددا على أنه “لا حياد مع الإرهابيين والمبيضين للإرهاب”.

وكان الرئيس قيس سعيد طالب في وقت سابق من مكان العملية بضرورة الكشف عمن يقف “وراء هؤلاء (الارهابيين)”.

وتوعد رئيس الوزراء هشام المشيشي في بيان “بالقضاء على الإرهابيين في القريب العاجل، واصفا إياهم بالجراثيم، مشددا على أن الحكومة لن تدخر جهدا من أجل دحر الإرهاب”. ودعا “كل التونسيين إلى عدم الخوف”.

وفي سياق متصل بالعملية الإرهابية، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع أمس بمدينة سوسة السياحية التونسية.

وجاء في بيان مقتضب لوكالة “أعماق” التابعة للتنظيم، نقله موقع “سايت إنتليجنس جروب” المتخصص في مراقبة المواقع الارهابية، أن “عنصرا من الشرطة التونسية قتل وأصيب آخرون أمس في هجوم نفذه مقاتلو داعش بمدينة سوسة شرقي تونس”.

وفي وقت لاحق أذنت النيابة العامة في محكمة مكافحة الإرهاب بتونس، بإيقاف 7 أشخاص على علاقة بالهجوم الإرهابي.

وأكد الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، سفيان السليطي، الاثنين أن من بين الموقوفين زوجة أحد منفذي الهجوم، بالإضافة لشقيقتي إرهابي ثان يتحدر من مدينة مكثر في محافظة سليانة بالشمال الغربي لتونس، إلى جانب إيقاف “عناصر استقطاب”.

ولفت السليطي، إلى أن “العناصر الثلاثة غير مصنفين لدى الوحدات الأمنية كعناصر متشددة”.

ومنذ مايو 2011، شهدت تونس أعمالا إرهابية تصاعدت في 2013، وراح ضحيتها عشرات الأمنيين والعسكريين والسياح الأجانب، قبل أن تتراجع بالسنوات الأخيرة.

ووقع أحد أكثر الهجمات الإرهابية عنفا، في 7 مارس 2016، عندما هاجمت عناصر من “داعش” مقر ثكنات عسكرية وأمنية في مدينة بنقردان على الحدود مع ليبيا، واشتبكت مع قوات الأمن والجيش.

وأسفر الهجوم حينها عن مقتل 55 مسلحا من التنظيم الإرهابي و12 من القوات التونسية، و7 مدنيين.

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى