عبير موسي تتعرض لاعتداءين داخل البرلمان التونسي

سياسيون ونشطاء ينددون بالعنف ضد المرأة داخل البرلمان

تعرضت زعيمة الحزب الدستوري الحر في تونس عبير موسي لاعتداء مرتين تحت قبة البرلمان، في يوم واحد من زملاء لها في المجلس .

وتعرضت للضرب والتهديد والشتم والإهانة من جانب النائب سيف الدين مخلوف مساء الأربعاء، وسبقه في الاعتداء عليها بالضرب صباحا النائب الصحبي صمارة.

وأظهرت مشاهد للنائبة وهي تبكي بشدة من شدة الألم، وتطلب طبيب المجلس لإسعافها مما تعرضت له، واصفة المعتدين عليها من زملائها بالمجرمين.

وقبيل واقعة الاعتداء الثانية، قالت رئيسة كتلة الدستوري الحر في برلمان تونس عبير موسي في مقابلة مع العربية، إن رئيس البرلمان راشد الغنوشي جند أشخاصا لمنعي من دخول البرلمان التونسي، ووصفته برأس الأفعى.

الغنوشي يحرك خيوط اللعبة

وأشارت من أمام مبنى البرلمان إلى أنه يتم منعها من دخول البرلمان بأمر من الغنوشي، لافتة إلى أن العنف ليس غريبا على هذا المجلس.

وأبدت تصميمها على مواصلة عملها رغم الاعتداء عليها في البرلمان، مؤكدة أن الغنوشي يحرك خيوط اللعبة في تونس.

كما اتهمت القضاء التونسي بالتقاعس، قائلة إنه لا يحرك ساكنا بشأن واقعة الاعتداء عليها، مضيفة أن تونس أصبحت رسميا دولة راعية للإرهاب والعنف.

صعوبة الوضع الوبائي

ولفتت إلى أن زعيم حركة النهضة الإخونجية يستغل الوضع الوبائي، موضحة أن الوضع الوبائي في تونس صعب للغاية ما يمنع الشعب من النزول إلى الشوارع.

ضرب عبير موسي

ووفقا لما أظهرته مقاطع فيديو، غادر النائب الصحبي صمارة مقعده وتوجه إلى زعيمة الحزب الدستوري التي كانت تقوم بنقل مباشر بهاتفها النقال وذلك لمنعها من التصوير، وسدد لها عدّة لكمات قوية على رأسها وكتفيها ومن الخلف، ثم حاول ركلها لإسقاطها، قبل أن يتدخل بقية النواب، وذلك بحضور النائب الأول لرئيس مجلس نواب الشعب سميرة الشواشي ووزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السنّ إيمان الزهواني هويمل والوفد المرافق لها.

واعتدى صمارة بالضرب على موسى بحضور رئيسة الجلسة سميرة الشواشي، ووزيرة المرأة إيمان الزهواني، ونواب البرلمان الذين تدخلوا لوقف الاعتداء، وفقا لما نقلته وسائل إعلام تونسية.

وكانت الجلسة العامة لمجلس النواب التونسي، مخصصة لمواصلة النظر في مشروع قانون تنظيم العمل المنزلي، بحضور وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السنّ.

ويمثل الاشتباك أحدث أعمال العنف والفوضى التي اجتاحت أكثر من مرة جلسات البرلمان الصاخبة في تونس.

ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن رئاسة الحكومة بياناً، أدانت فيه واقعة الاعتداء الذي تعرضت له موسي، وأعربت عن رفضها لهذا السلوك الذي يعتبر تعدياً على المرأة وعلى مكتسباتها التي تحققت بفضل نضالات نساء تونس.

وأكدت رئاسة الحكومة في بيانها، رفضها المطلق لكل الممارسات المخلّة بالنّظام الديمقراطي والتي تمس من استقرار الدولة ومن السير العادي لعمل مؤسّساتها، أيّا كان مأتاها

وذكرت رئاسة الحكومة بأنها كانت أدانت الاعتداء الذي لحق وزيرة التعليم العالي، وتدين اليوم الإعتداء الذي تعرضت له وزيرة المرأة والأسرة وكبار السن، وتؤكد بأن العنف اللفظي والمادي مرفوض مهما كانت أسبابه و مهما كان مصدره.

وكتبت موسي على فيسبوك: “هذا وجههم الحقيقي.. عنف.. احتقار للمرأة.. قذف المحصنات.. تغول.. مغالبة”.

ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن ماهر مذيوب، مساعد رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي، القول إن الأخير عبر عن “شديد استهجانه وتنديد بكل اعتداء على المرأة التونسية وأي اعتداء على المرأة عموماً”.

إدانات وتنديد

وندد سياسيون ونشطاء بالعنف ضد المرأة داخل البرلمان، الذي حدث اليوم بحضور وزيرة المرأة، بينما كانت النائب الأول لرئيس البرلمان سميرة الشواشي هي من تدير الجلسة.

وأدانت وزارة المرأة والأسرة وكبار السن في تونس، حادث الاعتداء، وقالت في بيان إنها تدعو “ممثلي الشعب إلى النأي عن مثل هذه الممارسات التي ما فتئت تتفاقم يوما بعد يوم والاحتكام إلى الرصانة في التفاعل مع اختلاف الرؤى ووجهات النظر”.

وأعربت الوزارة عن الأمل في أن يتخذ مكتب مجلس النواب “الإجراءات والتدابير الضرورية لتأمين سلامة سير الجلسات العامة ومنع كل السلوكيات العنيفة التي لا تحترم الكرامة الإنسانية والتي تستهدف خاصة إهانة المرأة والحط من قدرها”.

ووصف حزب “قلب تونس” واقعة الاعتداء في بيان، بأنها “تعد دوساً خطيراً على كل الأعراف البرلمانية والأخلاقيّة وعملاً لا يليق بمؤسسة تشريعيّة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى