فرنسا: خطاب الكراهية يعزز إرادتنا في مكافحة الإسلام المتطرف بلا هوادة

ستنؤيد فرض "عقوبات" على المستوى الأوروبي ضد النظام التركي

أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، غابريال أتال، الأربعاء، أن فرنسا “تتعرض لتهديد إرهابي متنام في الأيام الأخيرة، تغذيه دعوات كراهية”، لكن ذلك “يعزز إرادتنا في مكافحة الإسلام المتطرف وكل أوجهه بلا هوادة” وإن باريس “لن تتراجع أبدا عن مبادئها وقيمها” رغم “محاولات زعزعة الاستقرار والترهيب”، منوها بـ”الوحدة الأوروبية الكبيرة” حول قيمها في مواجهة انتقادات النظام التركي.

كما أعلن سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون الأربعاء أنّ بلاده ستؤيد فرض “عقوبات” على المستوى الأوروبي ضد النظام التركي في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة على خلفية عدة ملفات.

وقال بون في مجلس الشيوخ الفرنسي “سنؤيد تدابير أوروبية تعكس ردة فعل قوية، من بينها أداة العقوبات المحتملة”.

وفي نفس السياق، قال مصدر بالرئاسة الفرنسية، اليوم الأربعاء، أن فرنسا لديها تاريخ مشترك طويل مع العالم الإسلامي.

وأضاف المصدر أن باريس تميز تماما بين المتطرفين وعموم المسلمين.

ولفت المصدر إلى أن مسجد باريس الكبير شيد قبل 100 عام احتراماً للجنود المسلمين.

وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أكدت، الأحد، أن “مسلمي فرنسا جزء من مجتمع وتاريخ جمهوريتنا” وإن “مكافحة التطرف تحصل بالتعاون مع مسلمي فرنسا”.

كما شددت الخارجية على أن “شبكتنا الدبلوماسية عبر العالم تعمل على شرح مواقفنا، وضمان أمن مواطنينا في الخارج”.

من جانبه كتب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على تويتر: “لن نذعن أبداً”، مشدداً: “نحترم جميع الاختلافات بروح السلام ولا نقبل خطاب الكراهية وندافع عن نقاش عقلاني”، لافتاً: “سنكون دائماً إلى جانب الكرامة الإنسانية والقيم العالمية”.

يأتي هذا بعد أن برزت قبل أيام دعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية في بعض البلدان، بينما دخل رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان على الخط.

كما بدأت أنقرة التي يقود حكومتها حزب العدالة والتنمية حملة استثمار في بعض الملفات الغربية، ومنها تأكيد ماكرون قبل يومين عزمه حماية قيم الجمهورية العلمانية في بلاده في مواجهة التطرف، إثر قتل المدرس صامويل باتي الأسبوع الماضي في حادثة هزت البلاد.

ففي خطاب متلفز ألقاه في مدينة قيصري (وسط)، السبت، قال أردوغان متحدثاً عن نظيره الفرنسي: “ماذا يمكن أن يقال بشأنه.. افحص صحتك العقلية”. وأضاف متوقعاً ألا يحقق الرئيس الفرنسي نتائج جيدة في الانتخابات الرئاسية عام 2022: “يحتاج ماكرون فحصاً عقلياً”.

وتدهورت العلاقات بين ماكرون وأردوغان بشكل أعمق جراء خلافات على مسائل عدة، تشمل الدعم الفرنسي لليونان في نزاعها مع تركيا بشأن حقوق التنقيب عن الطاقة في شرق المتوسط وانتقادات باريس لتدخل أنقرة في ليبيا وسوريا والنزاع بين أرمينيا وأذربيجان.

وانتقدت ميرال أكشينار، زعيمة حزب “الخير” التركي المعارض، دعوة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان؛ لمقاطعة المنتجات الفرنسية إثر توتر بين البلدين.

جاء ذلك في كلمة ألقتها أكشينار خلال اجتماع لكتلتها النيابية بالبرلمان، الأربعاء، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة “يني جاغ” التركية المعارضة.

وذكرت أكشينار الملقبة بالمرأة الحديدية في تركيا أن “موقف أردوغان ضد فرنسا لم يجعل إيمانويل ماكرون نادمًا، على العكس فهو دعم للرئيس الفرنسي”.

وأضافت أن “القوي لا يهاجم الدول كإسرائيل، وفرنسا، والولايات المتحدة أمام شعبه ومن خلف الكواليس يتودد لهم، ولا يدعون الشعب إلى المقاطعة والتدمير”.

وأشارت إلى أن “القوي يفعل ما هو ضروري، ولكي تصبح قويًا من الضروري تنفيذ سياسة خارجية ذكية، مع امتلاك اقتصاد أقوى، وسيادة الديمقراطية والقانون والعدالة في البلاد، فالقوي لا تطاله الألسن”.

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى