فضيحة “أحضر الخمر معك” قد تطيح برئيس الوزراء البريطاني جونسون

قال وزير الدولة لشؤون الأجور في الحكومة البريطانية، مايكل إيليس، الثلاثاء، لمجلس العموم، إن رئيس الوزراء بوريس جونسون “لن يذهب إلى أي مكان”، في وجه دعوات لإجباره على الاستقالة.

وشهد مجلس العموم البريطاني، جلسة عاصفة، الثلاثاء، وسط دعوات لاستقالة جونسون على خلفية إقامة حفلات في مقر إقامته في وقت قيود الإغلاق بسبب جائحة كورونا، فيما بات يعرف باسم فضيحة “أحضر الخمر معك”.

وعبر إيليس، في الاستجواب العاجل والذي شهد صيحات سخرية واستهجان، عن أسفه للانزعاج الذي سببته التقارير عن حفلات في مقر إقامة رئيس الوزراء في 10 “داونينج ستريت” خلال الإغلاق، مشدداً على أن “القواعد تطبق على الجميع في هذا البلد”، حسبما ذكرت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية.

واضطر رئيس مجلس العموم السير ليندسي هويل، إلى التدخل لتهدئة النواب قائلاً “لديه مهمة صعبة فلا تجعلوها أصعب”.

وقال النائب  إيان بلاكفورد عن الحزب الوطني الاسكتلندي، إنه على بوريس جونسون أن “يقوم بالأمر اللائق ويستقيل”، وإذا فشل ذلك فعلى نواب حزب المحافظين أن “يجبروه على الاستقالة من منصبه وأن يفعلوا ذلك الآن”.

وبينما انتقد نواب البرلمان البريطاني، غياب جونسون عن الاستجواب، أكد إيليس حضور جونسون، الأربعاء، في جلسة الاستجواب الأسبوعية.

فضيحة “أحضر معك الخمر”

وباتت الأزمة التي تعرف بفضيحة “أحضر معك الخمر”، في إشارة إلى رسالة البريد الإلكتروني المسربة التي أرسلها سكرتير جونسون الخاص مارتن رينولدز والتي شجع فيها المدعوين في حفل 20 مايو 2020، لإحضار الخمر، قائلاً “أحضروا معكم الخمر واستمتعوا بالطقس الرائع لأقصى حد”.

ورداً على سؤال من النائب عن حزب العمال بين برادشو عما إذا كان رئيس الوزراء سيستقيل إذا خرق القانون؟ قال إيليس: “رئيس الوزراء لن يذهب إلى أي مكان. إنه (النائب) يريد أن يجرني إلى افتراضات حول نتيجة هذه الاستجواب”.

وأضاف “رئيس الوزراء لا يزال يحظى بثقة الناس في هذا البلد، وفعل ذلك منذ سنتين بحصوله على أكبر أغلبية في عقد كامل”.

وقال إيليس “أود أن أعتذر بلا تحفظ عن الانزعاج الذي سببته تلك المزاعم. الحكومة ملتزمة بنشر نتائج التحقيق في هذا الأمر”.

وقاطعت إيليس صيحات النواب المعترضين، في حين أكد الوزير المحافظ أن الحكومة فتحت تحقيقاً في تقوده سو جراي، وهي موظفة حكومية رفيعة المستوى، مشيراً إلى أن التحقيق سيضم التجمعات التي حدثت يومي 15 و20 مايو 2020.

ويتعرض جونسون لانتقادات بعد أن اتضح أن سكرتيره الخاص دعا 100 فرد إلى حفل في حديقة مقر رئاسة الوزراء في “داونينج ستريت” في فترة الإغلاق الأولى بسبب جائحة فيروس كورونا حسبما ذكرت وكالة “رويترز”.

وظهر الشهر الماضي تسجيل فيديو يظهر طاقمه يضحك ويمزح بشأن الحفل الذي أقيم في عطلة عيد الميلاد عام 2020 وكانت في وقت الإغلاق.

وذكر تلفزيون “آي تي في” أن جونسون ورفيقته كاري كانا ضمن الحضور في حفل ضم أيضاً 40 من العاملين في يوم 20 مايو 2020 بعد أن أرسل سكرتيره الخاص مارتن رينولدز دعوات للحفل بالبريد الإلكتروني.

 يمكنه الهرب ولا يمكنه الاختباء

وفي معرض استجوابها، قالت أنجيلا راينر، نائبة زعيم حزب العمال، إن عدم وجود جونسون في البرلمان للإجابة على أسئلة النواب “مخيب بشكل مذهل ولكنه ليس مفاجئاً” وقالت إنه ليس موجوداً “رغم أنه لا توجد لديه التزامات رسمية” معتبرة أن “غيابه يتحدث عن موقفه”.

وأضافت نائبة زعيم حزب العمال “العامة وصلوا إلى النتيجة مسبقاً. يمكنه أن يهرب ولكن لا يمكنه أن يختبئ”.

وأثار الكشف عن سلسلة حفلات أقيمت في مقر رئاسة الوزراء في وقت الإغلاق، غضب الرأي العام ودفع كير ستارمر زعيم حزب العمال المعارض للقول إن جونسون يفتقر للسلطة الأخلاقية لقيادة البلاد حسبما ذكرت وكالة “رويترز”.

وكانت صحيفة “الجارديان” البريطانية قد نشرت في 19 ديسمبر الماضي، صورة لرئيس الوزراء بوريس جونسون وأكثر من 12 آخرين يحتسون الخمر في حديقة منزله في “داوننج ستريت”، قائلة إنها التُقطت في مايو 2020 أثناء إغلاق بسبب كوفيد-19.

لم يكن حفلاً

ورد مكتب جونسون في البداية على الصور بالتأكيد على أن التجمع “لم يكن حفلاً بل كانت اجتماعات للموظفين”.

وذكر تقرير “الجارديان” أن الصورة التي نشرتها تعود إلى مايو 2020 بعد وقت قصير من خروج جونسون من المستشفى، حيث أمضى عدة ليال في وحدة الرعاية المركزة بسبب إصابته بكورونا.

ويظهر في الصورة جونسون مع زوجته كاري، التي يبدو أنها تحتضن ابنهما حديث الولادة، وشخصان آخران عند طاولة في شرفة حديقة “داوننج ستريت”، مثلما يظهر الجبن والنبيذ.

وفي 20 ديسمبر قال نائب رئيس الوزراء البريطاني دومينيك راب إن الصورة لا تظهر أنهم كانوا في حفل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى