قطر تجمع نائب مدير ال”CIA” برئيس استخبارات طالبان الإرهابية

نقلت الشبكة الأميركية “سي إن إن” عن مسؤولين أمريكيين، أنّ واشنطن أرسلت نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ديفيد كوهين، ومسؤول رفيع بوزارة الخارجية الأميركية إلى العاصمة القطرية الدوحة، لإجراء محادثات مع وفد حركة طالبان الإرهابية الذي ضم رئيس استخباراتهم عبد الحق الواسع.

والتقى المسؤولون الكبار في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وجهاً لوجه مع حركة طالبان الإرهابية، السبت، للمرة الأولى منذ القضاء على رئيس تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في كابول أواخر يوليو الماضي، حسب ما ذكر مسؤولان مطلعان على المحادثات لشبكة “سي إن إن”.

اتفاق الدوحة

بعد مصرع الظواهري في غارة أميركية، اتهمت الولايات المتحدة طالبان بـ”انتهاك واضح وصريح لاتفاق الدوحة” الذي أبرم مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي ذكر أن طالبان لن تؤوي إرهابيين إذا انسحبت القوات الأميركية من أفغانستان، وهو ما فعلت في أغسطس 2021.

وبعد أن أطلقت طائرة أميركية بدون طيار صواريخ هيلفاير على منزل الظواهري، اتهم مسؤولون أميركيون قادة بحركة طالبان الإرهابية من شبكة حقاني بمعرفة مكان وجوده، بينما دانت الحركة العملية بغضب.

ومنذ ذلك الحين، واصلت الولايات المتحدة التعامل مع الحركة الإرهابية، بما في ذلك التفاوض على إطلاق سراح المواطن الأميركي مارك فريريتش. لكن كبار المسؤولين لم يلتقوا وجهاً لوجه منذ القضاء على الظواهري في 31 يوليو.

ورافق كوهين الممثل الخاص لوزارة الخارجية في أفغانستان توم ويست، الذي قاد التواصل مع طالبان منذ انسحاب الولايات المتحدة العام الماضي.

وأطلق سراح فريريتش قبل 3 أسابيع تقريباً بعد أكثر من عامين من الاحتجاز، بمساعدة من قطر. وقال مسؤولون بالإدارة إنهم قضوا شهوراً في التفاوض مع طالبان للإفراج عنه، وحذروا طالبان بعد الضربة من إلحاق الضرر به. واعتبروا أنّ أفضل طريقة لإعادة بناء الثقة هي إطلاق سراحه.

وهناك أميركي آخر على الأقل، وهو مخرج سينمائي يدعى إيفور شيرر، محتجز حالياً لدى طالبان بعد اعتقاله مع منتجه الأفغاني، فيض الله فيزبخش، أثناء تصويره في المنطقة التي استهدف فيها الظواهري، وفقاً للجنة حماية الصحفيين. وأفادت تقارير أن شيرر استدعي عدة مرات من قبل طالبان لاستجوابه قبل اعتقاله.

في المقابل، امتنعت وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ووزارة الخارجية عن التعليق.

علاقة طالبان بالقاعدة

وبينما تحتفظ طالبان بعلاقات مع تنظيم القاعدة، فإنها تواجه هجمات مسلحة من فرع تنظيم “داعش” المعروف باسم “داعش خراسان”.

واستهدفت الجماعة باستمرار أقلية الهزارة العرقية في أفغانستان. ولقى ما لا يقل عن 25 شخصاً، معظمهم من الفتيات حتفهم، في هجوم انتحاري الأسبوع الماضي داخل مركز تعليمي في حي تقطنه أغلبية الهزارة في كابول.

وقالت بيث سانر النائب السابق لمدير الاستخبارات الوطنية التي قادت إجراء تحليلات عن أفغانستان في (CIA)، إن “طالبان تعاني من أجل منع هجمات داعش خراسان، ما يجعلها تبدو عاجزة، لا سيما في كابول”.

وأضافت: “من المرجح أن يوجه (كوهين) رسالة حازمة مفادها أننا سنقوم بمزيد من الضربات مثلما فعلنا ضد الظواهري إذا وجدنا أن أعضاء القاعدة في أفغانستان يدعمون العمليات التي تهدد الولايات المتحدة أو حلفائها”.

وتابعت: “داعش خراسان يشكل الآن تهديداً أفغانياً داخلياً، على طالبان وعلى الاستقرار الطائفي نظراً لتركيزه على قتل الشيعة، ولكن هناك بعض المخاوف المنطقية من أن داعش خراسان ربما يركز اهتمامه في نهاية المطاف على مخططات (لشن هجمات) خارجية، إذا كانت طالبان غير قادرة على احتوائهم”.

و الشهر الماضي، أعلنت إدارة بايدن أنها أنشأت “صندوقاً أفغانياً” بقيمة 3.5 مليار دولار بأموال أفغانية مجمدة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي.

وقال مسؤولان لشبكة “سي إن إن” إنّ الأموال لم يتم الإفراج عنها بعد، لأن الولايات المتحدة لا تعتقد أن هناك مؤسسة موثوقة لضمان أن الأموال ستفيد الشعب الأفغاني. وبدلاً من ذلك ستدار من قبل هيئة خارجية مستقلة عن طالبان والمصرف المركزي للبلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى