قمة تجمع رؤساء مصر والأردن ورئيس وزراء العراق في بغداد

تعقد في العاصمة العراقية بغداد، الأحد، قمة ثلاثية تجمع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك في ثالث قمة تجمع البلدان الثلاث خلال 3 أعوام، في إطار مساعيها لزيادة التعاون وبناء الشراكة في مختلف المجالات الاقتصادية.

وتأتي هذه القمة بعد أن تأجلت مرتين، الأولى في مارس الماضي على خلفية سقوط عشرات الضحايا والجرحى في حادث اصطدام قطارين بمحافظة سوهاج بصعيد مصر، بينما تأجلت المرة الثانية في أبريل على خلفية الظروف الأمنية في الأردن.

وكان زعماء مصر والعراق والأردن اجتمعوا بالقاهرة في أول قمة مشتركة، عام 2019، عندما استضاف السيسي العاهل الأردني ورئيس الوزراء العراقي آنذاك عادل عبد المهدي، في حين انطلقت الجولة الثانية في أغسطس 2020 بالعاصمة الأردنية، عمّان، بحضور رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي.

موضوعات القمة

مصادر مُطلعة أفادت في مارس الماضي أن القمة الثلاثية التي تستضيفها بغداد ستبحث في عدد من مجالات التعاون الاقتصادي، على غرار مشروع تمديد خط أنابيب لنقل النفط من العراق إلى مصر عبر الأردن، وتشغيل خط للنقل البري بين بغداد والقاهرة، والربط الكهربائي، ومشاريع البنى التحتية، وإعادة الإعمار في العراق، إضافة إلى التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، وكذلك مستجدات الأوضاع والأزمات في المنطقة العربية.

ومن المتوقع أن يطرح الجانب العراقي حاجته إلى منفذ ثالث لتصدير النفط إلى دول العالم، إلى جانب المنفذين الحاليين، المتمثلين في ميناء البصرة على الخليج العربي، وميناء جيهان على البحر المتوسط.

وقد يجري أيضاً بحث التجارة البينية، وتحقيق التوازن الاقتصادي بين الدول  الثلاث، واستكمال المباحثات بشأن ملف النفط والقناة الجافة بين العراق والأردن، إلى جانب، بحث ملف النقل والتجارة من ميناء نويبع المصري إلى العراق عبر ميناء العقبة الأردني.

مشروع المشرق الجديد

القمة الثلاثية قد تشهد أيضاً إطلاق مشروع اقتصادي تحت عنوان “المشرق الجديد”، حيث يسعى العراق، صاحب هذا المشروع، إلى إحداث تغييرات اقتصادية واستثمارية، وتنسيق المواقف بشأن قضايا المنطقة السياسية والأمنية.

ويعتمد هذا المشروع على الكتلة البشرية لمصر، بالإضافة إلى الثروة النفطية الكبيرة التي يمتلكها العراق، في حين ينضم لهما الأردن بحكم موقعه الجغرافي، الذي يربط بين البلدين.

وكانت وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية توقعت في تقريرها السنوي أن يبدأ تشغيل مشروع الربط الكهربائي بين الأردن والعراق في عام 2022، كما تم توقيع اتفاقية عقد تزويد الطاقة الكهربائية من الجانب الأردني إلى الجانب العراقي والبدء بتنفيذ المشروع في المرحلة الأولى، على أن يتم بموجبه بموجبها تصدير 1000 “غيغاوات” ساعة سنوياً من الأردن إلى العراق.

كما يربط الأردن بالعراق مشروع خط النفط (البصرة – العقبة) الذي لا يزال قيد المباحثات، وبموجبه سيتم نقل حوالي مليون برميل نفط يومياً عبر أنبوب النفط العراقي من البصرة إلى البحر الأحمر مروراً بميناء العقبة.

اجتماع وزراء الخارجية

في 29 مارس الماضي، اجتمع وزراء خارجية مصر، سامح شكري، والأردن أيمن الصفدي، والعراقي فؤاد حسين، في بغداد، وجرى بحث نتائج الاجتماعات التي تمت خلال الفترة الماضية  في مجالات التعاون المقترحة وهي: نقل البضائع والأفراد، والأمن الغذائي والمناطق اللوجيستية، والطاقة والربط الكهربائي والغاز والبتروكيماويات، والصحة وتسجيل الأدوية، والتشييد والبناء، وذلك سعياً للوصول للاتفاقات النهائية بشأن مذكرات التفاهم المشتركة، وذلك تنفيذاً لمخرجات القمة الثلاثية بين قادة الدول، بوضع مقترحات التكامل الاستراتيجي والتعاون الاقتصادي والتنموي موضع التنفيذ.

ومن المتوقع أن يتصدر مشروع “الشام الجديد” موضوعات القمة الثلاثية بين العراق ومصر والأردن في بغداد، لتكوين تكتل إقليمي قادر على مواجهة التحديات، وكان الكاظمي وصفه بأنه مشروع اقتصادي على النسق الأوروبي يجمع القاهرة ببغداد، قبل أن تنضم إليه عمان لاحقاً، وهناك نوايا لضم دول عربية أخرى ضمن المشروع.

تحضيرات أمنية

على الصعيد الأمني تجري استعدادت في العاصمة العراقية بغداد لاستضافة الرئيس المصري والعاهل الأردني، حيث ترأس قائد عمليات بغداد اللواء الركن أحمد سليم بهجت مؤتمر موسع لقادة الفرق ومدراء المديريات والأجهزة الاستخبارية العاملة في محافظة بغداد، لمناقشة خطة تأمين الحماية للقمة الثلاثية للقادة.

وتم خلال المؤتمر، مناقشة آلية تنفيذ الخطة الموضوعة لتأمين الحماية للتظاهرات السلمية في مركز بغداد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى