قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم المسجد الأقصى وتعتدي على المعتكفين داخله

مصر والسعودية تدينان الاقتحام والفصائل تتوعد الاحتلال وإسرائيل تشن غارات جوية على غزة

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي في وقت مبكر من فجر الأربعاء المسجد الأقصى في القدس، وقاموا بالاعتداء الوحشي على المعكتفين داخله، وأسفر الاقتحام عن إصابة واعتقال عشرات الفلسطينيين وسط حالة من التوتر الشديد تشهدها مدينة القدس، فيما دانت مصر والسلطة الفلسطينية والفصائل عملية الاقتحام

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن “قوات الاحتلال تمنع جميع طواقم الإسعاف من الدخول للمسجد الأقصى المبارك وتعتدي على طواقم الإسعاف”، وأضاف الهلال الأحمر بأنه “تم رفع درجة التأهب لدى مركز إسعاف القدس للدرجة القصوى واستنفار جميع طواقمها ومتطوعيها”.

وكشف الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان أن “قوات الاحتلال اعتدت على سيارات الإسعاف وقامت بتكسير بعض منها أمام باب الأسباط في البلدة القديمة بالقدس المحتلة”.

وأفادت مصادر فلسطينية، بأن “العشرات أصيبوا بحالات الاختناق جراء قنابل الغاز التي أطلقتها قوات الاحتلال وكدمات جراء الضرب بالهراوات داخل المسجد القبلي، عقب اقتحام قوات الاحتلال للمسجد وذلك لإخلاء المعتكفين فيه”.

وفي السياق قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت الأطقم الطبية من الدخول إلى المسجد الأقصى لانتشال المصابين.

مصر تدين

دانت مصر بأشد العبارات اقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، وما صاحب ذلك من اعتداءات سافرة أدت إلى وقوع إصابات عديدة بين المصلين والمعتكفين بينهم نساء.

وقالت الوزارة في بيان صادر عن وزارة الخارجية فجر الأربعاء، إن “مصر تعتبر هذه المشاهد البغيضة والمستنكرة، والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة، تؤجج مشاعر الحنق والغضب لدى جميع أبناء الشعب الفلسطيني، والشعوب الإسلامية وأصحاب الضمائر الحية على مستوى العالم”.

وطالبت مصر السلطات الإسرائيلية بـ”الوقف الفوري لتلك الاعتداءات التي تروع المصلين الذين اتخذوا من بيت الله سكنا آمنا في أيام شهر رمضان المبارك”.

وحملت مصر إسرائيل، “السلطة القائمة بالاحتلال”، مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي من شأنه أن يقوض من جهود التهدئة التي تنخرط فيها مصر مع شركائها الإقليميين والدوليين، مطالبة بتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في وضع حد لتلك الاعتداءات، وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر.

تقويض جهود السلام

وأعربت وزارة الخارجية السعودية، اليوم الأربعاء، عن قلقها الشديد إزاء الاقتحام الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى الشريف.
وأدانت وزارة الخارجية في بيان، نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس”، “هذه الممارسات التي تعتبرها تقويضًا لجهود السلام وتنتهك المبادئ الدولية في احترام المقدسات الدينية”.
وأكدت الوزارة في بيانها أيضًا رفضها القاطع لهذه الأعمال العدوانية ودعمها الكامل لكافة الجهود الرامية لإنهاء الاحتلال والوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

تجاوز الخطوط الحمراء

بدوره، حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إسرائيل من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة، والتي وفقاً له “ستؤدي إلى الانفجار الكبير”.

وقال أبو ردينة إن ما يقوم به الاحتلال من المساس بالمقدسات، كما يحدث الآن في المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين، يمثل حرباً شعواء على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، والتي ستشعل الحرائق في المنطقة.

وأضاف: “نحمّل حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن أي تدهور، وعليها التصرف بمسؤولية وأن توقف هذا العبث الذي سيكون له نتائج خطيرة على الجميع”.

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني قادر على الدفاع عن مقدساته وأرضه، وإسرائيل مخطئة باستهتارها بقدرة وعزيمة شعبنا في الصمود.

وأكد أنه يجب على الإدارة الأمريكية عدم الوقوف متفرجة على هذه الحرائق التي يشعلها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، مشدداً على أن القدس بمقدساتها هي عاصمة دولة فلسطين ويجب أن لا يخطأ أحد في تقدير حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته.

جريمة غير مسبوقة

رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، قال إن ما يجري الآن في المسجد الأقصى المبارك جريمة غير مسبوقة ولها ما بعدها.

وأضاف هنية في تصريح صحفي مقتضب، فجر الأربعاء، أنه “على الجميع أن يتحمل المسؤولية فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا”.

ودعا هنية جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ومناطق عام 48 التوجه للمسجد الأقصى وحمايته من اعتداءات الاحتلال.

موقف عربي موحد

وقال تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن الهجوم الإسرائيلي الدائم ضد المسجد الأقصى المبارك محاولة من الثلاثي نتنياهو، سموترتيش، بن غافير، لتكريس سيادة دولة الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، بعد أن أداروا ظهورهم للاتفاقيات التي وقعت مع المملكة الأردنية الهاشمية بعدم المساس بالمسجد الأقصى.

وأكد الناطق باسم التيار الإصلاحي عماد محسن، في تصريح صحفي ،اليوم الأربعاء، إن يحدث في المسجد الأقصى المبارك، يتطلب موقفاً عربياً موحداً في حماية القدس والمسجد الأقصى.

وأشار إلى أن إيتمار بن غفير يَصُب الزيت على النار، ويريد أن يحرق الأخضر واليابس، بالإيعاز لقوات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المعتكفين في المسجد القبلي، وإطلاق النار والاعتداء الوحشي على المعتكفين.

وأكد على أن هذه الجريمة لن تمر مرور الكرام، ولن نرفع الراية البيضاء، والوضع الطبيعي أن نغضب الآن دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك، وهذه الليلة صعبة، ولن يستطيع الاحتلال الإسرائيلي فرض رغباته بتقسيم المسجد الأقصى مكانياً وزمانياً.

وشدد محسن على ضرورة أن تتوحد كافة القوى الفلسطينية، من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى، وأن تخرج كافة القوى من دائرة الشجب والاستنكار، وأن تدافع عن أقدس مقدسات الشعب الفلسطيني.

مواجهة حتمية

وأكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، أن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك يشكل تهديداً جديّاً على مقدساتنا.

وأضاف النخالة في تصريح صحفي فجر اليوم الاربعاء: “على الشعب الفلسطيني أن يكون حاضراً بكل مكوناته للمواجهة الحتمية في الأيام القادمة”.

غارات أسرائيلية على غزة

وبعد ساعات من اقتحام قوات إسرائيلية باحات المسجد الأقصى، والاعتداء على مصلين فلسطينيين، أغارت طائرات حربية إسرائيلية على قطاع غزة.

ونقلت “رويترز” عن إذاعة محلية فلسطينية قولها إن الغارات الإسرائيلية أصابت معسكري تدريب أحدهما في مدينة غزة والآخر في مخيم للاجئين.

وأطلق فلسطينيون عدة صواريخ على بلدات جنوب اسرائيل، الأربعاء، تزامناً مع مواجهات اندلعت في المسجد الأقصى بين فلسطينيين وقوات الاحتلال.

وأكد مراسلو “فرانس برس” إطلاق 4 صواريخ على الأقل باتجاه الأراضي الفلسطينية من الحدود الشمالية لقطاع غزة.

وقال مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته إن 6 صواريخ على الأقل أُطلقت من القطاع باتجاه إسرائيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى