قوى الأمن السودانية تقمع تظاهرات سليمة وتقتل عشرة محتجين

قتلت قوى الأمن السودانية عشرة متظاهرين خلال موجة احتجاجات جديدة اندلعت ضد قرارات قائد الجيش السوداني الفريق أول  عبد الفتاح البرهان في “25 أكتوبر”.

وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، الأربعاء، في بيان على تويتر، سقوط 10 متظاهرين في منطقتي بحري وأم درمان بالخرطوم.

وقبيل بدء التظاهرات قطعت الاتصالات الهاتفية تماماً في العاصمة السودانية، كما قطعت خدمة الإنترنت منذ 24 ساعة، حسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”. فيما أفاد شاهد من رويترز بأن خدمة الهاتف المحمول داخل السودان انقطعت قبيل أحدث جولة من الاحتجاجات.

وذكر تجمّع المهنيين السودانيين، أن قوات الأمن طوقت المظاهرات في مناطق عدّة، أبرزها بحري وشارع الستين وأمبدة، مشيراً إلى استخدام الأمن لقنابل الغاز المسيل للدموع.

بلينكن يشترط إعادة “الشرعية” لمواصلة الدعم

بدوره، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء، أن السودان سيحظى بدعم المجتمع الدولي ومساعداته مجدداً حال إعادة “الشرعية” للحكومة التي تمت الإطاحة بها إثر “الانقلاب العسكري” في 25 أكتوبر.

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الكينية، نيروبي، في مستهل جولة إفريقية: “من الضروري أن تستعيد المرحلة الانتقالية الشرعية التي كانت عليها (…) إذا أعاد الجيش الأمور إلى مسارها وفعل ما هو ضروري، أعتقد أنه من الممكن استئناف دعم المجتمع الدولي الذي كان قوياً للغاية”.

وكان “تجمع المهنيين السودانيين” أعلن عن تظاهرات مرتقبة الأربعاء، احتجاجاً على سقوط ضحايا في تظاهرات السبت، التي خرجت احتجاجاً على تحركات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، فيما تستمر الوساطة الأميركية للتوصل إلى حل للأزمة، وسط وعود بإطلاق سراح المعتقلين.

وأطلقت قوات الأمن السودانية غازات مسيلة للدموع على المتظاهرين، الذين نزلوا بالمئات، حسب شهود عيان. وقال الشهود لوكالة “فرانس برس” إن “إطلاق قنابل الغاز في وسط الخرطوم وفي منطقة بحري (شمال شرق) أدى إلى سقوط جرحى في العاصمة”.

وأعلنت “لجنة أطباء السودان” ليل الثلاثاء الأربعاء، عن وفاة محتج أصيب ضمن “تظاهرات السبت”، وقالت إن ذلك يرفع العدد الإجمالي للضحايا منذ تحرك الجيش في 25 أكتوبر إلى 24 ضحية.

وسجلت اللجنة سقوط 9 ضحايا في تظاهرات السبت أغلبها بالرصاص الحي الذي قالت إن مصدره قوات الأمن، لكن الأخيرة نفت استخدام الرصاص الحي أو أن تكون قد استخدمت أسلحة نارية في تعاملها مع المتظاهرين، مشيرة إلى أنها استخدمت “الحد الأدنى من القوة”، في بيان للشرطة السودانية السبت.

رفع حالة الطوارئ

تأتي تلك التظاهرات على وقع الأزمة التي عبرت واشنطن مجدداً عن مخاوفها بشأن تداعياتها وكررت دعوتها بضرورة “العودة إلى مسار الانتقال الديمقراطي للسلطة”، حسبما ذكر الناطق الإقليمي باسم الخارجية الأميركية صامويل وربيرج.

وزارت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية، مولي فيي، الخرطوم، الثلاثاء، ضمن مساعي الولايات المتحدة للتقريب بين وجهات النظر المختلفة للأطراف المتصارعة في السودان، بحسب وربيرج.

وأوضح المسؤول الأميركي، أن واشنطن لديها بعض الأولويات بهذا الشأن من ضمنها “رفع حالة الطوارئ، واحترام الاحتجاجات السلمية، والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين”.

وقال وربيرج إنه “لابد للولايات المتحدة والمجتمع الدولي من القيام بالمشاورات والمناقشات مع كل الأطراف في السودان”، مؤكداً أن واشنطن ستقوم بمشاورات مع الدول المجاورة والاتحاد الإفريقي بهذا الشأن.

عودة حمدوك

وفي الإطار نفسه، قالت مصادر سيادية سودانية، الثلاثاء، إن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أبلغ مولي فيي، عدم ممانعته لعودة عبد الله حمدوك لرئاسة حكومة كفاءات مدنية.

وأضافت المصادر أن مولي فيي، أبلغت رسالة للعسكريين السودانيين خلال زيارتها إلى الخرطوم، بضرورة عودة حمدوك لرئاسة حكومة مدنية.

وذكر مكتب الشؤون الإفريقية التابع لوزارة الخارجية الأميركية، عبر حسابه في تويتر، أن مساعدة بلينكن التقت حمدوك، وناقشت معه سبل استعادة الانتقال الديمقراطي.

وفي بيان نشره عبر صفحته الرسمية في فيسبوك، قال مجلس السيادة السوداني إن الفريق عبد الفتاح البرهان أكد، خلال اجتماعه مع الدبلوماسية الأميركية، على أهمية الإسراع في اختيار رئيس الوزراء بغرض تشكيل حكومته.

وأفادت وكالة الأنباء السودانية “سونا”، بأن البرهان “جدد عدم رغبة المكون العسكري في الاستمرار في السلطة، واستعداده وانفتاحه لقيادة حوار دون شروط”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى