قيادي بارز في حركة النهضة الإخونجية يتّهم الغنوشي بصناعة “المتسلقين”

الغنوشي حكم النهضة 50 سنة ولا ينوي المغادرة

يرى متابعون أن استقالة استقالة القيادي البارز في حركة النهضة الإخونجية عبدالحميد الجلاصي، وهو من أهم الداعمين لرئيس الحركة راشد الغنوشي، ستكون لها تداعيات على مستقبل القيادة.

وأعلنت عدة قيادات محسوبة على “تيار الصقور” امتعاضها من طريقة تسيير الحركة واتخاذ القرار صلبها، بعد أن استفحل تجاوز الغنوشي لمقررات مجلس الشورى وتوجيهاتها في العديد من المناسبات.

وقد عمقت استقالة الجلاصي الخلافات الداخلية التي تعصف بالحركة، قبل مؤتمرها الحادي عشر الذي سيعقد في شهر مايو القادم، فيما يشكك مراقبون في تمكن الحركة من تنظيم المؤتمر في تاريخه المحدد ما قد يعمق أزمة القيادة المنشغلة بالمناورات السياسية.

وفي تصريح لوسائل إعلام محلية قال الجلاصي الخميس “توجد فجوة بين حركة النهضة الإخونجية وقاعدتها الانتخابية وبين القاعدة النضالية والقيادات الحزبية، المنظومة الحزبية بمجملها مريضة وأصبحت عبئا على تونس”.

وأضاف “لا يوجد رئيس حزب في العالم يحكم 50 سنة”. وتابع “البقاء في رئاسة الحزب من 1969 إلى الآن صنع حول الغنوشي متسلقين وولاء لشخصه، لن أكون شاهدا على المسرحية”.

واستطرد “النهضة تكرر خطأ النداء والباجي قائد السبسي عبر محاولات الإبقاء على الغنوشي، المؤتمر الحادي عشر هو المؤتمر الانتقالي ولو كان الغنوشي ينوي تمرير السلطة لبدأ في تفويضها تدريجيا لكنه لا ينوي المغادرة وسيبحثون عن آليات قانونية لتجديد عهدته”.

لثقيل رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان التونسي (راشد الغنوشي) أمام خيارين: إما الانسحاب من رئاسة الحركة أو المضي قدما في تجاهل الأصوات المطالبة بالتغيير.

وانسحاب راشد الغنوشي طوعا من رئاسة الحركة ليس السيناريو الأكثر ترجيحا، فالرئيس ذو الصلاحيات الموسعة منهمك في صياغة “توافق سياسي جديد” يحتمي خلفه ويأمل من خلاله استنساخ نموذج التوافق مع حركة نداء تونس التي كان يقودها رئيس الجمهورية السابق الباجي قائد السبسي.

ووفرت حركة نداء تونس غطاء مهما للتيار الإخونجي من أجل الترويج لها وتقديمها على غير صورتها في الخارج، وهو ما نجح فيه الغنوشي إلى حد ما، لكن الوضع مختلف الآن فالتقرب من حركة قلب تونس التي يقودها نبيل القروي لن يؤدي بالضرورة إلى نفس النتائج في الداخل والخارج. وتقول مصادر مقربة من الغنوشي إن الأخير ليس ضد ترك المشعل للشباب وإنما يخشى ترك الحركة في وضع قد يعجل بتفككها على غرار ما وقع مع حركة نداء تونس بعد فوزها بالانتخابات التشريعية سنة 2014.

ويمثل تجاهل الأصوات المطالبة بالتغيير السيناريو الأقرب الذي سينتهجه الغنوشي، ما لم يحصل طارئ قاهر، فالانهماك في المناورات السياسية وتحصين موقع الحركة في الحكم لم يتركا وقتا لتنظيم المؤتمر الحادي عشر المزمع عقده في شهر مايو القادم في تاريخه المحدد وبالتالي إمكانية تأجيله أصبحت في حكم المؤكد نظرا لضيق وقت الترتيبات.

ولا يستبعد مراقبون أن يتم تأخير تاريخ عقد المؤتمر بانتظار التوصل إلى صيغة من شأنها التحكم في الخلافات الداخلية وكبح حصول انقسام صلب الحركة.

وتحمل الاستقالات الوازنة التي عصفت بالنهضة، على غرار أمين عام الحركة زياد العذاري، بوادر تغيير في جسم الحركة قد يصل إلى التشرذم والانقسام، فحجم المخاطر يكبر يوماً بعد يوم، ما ينذر بأن ما هو قادم قد يكون أشد وطأة.

 

تونس- الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى